حين تختلط الأمور، وحين يتصدى للمشاكل في المجتمع من ليس أهلاً لا فكراً، ولا تعاملاً، ولا هدفاً يرقى بالمجتمع حينذاك يصبح المشهد يمثل فوضى فكرية وأخلاقية أو هو يفرز هذه الأمراض الاجتماعية التي تصب جام غضبها من وقت لآخر على المرأة التي كرمها الإسلام أيما تكريم ولن أسرد ذلك فتاريخنا الإسلامي النقي فيه ما يؤكد ذلك. المرأة التي تمثل الأم والزوجة والأخت والابنة هي التي ننتظر زمناً طويلاً لأننا لمحنا فقط تلميحاً وليس تصريحاً أن زواج المسيار والمسفار والويكند إنما يمثل إهانة صارخة للمرأة التي تمثل عمود مؤسسة الزواج التي تبث الطمأنينة والأمان والتي تمثل أيضاً منبعاً للحنان والثقافة وخلق مجتمع لا تعبث به المصالح والأغراض الحسية المؤقتة لنفصل عليها بين الحين والآخر مدخلاً شرعياً وحتى يتبين أن ذلك إنما تم استغلاله استغلالاً بشعاً ودمر حياة الكثير من الفتيات والنساء، عند ذلك يأتي من يحذر من هذا الاستغلال البشع للمرأة وكينونتها التي أرادها الله بناءً مع الرجل لا هدماً، علاقة شراكة لا علاقة مكافأة. هذه الأيام انتشر إعلان في مدينة الرياض ولا أعلم عن المدن الأخرى والقرى والهجر هل تفشى فيها مثل هذا الإعلان أم هي تنتظر؟ وفكرة هذا الإعلان أن تقوم بالإقلاع عن التدخين ونحن نقوم بتزويحك، هذا الذي فهمته من فحوى هذا الإعلان الذي يجعل المرأة مكافأة وهي مكافأة مجزية إذا أنت أيها المواطن الذكر أقلعت عن التدخين وحيث إن الاختلاط ممنوع حتى في الإعلان لم يذكر جائزة المرأة التي تدخن واعتقد أنهن يدخنّ من الحريق الذي طالهن بمثل هذه الكيفية. كان الأحرى بهذه الجمعية أو الجهة أن تعلن عن مكافأة اشتراك سنة في أحد الأندية التي تهتم بالرياضة أن تقوم بالاشتراك المجاني لتلك المراكز التي تقدم غداء جيداً.. أن تقوم بتدريبه للحصول على عمل يؤهله وينتشله من المقاهي التي تقتات على صحته ونقوده القليلة.. أن تنقذه ممن يتربص به من أصحاب المخدرات الدنيوية والمخدرات الإرهابية. وهل الإقلاع عن تدخين السيجارة بأنواعها مختلف عن الإقلاع عن شيشة المعسل الصغيرة الحجم، كما أن ذلك مختلف عن الغليون والسيجار وشيشة الجراك الضخمة وهل هذا الإقلاع يقابله زواج بنفس المقياس؟ ولو قدر الله أن تزوج بهذه المكافأة ولم يتم التوافق بينهما أو عاد إلى التدخين هل تسحب منه المكافأة؟ إن الشعوب التي يمثل العلم والرؤية الواضحة وغير الضبابية مسلكها والتي تدرك أن المرأة هي الأرض والحنان والمحبة وليست مكافأة للإقلاع أو الهبوط هي الشعوب التي تستحق أن نتعلم منها.. زواج الإقلاع هذا هو موضة جديدة لأن المرأة على هذا القياس لا تمثل إلا هاجساً آخر، فلنكرم المرأة بمحبتها واحترام آدميتها .. وسلامتكم.