تعودت الأندية السعودية وتحديدا أندية الدرجة الممتازة على إقامة معسكرات إعدادية خارجية بهدف تهيئة وتجهيز فرقها لخوض غمار المسابقات الكروية القادمة مستقلة بذلك فترة توقف المنافسات التي تمتد حتى شهر أغسطس المقبل. ويأتي الهلال والأهلي في مقدمة الأندية التي ستغادر إلى الخارج بعد أن قرر الهلال إقامة معسكره هذه المرة في النمسا، في السادس من شهر يوليو المقبل بفريقه الأول، بينما سيتوجه الفريق الاولمبي في النادي إلى البرازيل. وأيضا يستعد الأهلي للمغادرة إلى ألمانيا بدلا من هولندا بعد أن أمن الجهاز الفني تجارب كبيرة في ألمانيا عن طريق أحد المكاتب الأوروبية لتأمين مباريات قوية خلال المعسكر وصل عددها إلى خمس مباريات. أما إدارة النصر فقد أعلنت عن إقامة معسكر فريقها في برشلونة الأسبانية، فيما سيعسكر الاتحاد في إسبانيا أيضا استعدادا للمشاركة في بطولة السلام الدولية. والسؤال الذي يدور في أذهان الجماهير، ماذا استفادت الأندية من هذه المعسكرات؟ وما الحكمة في إقامة المعسكرات في أوروبا تحديدا؟ وبالعودة إلى معسكرات العام المنصرم نجد أن الأندية لم تستفد من تلك المعسكرات التي أقامتها وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن الهلال الذي ذهب إلى أوروبا العام الماضي وهو بطل للدوري فشل هذا العام في المحافظة على اللقب، بل فشل في المضي قدما في بطولة الأندية الآسيوية التي كانت تعول عليها جماهيره كثيرا من أجل الفوز بها ومن ثم الظهور في كأس العالم للأندية أسوة بشقيقيه النصر والاتحاد اللذين سبق لهما المشاركة في هذا المحفل الكبير. الجماهير الرياضية تنظر إلى معسكرات الأندية الخارجية بأنها تجئ ضمن البرامج السياحية التي يقوم بها السعوديون في فترة الصيف ولا يجنون منها غير الخسائر المادية الكبيرة. وبحمد لله تتوافر في بلادنا كل مقومات الإعداد، من ملاعب، وطبيعية خلابة، وأجواء معتدلة، كان يمكن لأنديتنا أن تستفيد منها في إقامة المعسكرات؛ لأنه من غير المعقول أن تقيم معسكرا في أجواء تختلف تماما عن تلك التي ستخوض فيها غمار المباريات الدورية. إذا كانت المعسكرات من أجل الترفيه والترويح عن النفس والتعرف إلى مناطق جديدة وثقافات أخرى فمع أنديتنا الحق في ذلك أما من الناحية الفنية والفائدة التي ستجنيها فالأفضل لها أن تكون في بلادها وتستجلب أندية من هذه الدول والتباري معها على الأقل تضمن هذه المباريات بدلا من البحث عن مباريات في تلك الدول وقد يكون بعضها أمام تجمع بعض المشجعين أو أندية ليس لها وزن. وثمة أشياء أخرى يمكنها أن تعيق المعسكرات هذه المرة مثل تفشي وباء "أنفلونزا الخنازير" في أغلب الدول من بينها أوروبا هذا الوباء سيشكل خطراً حقيقياً على معسكرات الأندية السعودي الخارجية. وهناك أيضا الملحق الآسيوي الذي سيخوضه المنتخب السعودي أمام البحرين وهذا سيحتم على إدارة المنتخب ضرورة تواجد اللاعبين الدوليين في معسكرات إلى حين إقامة هذه المباريات، مما يعني بان الأندية ستفقد لاعبيها الدوليين في هذه المعسكرات وهذا بدوره سيجعل ميزان الإعداد مختلا بعض الشيء خاصة للأندية التي يتواجد عدد كبير من لاعبيها في صفوف المنتخب. يذكر أن تاريخ إقامة الفرق السعودية للمعسكرات الخارجية يعود إلى القرن الماضي وتعتبر فرق الاتحاد والأهلي والهلال من أوائل الفرق السعودية التي أقامت هذه المعسكرات الخارجية حيث أقام الاتحاد معسكرا في مصر وتلاه الهلال، ثم الأهلي الذي كان أول فريق سعودي يقيم معسكرا له في أوروبا تحديدا في العاصمة البريطانية لندن وحضور لاعبيه نهائيات كأس العالم فيها عام 1966م.