يؤدي المهاجم ناصر الشمراني تدريباته مع المنتخب السعودي بحماس شديد ما يجعله يبدو لافتا للمتابع، وهو على هذا الحال منذ اليوم الأول لمعسكر المنتخب في المنطقة الشرقية وحتى وصول المنتخب لمسقط إذ سيبدأ اليوم مشواره في "خليجي 19" بمواجهة قطر. ولم يتردد الشمراني في كشف النقاب عن سر هذا الحماس حينما سألته "الرياض" عن ذلك إذ أجاب: "حماسي ينطلق من رغبتي بتأكيد جدارتي بتمثيل المنتخب في هذه الدورة التي اعرف جيدا أنها محطة مهمة ساهمت ولا زالت تساهم في اطلاق العديد من النجوم الخليجيين". وتعد دورة الخليج بمثابة الرحم الذي أنجب العديد من النجوم الذين سطعوا في سماء القارة الآسيوية، فهذه الدورة أنجبت منذ خروجها للنور أول مرة لاعبين أفذاذا باتوا اليوم أساطير للكرة الخليجية، وقد عرف عن دورات الخليج التي تبزغ مرة كل عامين أنها دائما ما تفرز نجما أو أكثر في كل دورة. وناصر الشمراني المهاجم السعودي هو واحد من عشرات اللاعبين الخليجيين الذين يمنون أنفسهم وهم يشاركون في "خليجي 19" أن تكون هذه الدورة بوابتهم للانطلاقة الدولية بعد أن حققوا مرادهم مع أنديتهم إن في المسابقات المحلية أو الدولية. عرف الشمراني الطريق نحو التألق أول مرة عبر نادي الوحدة بمكة المكرمة إذ لفت الأنظار لموهبته منذ إطلالته الأولى في الدوري السعودي ما جعل الأندية تخطب وده ليحط رحاله موسم 2007- 2008في نادي الشباب، ورغم أن انتقال الشمراني للشباب صاحبه بعض اللغط نظير المبلغ الكبير الذي دفع به والذي وصل إلى 13مليون ريال إلا أنه وفي ذات الموسم أثبت بأنه صفقة رابحة بكل المقاييس إذ حقق مع فريقه لقب هداف الدوري برصيد " 18هدفا"، كما أسهم في فوزه ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال عبر أهدافه السبعة التي توجته هدافا للمسابقة أيضا. وواصل الشمراني الذي يسير في الربيع الخامس والعشرين من عمره مسيرة نجاحاته مع الشباب هذا الموسم إذ يتصدر حاليا هدافي الدوري برصيد 12، وتبدو شهيته مفتوحة لزيادة غلته من الأهداف هذا الموسم. ورغم نجاحات " الزلازل" كما تصفه الصحافة السعودية مع الشباب إذ بات أحد أبرز نجومه إلا انه لم يحظ حتى اللحظة بالفرصة الكاملة مع المنتخب السعودي، ولعل السبب في ذلك وجود مهاجمين على مستوى رفيع في الكتيبة "الخضراء" كياسر القحطاني ومالك معاذ وسعد الحارثي الذي سيغيب عن "خليجي 19" بداعي الإصابة، لكن ذلك لا يقلل من عزيمته إذ يؤكد بأنه قادر على فرض نفسه متى ما سنحت له الفرصة الكاملة إذ يقول: " عودتي للمنتخب من جديد تدفعني لمضاعفة جهدي لأثبت بأنني خيار جيد للمدرب ناصر الجوهر، وأنا سأبذل قصارى جهدي للفوز بفرصة تمثل المنتخب في "خليجي 19". ويضيف: "لن أنتظر الفرصة حتى تأتيني، ولكن سأقاتل من أجلها رغم وجود قامات هجومية فارعة في منتخبنا كياسر القحطاني ومالك معاذ". ويمتاز الشمراني بمواصفات المهاجم المتكامل فهو يحرز الأهداف من إنصاف الفرص فضلا عن مهارته المتكاملة إذ يجيد التسديد بكلتا قدميه بالإضافة إلى إتقانه لضربات الرأس، بيد أن سرعته الفائقة هي المهارة الأكثر تميزا لديه، فبسببها كثيرا ما يتعرض للإعاقة داخل منطقة جزاء الخصوم ما يمنحه فرصا للحصول على ضربات الجزاء التي يتقن تسديدها ببراعة. ويقول مدافع الاتحاد وزميله في المنتخب رضا تكر عن ذلك: " الشمراني مهاجم من طراز رفيع، فهو يملك كل المهارات التي تمكنه من اقتحام المناطق الدفاعية، غير أن سرعته هي الميزة التي يصعب التصدي لها فهو ينطلق خلف الكرة فجأة ليضعك كمدافع في خيارين أحلاهما مر، إما تركه لمواجهة الحارس من باب لعل وعسى، أو أن تعترض طريقه فتكون في محك ضربة الجزاء".