يبدو أن هاجس محتوى الانترنت بات الشغل الشاغل هذه الأيام للمتعاملين في حقل تقنية المعلومات من أفراد و حكومات و قطاع خاص، و تعد جودة المحتوى من أكثر الأمور التي تشغل المهتمين في هذا الحقل، ولعل المتابع لهذا الشأن يتذكر ما أعرب عنه السير تيم بيرنرز مخترع الإنترنت خلال لقاء له مع شبكة الإذاعي البريطانية في العام المنصرم، حين أعرب عن مخاوفه المتنامية بشأن طريقة استخدام الانترنت، من حيث نشر الشائعات والزيف والمعلومات المضللة. وقد كشف حينها عن ملامح خطة تتضمن إنشاء مؤسسة ساهم شخصيا في إيجادها ويأمل أن تساهم في تطوير شبكة الإنترنت العالمية.مؤكداً الحاجة الملحَّة لإيجاد أنظمة جديدة تمنح المواقع الإلكترونية على الشبكة علامة تجارية أو ماركة مميزة تشير إلى مصداقيتها وجدارتها بالثقة حالما تثبت أنها أضحت بالفعل ذات مصداقية ومصادر يُعوَّل عليها. وفي خطوة أخرى تجاه نفس الهدف أطلقت شركة إنتل مؤخراً وبالتعاون مع جامعة كاليفورنيا الأمريكية برنامجاً للكشف عن المعلومات المتناقضة في المواقع الالكترونية يُمَكن المستخدم من التصويت على صحة المعلومات ، حيث تم تصميم البرنامج لصالح متصفح الويب موتسيلا فايرفوكس. تيم بينزرلي ويتميز البرنامج الذي أُطلق عليه "ديسبيوت فايندر" Dispute Finder بقدرته على تعقب كل المعلومات التي تناقض مع ما يرد في موقع الكتروني على الانترنت. و ينبه مستخدمي الانترنت، عندما تكون الوقائع والمعلومات الواردة في الموقع الذي يتصفحونه، متناقضة مع تلك الموجودة على مواقع أخرى. و لا يقتصر البرنامج على التنبيه أو الإحالة إلى مواقع تعرض وجهات نظر أخرى، بل تفتح أمامه إمكانية التصويت حول مصداقية المعلومات، ما يسمح باستبعاد المعلومات المشكوك بها. يُذكر أن قاعدة معلومات برنامج "ديسبيوت فايندر" مصممة بطريقة تفاعلية تمكن المستخدمين من إدخال إضافات. من جهة أخرى وفي لقاء سابق أجرته الرياض مع أحمد جاب الله مهندس البرمجيات في شركة Google و الذي يلعب دوراً رئيسيا في مشروع Knol لإثراء المحتوى على الانترنت ، ذكر فيه أن المحتوى يكون ذا جودة عالية حين يكون مكتملاً وفيها معلومات كافية وآراء مختلفة ويحتوى على صور توضيحية، أو فيديو توضيحي، وموضح فيه أسم الكاتب ومتى تمت كتابته ، وحين يكون هناك تعليقات للزوار على المقالة أو تقييمات لها، كل ذلك يعطيك نوعا من المصداقية لما تقرأه.