لم يعمد الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس علي صالح البراك إلى إيجاد مبررات لشركته وهو يستمع إلى احد المستثمرين الصناعيين الذي تحدث عن تعطل فرن في مصنعه تصل تكلفته إلى 100 مليون ريال بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ولم يحاول اختلاق الأعذار وهو يتابع معاناة مستثمر آخر بعد تعطل أحد أجهزة مصنعه بسبب فصل التيار الكهربائي مما اضطره إلى دفع 1.5 مليون ريال لصيانته وإعادة تشغيله، وبدلا من كل ذلك حث البراك المستثمرين في محافظة جدة على المزيد من التوسع في استثماراتهم والسير في خططهم المستقبلية، مؤكدا لهم أن هناك مشروعات كبيرة سوف تشهدها منطقة مكةالمكرمة والقطاع الغربي خلال السنوات الثلاث القادمة وسينسى المستثمرون بعدها مسألة انقطاع التيار. وأضاف البراك خلال لقائه أمس بمجموعة من الصناعيين في غرفة جدة أن شركة جنرال اليكتريك أعاقت مشروعات الكهرباء في رابغ، حيث تمتلك شركة الكهرباء السعودية حاليا تسعة مولدات جاهزة للعمل بسعة 500 ميجا، غير أن المحولات التي صنعتها " جنرال اليكتريك" لتشغيل هذه المولدات فشلت في التجارب الأولية لأسباب تعود إلى التصميم وبعض المشكلات الأخرى، مما اضطر شركة الكهرباء إلى البحث في الداخل من أجل نقل محولات بديلة لتشغيل تلك المولدات بصفة مؤقتة في القريب العاجل. وأعلن البراك أن الأسبوع القادم سيشهد توقيع عقد مع المطورين لإضافة 1200 ميجا واط لمدينة رابغ بقيمة 10 مليارات ريال تدفع منها الشركة 20%، بالإضافة إلى ترسية مشروع آخر خلال الستة أشهر القادمة بسعة 2400 ميجا واط حيث تم الانتهاء من مخططاته وإجراءاته. وارجع البراك أسباب الانقطاع المتكررة للكهرباء في محافظة جدة وبعض مناطق المملكة إلى تأخر تنفيذ المشروعات التي اعتمدتها الشركة لمسايرة الطلب المتزايد على الطاقة منذ عام 2007، حيث اعتمدت عدة خطط لتأمين الطاقة الكهربائية في القطاع الغربي، ومنها الحصول على الطاقة من المؤسسة العامة لتحلية المياه، لكننا تفاجأنا مع بداية العام الحالي بوجود برامج صيانة لديها في بعض المحطات مما افقدنا 50% من الحصة التي كنا نأخذها العام الماضي والمقدرة بنحو 800 ميجا واط، بالإضافة إلى اتفاقنا مع المطورين في محطة الشعيبة3 للحصول على 300 ميجا واط منهم مع بداية العام الحالي، غير أن تأخر المشروع لم يسمح لنا بالحصول على تلك الكمية حتى الآن، مشيرا إلى أن القطاع الغربي يحظى بنحو 11 ألف ميجا واط والنقص لا يتجاوز 300 ميجا واط، لكنه يؤثر بشكل كبير خاصة خلال ساعات الذروة. وأضاف البراك أن العمل يجري على تنفيذ مشروعات بسعة 6000 ميجا واط للقطاع الغربي، من خلال مشروعات جديدة أو نقلها من المناطق الأخرى وستعمل بعد 3 سنوات. وأكد البراك أن شركة الكهرباء بحاجة الى 35 مليار ريال سنويا لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المملكة مستقبلا، في حين ان من المفترض ان تستثمر الشركة 19 مليار ريال سنويا خلال السنوات الماضية لكنها كانت تستثمر في 10 مليارات، معتبرا أن مشروع الربط الداخلي تأخر كثيرا، لكنه انطلق حيث سيتم ربط المنطقة الوسطى بالغربية والشقيق بالشعيبة. وأضاف البراك أن سياسة الشركة في تخفيف الأحمال لم تتطرق إلى المصانع المحلية، إلا مع بداية الامتحانات حيث عانت الشركة صعوبة القطع عن المنازل في هذه الفترة، مؤكدا أن أيام الفصل لم تتجاوز الثمانية في شهر يونيو الماضي. من جهتهم طالب الصناعيون بحلول سريعة لمشكلة الانقطاع المتكرر للتيار عن مصانعهم قبل حلول الصيف، معتبرين أن شركة الكهرباء تفضل التضحية بهم، رغم أن حجم استهلاكهم لا يتجاوز 8% من الحجم الكلي، واقترحوا تشكيل لجنة لتحديد المصانع التي لها الأولوية في استمرار مدها بالتيار مهما كانت الأسباب، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة من غرفة جدة التجارية والمدينة الصناعية وشركة الكهرباء لتحديد تلك المصانع التي قد يؤدي انقطاع التيار عنها إلى خسائر في الأرواح، ورغم اعتراض بعض المستثمرين على هذا الإجراء، إلا أنهم وافقو بعد أن تلقوا وعودا بأنه إجراء مؤقت ولن يستمر طويلا، وفيما توصل الصناعيون إلى إجماع مبدئي على إنشاء محطة توليد خاصة بالمدينة الصناعية بتكلفة 3 مليارات ريال لتستفيد منها مصانع المدينة وتبيع الطاقة الزائدة لشركة الكهرباء، اقترح آخرون فصل التيار الكهربائي عن المجمعات التجارية في أوقات الذروة وإجبارها على الإغلاق لأن عملها في وقت الظهيرة يكون من باب الإسراف وليس الإنتاج، كما طالبوا بضرورة مراقبة المدارس خلال إجازة الصيف والتأكد من عدم وجود استهلاك غير ضروري فيها. وكان صناعيون قد اكدوا فصل التيار عن مصانعهم لفترات تصل إلى شهر غير أن الشركة نفت ذلك بشدة وأظهرت إحصائيات عن عدد الأيام التي تم فيها فصل التيار خلال الشهرين الماضيين.