كانت مدينة بسيطة حيية ، تقف عند البحر ، تفتح البويتات أبوابها عند الغروب على الشاطئء وتتسامر الأسر الدمامية الأصيلة عنده . لطيفة تتعامل مع القادم بروح حميمية ، تقدم له التمر واللبن ، والشاي المبهر بالنعناع ،تغطي فناجيل الشاي والقهوة بفوطة بيضاء تشع نظافة .القهوة قهوة الأصيلة ، تلك التي نشم رائحة حمسها وغليها وبهار الهيل والزعفران فيها ، مدينة هادئة بوابتها كانت قد فتحت منذ زمن قريب للغريب عبر أرامكو ، لا تنكر الغريب ذا اللغة الغريبة ، بل ترحب به في أسواقها ومنازلها . الجارات يزرن الجارة الجديدة محملات بالضيافة صينية الشاي والقهوة ومعها المكسرات والكيكة المنزلية الصنع .ولا زال هذا التقليد في مناطقها الشعبية . كبرت الشرقية ونحن نرى مراهقتها ونضوجها وجمعياتها الخيرية الرجالية التي كانت سابفة فيما جاورها ، جمعية( فتاة الخليج بالخبر )جمعية كما اسمها فتاة تشق الخدر بادئة بتعليم الأمهات محو الأمية ثم تتقاطر المشاريع وتكبر وتتوسع. وبنات الدمام بسم الله يبدأن مشروع جمعية ، ولأنهن صغيرات وبسيطات يطلبن من سيدات أكبر ولهن باع بالتعليم بالمساندة واخذ المبادرة ، وتولد جمعية الدمام الخيرية النسائية ، ولادة سهلة ورائعة ، وتختار مجلس إدارتها الأول من الفتيات . وتبدأ مشاريعها مشروع يلد آخر، وقد يخبو مشروع ،ولكن يكون غيره في الطريق .وبنات الدمام يكبرن ،ويلدن فتيات يستلمن زمام المبادرة لمشاريع أكبروأعم ، وهذه المشاريع تحتاج فعاليات وتحتاج مصاريف ، ويشمرن عن أذرعة لم تركن للنوم ولكن لهن عقول تحلم وتنفذ ، ومعهن سيدات يحطن بهن ويباركن جهودهن ؛ فيُقمن فعاليات تولد نقودا ، وتعطي ترفيها وسعادة للأسر ، هناك من يتبرع باستراحة وهناك جهة تتبرع بشاطئ ، وهنا وهناك من يساعد ويمد ، وليلة من موائد الشعوب تقيمها الجمعية في مقرها وتكون الفتيات ( الجيل الثاني ) خلية نحل ، يعرضن المأكولات ويقدمنها كأي نادلات محترفات بثغور باسمة وملابس انيقة وتنظيم رائع .وترتفع الأرقام وتزدهر الميزانية ليزدهر العطاء والإنتاج .( وأعجب كيف تغيب الصحفيات عن مثل هذه الفعاليات الجميلة ليس لجمعية الدمام الخيرية فقط ولكن للجمعيات بشكا عام ، وعن مشاريع بغاية الجمال ! ، كمشاريع لجنة الثقبة النسائية ، أو جمعية فتاة الخليج ، أو مشاعل الخير وغيرها من الإنتاج الرائع للمرأة السعودية في الشرقية . هناك مشروع في طور التنفيذ ، مشروع كبير ، تنظيف وتنمية وتأهيل حي الخليج بالدمام ، وهو حي معروف لأهل الدمام ومن يسكنها، مزدحم جدا ، هناك خليط من جنسيات مختلفة وعمالة كثيرة ، مشروع يحتاج لأيد كثيرة لبنات ولشباب ، يتعاونون تحت مظلة جمعية الدمام الخيرية ، والتي صغر اسمها ليكون( جود ) وكبر فعلها وكبرت بنات الدمام معها . وهذا المشروع آخذ طريقه نحو الأمل . وإذا كانت هناك مشاريع تحتاج نقودا بالمقابل هناك مشاريع تدر قبل ذلك كان هناك أسر تأكلها البطالة ويمصمص عظامها الفقر ، وبدلا من أن تنتظر الحسنة تكون منتجة ومشاركة ، وكان (مشروع المناسبة) وهو مشروع يدرب السيدات على العمل بالمناسبات الاجتماعية ، هذا المشروع انفصلت منه مشاريع عديدة لسيدات استقللن بذواتهن وكونّ مشاريعهن الخاصة ، وهكذا توالد المشروع .كما يتوالد غيره. هناك مشروع العمل ودراسة لكل متقدمة ومتقدم وتوجيههما الوجهة التي تناسبهما . وتقدمه الجمعية لمن يطلب منها ذلك . كبرت الدمام وبعد بحرها واختلطت الروائح بين مطاعم ومقاه وعوادم ، ولكن بقي للنقاء رائحته وللدمام بناتها وشبابها.