أعتقد أن إحدى وسائل الثراء السريع ، في زمننا الرديء أن يقوم المرء بدور غنائي ، فيحظى بالاثنين : المال والشهرة . حياة الشهرة والنجومية في ميادين عدة كالرياضة بأنواعها والموسيقي والغناء والسينما والمسرح تقترن بالثراء وربما البذخ المقرون بالبريق الاجتماعي . والأخير قد يقود إلى الدخول في أعمال خيرية الدافع يكون كردة فعل لما كان الفنان قد عاناه من الفقر في صغره ، كحالة المغنية اليابانية آي كاواشيما التي قطعت على نفسها عهدا ببناء المدارس من اجل مساعدة الأطفال الفقراء على مواصلة التعليم. ووجد العالم نفسه أمام ظاهرة لم يهدها وهى الثراء الذي يهبط على أهل الغناء والموسيقى الصاخبة والرياضة بأشكالها . وقرأنا بيانات لا مبالغة فيها قالت إن دخل المغنى الفلاني السنوي يطغى بأضعاف كثيرة على دخل الرئيس الأمريكي . وإن الحواجز الحديدية ومضاعفة قوة الشرطة البريطانية هي منظر مألوف في الشارع البريطاني ومحطات السكك والمطارات ، عند اقتراب وصول فرقة الغناء التي لمعت فى الستينيات ، الخنافس أو ال ( بيتلز ) . صحيح أن النسبة الغالبة من المستقبلين لم يكونوا من نخبة الثقافة والمعرفة ورجال المال ، لكنهم من الشباب والشابات . وذات مرة سخرت الصحافة البريطانية من ذاك التجمهر الهستيري للتلويح لفرقة الخنافس وأظهرت صورة المفارقة للسياسي البريطاني الذي شارك في الحرب وانتصر الغرب على يد قدرته التخطيطية ، ونستون تشرشل ، وهو يسير وحده في محطة قطار يُبرز تذكرة ركوب القطار للدخول إلى رصيف المحطة . لائحة المطربين العرب الأكثر ثراء ، بثروة قدرها 37 مليون دولار. وفقا لقائمة نشرتها مجلة رصينة في أحدث أعدادها وجاءت المطربة اللبنانية ( .. ) في المرتبة بثروة تبلغ 34 مليونا . ومن غير الغناء يأتى الإعلان بصوت المطرب أو المطربة . واحتل المطرب فلان- من مصر – ( حسب قول المجلة ) مرتبة جيدة في الإعلان فقط بدخل قدره 32 مليون دولار . قبل أن آتي على ثروة ودخل الرياضيين - ولن آتي – أقول إن الزمن ظلم الطبيب الماهر والمُربّى القدير والشاعر والأديب وأردّد بيتا للمتنبي يقول : - وجئتُ نحوك لا ألوي على أحدٍ أحثّ راحلتيّ .. الفقر والأدبا