منذ سنوات بدأت العديد من الجامعات بتغيير وتطوير أقسام المكتبات، حيث أصبح هنالك رديف يصاحب اسم المكتبة وهو المعلومة، فتحول مسمى تلك الأقسام إلى أقسام المكتبات والمعلومات، وشيئاً فشيئاً توارى اسم المكتبات ليبقى مسمى المعلومات وحيداً، هذا التغير طال المكتبات العامة لتتحول من أماكن لجمع الكتب إلى منافذ للبحث والوصول إلى المعلومة، هذا التغير بسبب التقنية الحديثة، التي لم تتوقف ولن تتوقف مطلقاً، هذا التغير المتواصل، أصبح تحدياً صعباً للقائمين على تلك المكتبات ومراكز المعلومات، حيث بدأت تختفي الأرفف والأدراج التي توضع بها بطاقات الفهرسة والتصنيف، ليحل محلها نظام آلي، ومع الزمن كثير من الأنظمة الآلية تم تغييرها أو ترقيتها لتصبح أنظمة آلية مفتوحة ومتواصلة مع الأنظمة المختلفة والموجودة في العالم، وكذلك شبكات المعلومات، وفي المرحلة الأخيرة أصبحت هنالك المكتبات الافتراضية، في زمن سابق كان لقاعات كتب المراجع والمصادر ودوائر المعارف والموسوعات وضع خاص، وكان "المكتبي" أخصائي لديه القدرة لمساعدة الباحث وإرشاده على الوصول إلى المعلومة بيسر بين آلاف الصفحات، في المملكة غير ملاحظ وضع وأهمية المكتبي لكون ظاهرة المكتبات بالذات العامة ليست موجودة لدينا، ولكن كل من سافر إلى الغرب وبالذات أمريكا يلحظ أن المكتبي الموجود في قسم المراجع يجلس خلف مكتب أنيق ويلبس لباساً رسمياً، ويستقبل مرتادي المكتبات والباحثين ويجيب على أسئلتهم واستفساراتهم، عموماً مع التقنية الجديدة أصبح هنالك أخصائي المعلومات الذي لديه دراية بقواعد المعلومات المختلفة، وأغلبها تطلب رسوماً مالية على كل معلومة، لذا فأخصائي المعلومات يجب أن يكون بحثه محدداً ودقيقاً ومفيداً للباحث أو طالب المعلومة، وهنا يتطلب أن يكون هنالك مهارة خاصة للبحث، إذاً وبناء على هذه الثورة المعلوماتية، وضع المكتبات بكافة أنواعها، وطنية وجامعية ومتخصصة وعامة، تغير بالطبع لابد أن يكون هنالك نسخة ورقية من الكتب، ولكن لابد أن تكون قواعد المعلومات حاضرة، وبالنسبة للمكتبات العامة، لابد أن تتغير الرؤية القديمة لها، للأسف لم يكن هنالك اهتمام بهذه المكتبات في السابق، وكانت الرؤية أن المكتبة العامة مجرد مبنى به أكثر من قاعة تلك القاعات تحتوي على أرفف بها العديد من الكتب المفهرسة والمصنفة حسب الموضوعات، بها موظف يحب القراءة و الإطلاع ويعرف مواقع الكتب، وهذا جيد، ولكن ليست هذه المكتبة العامة الحديثة، قد اختصر رؤيتي للمكتبة العامة الحديثة بأنها مكان مبهج يرتاده كل فئات المجتمع، يقدم خدمات معلوماتية واجتماعية له فعل ثقافي، يغني من حوله من السكان باقتناء الكتب أو المصادر لتوفرها، ويكون وسيلة للتواصل مع المكتبات ومراكز المعلومات الأخرى لتوفير ما يحتاجه بعض الباحثين من معلومات دون أن يتكبد عناء السفر للذهاب إلى تلك المكتبات وبكل تأكيد التقنية الحديثة تساعد على ذلك. هذه بعض الرؤية ربما في المستقبل أتحدث عنها بتوسع.