الطفل المعوق لا يختلف في إحساسه أو شعوره بالحياة وتفاعله معها عن الطفل السوي.. بل تجد هؤلاء الأطفال أكثر إحساساً بالحياة.. فالإعاقة (حسب درجتها) تجعله حبيساً في لحظته (المُعاشة) تلك كيف يقضيها.. وليجرب أي إنسان سوي معافا أن يعيش (مؤقتاً) إعاقة في إحدى حواسه.. كالسمع والبصر أو حركة عضو من أعضائه.. كيف يكون وقع ساعات بل دقائق معايشته تلك على نفسه.. وليتذكر أن هناك أُناساً خُلقوا بتلك الإعاقة أو اكتسبوها نتيجة مرض أو حادث.. فتلازمهم تلك الإعاقة بقية حياتهم.. ومن نافلة القول أن أُعرج على ماكان عليه حال المعاقين جسديا والمتخلفون عقلياً في الماضي.. حيث لا عناية ولا اهتمام من أحد.. وذاكرتي تحتفظ بالكثير من النماذج مثل (الرعيب) في المعيقلية الذي لا يبرح عتبة منزله و(جرية) ذات الأسمال البالية (أُم الخلقان) التي كانت تدور في الحواري والأزقة (لا تلوي على شيء) والأطفال يتبعونها (ويضربونها) أو يرجمونها بالحجارة وهم يرددون أقذع العبارات والشتائم.. وهي تحاول اتقاء ذلك الضرب والاستهزاء بطريقة (واهية) تزيد الأطفال شراسة وإيذاءً لها.. فأين نحن الآن مما كان عليه المعاقون من نبذ وإهمال في الماضي إلى مانشهده من اهتمام (واحتواء) في الحاضر.. إلا اننا نحتاج إلى فعل المزيد لتلك الفئة من مجتمعنا.. وبالأخص إعلامياً وتوعوياً.. فإعلامياً هناك جهود لا شك يُشكر القائمون عليها.. ومنها برنامج تلفزيوني بثته قناة الاخبارية قبل سنتين أو تزيد عن المعوقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة.. كان مقدمو البرنامج شابات صغيرات والضيوف أطفال صغار.. وكلهم معوقون.. تجاوزوا الإعاقة بالإصرار والعزيمة.. فكان البرنامج ينقل ويعبر بحق عن هموم تلك الشريحة من المجتمع.. واحتياجاتهم التي تشكو من قلة الالتفات إليها إعلامياً.. فلماذا ياكتاب السيناريو والمسلسلات التلفزيونية لا يكون هناك دور لطفل أو (كبير) من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المعوقين يلعبه مع أبطال المسلسل الآخرين.. فالمتأمل للأفلام والمسلسلات العربية يجد كثيراً من ساعات التصوير والبث تكرار (لت وعجن وتمطيط) لا تفيد ولا ُتمتع المشاهد.. بل قد تُسيء لمن يشاهدها.. كأن يتعلم منها بعض العادات السيئة كالتدخين مثلا.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.