كان البريطانيون يشكلون أعلى نسب الموظفين والعاملين والمستثمرين في أسواق دبي وعلى قمة من نعموا بأعلى مرتبات وأفضل تسهيلات، لكن هذا الحال تغير إذ أن تراكم الديون عليهم بعد سوء الأحوال الاقتصادية الأخيرة جعل موجات من البريطانيين الهاربين من الديون يغادرون دبي على عجل في هجرة عكسية، تاركين خلفهم ما قيمته الآلاف من دراهم الديون. حملت رحلات الطائرات إلى بريطانيا مؤخراً الآلاف من العائدين من دبي إثر أزمة اقتصادية هي الأشد على هذه الإمارة منذ 40 عاماً وبزيادة في عدد حجوزات السفر تجاوزت 20 %. كما شهدت مواقع الانترنت تزايد إعلانات بيع الممتلكات الشخصية والأثاث المستعمل للمغتربين الذين يودون السفر على عجل. تتوقع شركات الطيران وشخصيات مطلعة مثل كلايف بيربوينت المتحدث باسم شركة تعليم التي تدير المدارس الدولية في دبي بما فيها المدرسة البريطانية أن هناك موجة أخرى من المغادرين ستسافر قريباً جداً مع عودة العائلات التي كانت تنتظر انتهاء السنة الدراسية بفارغ الصبر لتغادر دبي تاركة وراءها ديونها. وقال أن هناك 200 طالباً في المدرسة البريطانية في دبي على لائحة الانتظار لمغادرة دبي مع ذويهم. من ضمن الهاربين مؤخراً سيمون فورد رجل الأعمال وصاحب شركة الهدايا الشهيرة بلوبانانا ( الموزة الزرقاء ) الذي استثمر في رحلات المناطيد، ورحلات سياحية على متن طائرات نفاثة، والمنتجعات التجميلية وغيرها من الأعمال في دبي. قال فورد حسب ما جاء في صحيفة التلغراف البريطانية أنه هرب خشية أن يرسلوا به إلى سجن الدّيانة حسب قوانين دبي المتشددة فيما يتعلق بالديون إذ يمكن أن ينتهي الأمر بأي دائن في السجن لمجرد ارتجاع شيك بدون رصيد، خصوصاً بعد أن تراكمت الديون عليه وأصبح مدينا بمبلغ يتراوح ما بين 100.000 إلى 200.000 جنيه استرليني حيث أفلس عقب أن كان اسمه ضمن لائحة أفضل 100 شركة ناجحة في دبي عام 2007. قال فورد أن ديونه بدأت تتراكم وبدأ الديّانة يهددونه بتسديد ديونه، فاضطر إلى كتابة رسالة اعتذار مفتوحة إلى مدينة دبي لأنه سيغادر دون تسديد ديونه من ضمن ما جاء فيها " هناك واقع وحقيقة صارخة جداً حول ممارسة الأعمال التجارية في دولة الإمارات العربية المتحدة تضطر المرء للأسف بأن يتخذ قرارات في غاية البشاعة"، لكن فورد قال أنه سيسدد ديونه للناس في دبي بمجرد أن يتحسن وضعه الاقتصادي. أنهى فورد كتابة رسالته وفي ساعات الصباح الباكر من يوم الأحد كان على متن طائرة عائدة إلى بريطانيا مع زوجته وأطفاله الثلاثة الذين لا يتجاوز عمر أكبرهم الرابعة من العمر. كما ذكر فورد أنه تلقى العديد من الاتصالات من رجال أعمال بريطانيين تورطوا في الديون وانتهى الأمر بهم في سجون دبي. وحسب توقعات أحد البنوك البريطانية المطلعة على التراجع في اقتصاد دبي فإن حجم السكان سيتقلص من 1.4 مليون شخص إلى خمس هذه النسبة إذ أن أكثر من 85% من سكان دبي هم من الأجانب. كما حذر بنك ستاندارد تشارترد من أنه سيكون هناك موجة كبيرة من العائدين إلى بريطانيا من دبي في الأشهر القليلة القادمة. نيكولاس داون بريطاني آخر ورجل أعمال متخصص في مجال العقار غادر الإمارات على عجل تاركاً في موقف مطار دبي سيارته، بعد أن غرق بالديون وفشلت شركة عقارية بتسديد ما عليها له من ديون. علق داون بالقول " على الأقل أرسلت لهم بالبريد مفاتيح السيارة".