أغلبنا يشاهد ويتابع مباريات كرة القدم في كل بقاع الأرض، إما على مستوى الأندية أو على مستوى المنتخبات، فكل فريق وكل منتخب يمتلك مدرباً يخطط ويفكر لفوز هذا الفريق في مبارياته، إذ أن هناك معطيات للفوز أهمها اختيار التشكيلة الأصلح والأنسب، وكذلك الخطة التي سوف يلعب بها هذا الفريق ،وهذه المهام هي مهام المدرب. كذلك من مهمة إدارة الفريق أو إدارة المنتخب اختيار المدرب الأصلح والأنسب والتي تسعى من خلاله لتحقيق البطولات، لكن ليس بالضرورة أن يصبح كل لاعب ناجح مدرباً ناجحاً، فأسطورة الكرة الأرجنتينية دييغو مارادونا كان من أفضل اللاعبين في زمانه؛ لكنه عندما تولى منصب المدير الفني لمنتخب الأرجنتين تلقى المنتخب تحت إشرافه أكبر هزيمة في تاريخه من 60 عاماً. أيضاً عندما تولى قائد المنتخب الإيراني ومهاجم بايرن ميونيخ وهرتا برلين الألمانيين سابقاً علي دائي الإشراف على منتخب بلاده بعد بحث طويل من الاتحاد الإيراني عن مدرب، لاقى انتقادات كثيرة من الجمهور عندما أصر على إيقاف الدوري المحلي من أجل إقامة مباريات ودية، وخوض معسكرات خارجية؛ لكنها لم تأت بالنفع مع منتخب بلاده إثر الخسارة المريرة من المنتخب السعودي، فالمنتخب الإيراني وبحضور رئيس الجمهورية الإسلامية أحمدي نجاد وأمام مشاهدة مئة وعشرين ألف متفرج سقط في فخ الهزيمة ما أدى إلى إعفائه وتعيين بديلاً عنه، لكن الأمور لم تسعف المنتخب في بلوغ مونديال جنوب إفريقيا. ولو تصفحنا في تاريخ الرياضة السعودية نرى أن هناك نجوماً لمعوا مع أنديتهم ومع المنتخب أيضاًَ؛ لكن حينما خاضوا اختبار التدريب لم تكن نجاحاتهم بقدر نجوميتهم، وان حققوا شيئاً من النجاح، لكنهم كبوا في النهاية على طريقة «لكل جواد كبوة» كالمدرب ناصر الجوهر، فعندما كان يلعب في النصر كان لاعباً مميزاً حتى على صعيد المنتخب السعودي حيث كان قائداً له، لكنه كمدرب تأهل بالمنتخب السعودي لكأس العالم 2002 في كوريا واليابان، والذي تلقى فيه المنتخب أكبر صدمة حينما انهزم من ألمانيا 8 - صفر، ثم خسر من الكاميرون وإيرلندا، فأقيل من منصبه ثم تولى قيادة المنتخب بعد إقالة البرازيلي هيلو دوس أنجوس وتأهل بالمنتخب إلى نهائي كأس الخليج وخسر من مستضيف البطولة منتخب عمان، وبعدها في تصفيات المونديال حيث خسر المنتخب من الكوريتين وتعادل مع إيران فقلت من حظوظ «الأخضر» في التأهل إلى كأس العالم بعد ذلك. ولا ننسى أيضاً المدربين المميزين اللذين قادا المنتخب أمثال المدرب خليل الزياني الذي حقق أول انجازين للكرة السعودية بالوصول لأولمبياد لوس انجلوس وتحقيق كأس آسيا أول مرة عام 1984، والمدرب محمد الخراشي الذي حقق للمنتخب أول بطولة خليجية بعد أن استعصت سنوات طوال، وتأهل بالمنتخب لأول مرة لمونديال أمريكا 1994، ونجاحهما كمدربين لم يأت على جسر شهرتهما الطاغية كلاعبين إذ لم يكونا كذلك قياساً باللاعبين المميزين في جيلهما. واخلص إلى حقيقة انه ليس بالضرورة لأي لاعب كان ناجحاً أن يصبح مدرباً ناجحاً في حين أن هناك لاعبين متواضعين أو بالأحرى لم تكن لهم بصمة واضحة في مشوارهم الكروي لكنهم باتوا مدربين يشار لهم بالبنان، وهذا ما يجب أن يعيه كل من يريد السير في طريق التدريب من لاعبينا المحليين إذ ان الفكر الخلاق، والاستعداد النفسي، والرغبة في النجاح عوامل مبدئية للنجاح في التدريب وليس مجرد الاستناد على الاسم القديم والشهرة السابقة. * القطيف