انتقل إلى أمريكا قبل أربع سنوات للعمل في شركة جوجل ضمن الفريق الرئيسي للبحث ،لإيجاد أفضل النتائج للباحثين باللغة العربية وفهم المقصود من كلمات البحث التي يكتبونها، ومطابقة تلك الكلمات مع نتائج مفيدة بجودة عالية تناسبهم وترضيهم ، ذلك هو الشاب المصري أحمد جاب الله مهندس البرمجيات الذي عمل أيضاً على عدة مهام منها ترتيب المواقع من الناحية التقنية الهندسية ومشروع iGoogle بالعربي ضمن مجموعة من الشباب العربي الموجود في جوجل ،كما عمل على مشاريع أخرى مثل التحقق من صحة الإملاء ،وتعريب ال Gmail . الرياض إلتقته على هامش ورشة عمل عقدت مع بعض المدونين السعوديين لبحث سبل تطوير المحتوى العربي على الانترنت وكان لنا معه هذا اللقاء حول مشروعه الطموح Knol : } خلال فترة عملك في جوجل ما هي المشاكل التي لمستها لدى المستخدم العربي للانترنت ؟ خلال تلك السنوات الأربع أحسست أن لدينا مشكلة من ناحية المحتوى العربي على الانترنت ،فمن الممكن أن يكون لدينا محتوى غير أن جودته لن تكون عالية حين نقارنه بلغات أخرى مثل الانجليزية أو الألمانية أو الاسبانية والتي تجدها محتويات واضحة ومفيدة ، وبدراسة بسيطة أجريناها وجدنا أن هناك مقالة واحدة لكل ثلاثة عرب، بينما بالنسبة للمتحدثين بالانجليزية فإن لكل واحد منهم تقابله خمس مقالات بالانجليزية ، وبالنسبة للمتحدثين بالألمانية نجد أن لكل متحدثا بها تقابله ست مقالات بلغته ،فهذا يبين أن لدينا نقصا في المحتوى العربي لان الناس لا تشارك بمعرفتها بشكل كاف ،وهذه ليست غلطة الناس بقدر انه لم تكن هناك أدوات فعّالة تناسب المنطقة وتدعم اللغة العربية وتكون سهلة الاستخدام ، ومن هنا خرجت فكرة knol المنتج الجديد لجوجل والذي يميزه أن من قام بعمله هم شباب عرب ، فقد قمت ومعي المهندس محمد الفقي بإقناع الإدارة في جوجل بأن هناك فرصة عالية في العالم العربي وأننا نرغب في مساعدته ،وأن لدينا الدافع لعمل شيء تجاهه . } كيف ومتى بدأتم العمل على هذا المشروع ؟ بدأنا العمل على مشروع knol بفريق مكون من عشرة مهندسين كان ذلك قبل سنة من الآن ورأى النور في يوليه 2008م ،بالتركيز على أربعة أمور أولاً أن يكون المنتج سهل وبسيط جداً حتى أنه يمكن أن يناسب المستخدم العربي الجديد للانترنت ،ويمكّنه من الكتابة حول الأمور التي لدية دراية وعلم بها بكل سهولة وكأنه يكتب على أي محرر نصوص ومن ثم يكبس على زر أنشر وبذلك تكون مقالته منشورة على الانترنت ومفهرسة في جميع المواقع من ضمنها محرك البحث جوجل أو أي محركات بحث أخرى، غير أننا في جوجل لا نعطي knol أي ميزة إضافية خلال عملية الفهرسة للمحتوى الموجود على knol وتلك هي سياسة جوجل عامة ،الأمر الآخر يتعلق بمسألة تقييم المقالة والتعليق عليها ،حيث تكون المقالة ذات جودة عالية حين تكون مكتملة وفيها معلومات كافية وآراء مختلفة وتحتوى على صور توضيحية، أو فيديو توضيحي، وموضح فيها أسم كاتب المقال ومتى تمت كتابته ، وحين يكون هناك تعليقات للزوار على المقالة أو تقييمات لها، كل ذلك يعطيك نوعا من المصداقية لما تقرأه . الأمر الثالث من الأمور التي تمت مراعاتها هي مسألة التحكم والصلاحيات فنظام knol قد يتيح لك إعطاء الصلاحية للزوار لإضافة تعديلات على مقالتك أو ربما انك لا تريد أن تتم عليها أي تعديلات فيكون لك ذلك أيضا، ويمكن أن تأتي في منطقة وسط فتتيح التعديلات من الزوار على مقالاتك، ولكن بعد أن تجيزها أنت. وهذه الميزة تعطي مرونة كبيرة للمستخدمين، Knol أيضاً يساعد على المشاركة فلنفرض أنك تريد الكتابة حول موضوع معين بالمشاركة مع صديق لديه نفس المعرفة حول ذات الموضوع سوف يتيح لك النظام المشاركة بالكتابة وينسب المقالة لكلا الكاتبين ،ممكنا أيضا أن تحول ملكية المقالة إلى مستخدم آخر ليعمل على تحسينها وتطويرها بالاتفاق معه ، الأمر الأخير هو عملية تسليط الضوء على كاتب المقال وما يمكن أن يجنيه من فوائد كثيرة ،فلو كان طبيباً على سبيل المثال ويكتب حول تخصصه سنجد أن ذلك ينعكس على شهرته ويتم استخدام مقالاته كمرجع في الأبحاث أو المقالات العلمية ، وفي نفس الإطار نريد أن يعود على الكاتب فائدة مادية من وراء مقالاته التي كتبها وبذل فيها مجهوداً ووقتاً لتكون ذات جودة عالية وذلك من خلال إمكانية إضافة خاصية الإعلانات Google AdSense وأريد أن أركز هنا على أن هذه الميزة هي ميزة اختيارية لكاتب المقال فإن أراد أن يضيف الإعلانات ليحصل على عائد مادي فهذا متاح وإن فضل عدم ظهور أي إعلانات على صفحة مقالاته أو تلك المقالة تحديدا فذلك متاح أيضا . } ما هو معنى أو أصل كلمة Knol الذي اخترتموه اسما لهذا المنتج ؟ كلمة Knol مشتقة من كلمة knowledge أي المعرفة ولتكون Knol هي وحدة المعرفة ،لأن Knol هو ليس مدونة يومية ،ولكنه يتيح للمتميزين في علم أو حقل أو مجال معين أن يشاركوا هذا العلم مع الناس . } إذاً هل أنتم تنافسون الويكيبيديا ؟ نحن لا ننافس الويكيبيديا وهي بالمناسبة مشروع رائع ونبيل ونحن ندعمه ونحبه جداً ،والهدف من Knol ليس أخذ حصة من سوق الويكيبيديا، ولكن نريد إعطاء المستخدم خيارات متعددة بمستويات مختلفة من الصعوبة ،بحيث أن المستخدم العربي يستطيع المشاركة بطرق متعددة ،سواء عن طريق ويكيبيديا أو Knol، والهدف واحد وهو إثراء المحتوى العربي على الانترنت .وبالنسبة للفروق بين Knol والويكيبيديا فهي كثيرة ،في Knol مقالتك هي صوتك في الويكيبيديا آخر من يقوم بالتعديل على المحتوى هو من يكون ظاهرا ،الأمر الآخر أن Knol يسلط الضوء على كاتب المقالة لأن الناس تريد أن تبرز من خلال ما تكتبه ولان الزوار يريدون أن يعرفوا مصدر المعلومة كي تكون ذات مصداقية أعلى ،الفرق الثالث هو أن Knol يتيح إمكانية الحصول على عائد المادي من ما يقوم المستخدم بكتابته . } ما هو السر وراء اهتمام جوجل بالمنطقة العربية؟ هناك اهتمام كبير من جوجل بالمنطقة العربية فعلاً وكاستشهاد على هذا الأمر نجد أن ثاني لغة خرج بها Knol بعد الانجليزية هي اللغة العربية، كما انه كان هناك نواة لمحتوى عربي ذي جودة عالية ،فقد قمنا باستكتاب دكاترة موثوق فيهم من قرابة ست جامعات في مصر في عدة مجالات وعلوم ، مع التركيز على المواضيع الطبية،وكذلك الرياضة ،وسر اهتمام جوجل بالمنطقة العربية هو كونها منطقة جديدة على الانترنت وذات معدلات نمو عالية ،مع وجود عدد كبير من المستخدمين الذين يبحثون عن معلومات، ولكن لا يجدون ما يناسبهم من محتوى ،وتلك تعد فرصة ،كما إنه لم يكن متاحا للمستخدم العربي منتجات معربة بطريقة مناسبة ونحن لدينا التقنية والقدرة على التعريب بناء منتج يناسب المنطقة العربية ، مع وجود دافع من العرب العاملين بداخل جوجل لعمل شيء جميل لصالح المنطقة العربية . والجميل أننا قد وجدنا أن نمو المحتوى العربي جودته أعلى بكثير من المحتوى الانجليزي على الرغم انه ما يزال أكبر من ناحية الحجم ، وهذا ما شجعنا وأتى بنا إلى المنطقة كون أن لدينا منتجا ذا جودة عالية جاهزا للاستخدام وسهلا ونريد أن نسمع من المستخدمين ما هي متطلباتهم وملاحظاتهم ،كما أننا أتينا لعقد اتفاقيات شراكة ليس فقط مع المنظمات الحكومية أو التعليمية، ولكن مع المستخدم نفسه، ولذلك تحدثنا مع مجموعة من المدونين السعوديين ومع المستخدمين الناشطين حالياً ، وسوف نبدأ بالقيام بمسابقات بين الناس لإثراء المحتوى العربي. } باعتبار أن Knol هو بمثابة ابنك فما هي رؤيتك لمستقبلة ؟ حقيقة نحن متحمسون جداً ومتفائلون في نفس الوقت ،فلو بدأ كل مستخدم عربي اليوم بكتابة مقالة فسوف يكون لدينا أربعمائة مليون مقالة في فترة قصيرة، ولو نجحنا في تحقيق هذا النوع من التكاتف الذي نتحدث عنه فإن ذلك كفيل بإحداث تغيير اجتماعي بحيث يتعامل المستخدم العربي مع الانترنت كمصدر تعليمي موثوق فيه ،وأتمنى أن ينمو هذا المشروع ويشكل ثورة معلوماتية . ونحن في جوجل نطمح للوصول إلى مئة ألف مقالة عربية ذات جودة عالية خلال الفترة القصيرة القادمة. } ماذا عن موضوع حقوق الملكية الفكرية للمحتوى؟ شكرا على طرحك لهذا السؤال المهم ، لقد أولت جوجل هذا الموضوع اهتماماً خاصاً في حين أننا نريد أن نجعل للكاتب الاختيار والتحكم في عملية حقوق الملكية الفكرية عن طريق مساحة واسعة من الاختيارات والمستويات من الملكية الفكرية التي يحددها الكاتب لمقالته.وهذه ميزة تنافسية لم تكن متاحة في السابق.