بعد إعلان قبوله رغبة 13 فصيلا من المقاومة الوطنية في العراق تعيينه متحدثا بأسمائهم، بإصدارهم بيانا يخولون بموجبه الدكتور الشيخ حارث سليمان الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق متحدثا رسميا باسم 13 فصيلا من المقاومة العراقية، وبعد إعلان قبوله بهذا التكليف في مؤتمر صحفي حديثا توجهت (الرياض) الى الشيخ الدكتور حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين والمتحدث الرسمي باسم المقاومة الوطنية العراقية وسألناه عن فحوى هذا التكليف وهذا التطور الجديد في استراتيجية المقاومة وأجابنا بهذا الحوار التالي، الذي تنفرد به (الرياض) كونه أول حوار شامل معه بعد تسميته متحدثا رسميا باسم الفصائل ،حيث ألقى الضوء على أهمية هذه الخطوة وآثارها على المقاومة العراقية ، وفيما يلي نص الحوار: - هذا الاختيار يشكل حدثا له مؤشراته الكثيرة فلماذا برأيكم تم الإعلان عن هذا الاختيار وتكليفكم في هذا الوقت بالذات، وهل يمكن أن نلمس إعادة تنظيم بالنسبة لتنظيمات المقاومة بالعراق؟ * نعتقد انه قد تم الإعلان عن هذا الاختيار في هذا الوقت لان الذين اختاروا الإعلان يعتقدون أن الاحتلال وبعد أن أعلن الجدولة لم يعلن الانسحاب الكامل، مما فهم منه انه باقٍ في العراق إلى أمد غير معلوم، ومن ثم لا بد من مواصلة المقاومة وهذا الأمر يقتضي من هذه الفصائل ومن غيرها أن تعيد النظر في ترتيباتها. وقد رأت هذه الفصائل المتقاربة فكرا وهدفا ومنهجا وبينها شيء من التنسيق أكثر مما بينها وبين غيرها، ليكون عملها أكثر تأثيرا في الساحتين الميدانية والسياسية واقتضى هذا في رأيها أن تكون لها مرجعية سياسية مقاربة لها في الأهداف والأفكار والمنهج. - هل تعتقدون إن اختيار ثلاثة عشر فصيلا من فصائل المقاومة جاء لترتيب داخلي في صفوف هذه التنظيمات، أم أن هناك دوافع أخرى؟ * بالتأكيد إن اختيار الفصائل الثلاثة عشرة جاء لترتيب داخلي اقتضته الأمور التي ذكرناها آنفا، وهناك أيضا أسباب أخرى جاء بعضها في كتاب التخويل لنا، فضلا عن ما ذكرنا سابقا من أسباب. - بصفتك أمينا عاما لهيئة علماء المسلمين، ما هو موقع الهيئة في هذه الإطار وهل يمكن اعتبارها وجها من وجوه المقاومة العراقية ؟ * تكليف هؤلاء الإخوة هو تكليف شخصي لي وليس للهيئة، علما إن الهيئة تمثل جهة سياسية مناهضة للاحتلال، وهي تمارس الرفض للاحتلال سياسيا كغيرها من الجهات والقوى السياسية الوطنية التي تعارض الاحتلال منذ بدايته والى اليوم، بالطرق السياسية المعلنة والمعروفة من خلال مسيرة الهيئة على مدى السنين الماضية، وتدافع عن المقاومة العراقية وعن حقها المشروع في ذلك وتلتقي معها في الأهداف، وفي مقدمتها تحرير العراق من الاحتلال الأجنبي ومشاريعه الخطيرة، وعلى هذا فالهيئة باقية على مسارها السياسي المعروف عنها ولا يؤثر عليها هذا التكليف الشخصي لنا، والذي لا يؤثر أيضا على مسارنا السياسي الشخصي الذي عرفنا به منذ الاحتلال والى الآن. - من المعروف أن تنظيمات المقاومة العراقية تنطلق من اتجاهات سياسية كثيرة، هل يفهم من ذلك أن هذه التنظيمات تشكل تجانسا سياسيا وعقائديا كاملا فيما بينها؟ * نعم، بين هذه التنظيمات من التجانس العقائدي والفكري والسياسي ما دعاها إلى اتخاذ هذه الخطوة التي رأت أن فيها ما يساعد على الحفاظ على هذا التجانس والتقارب فيما بينها ويحميه من خطر التدخلات التي تسعى لإضعاف أو إنهاء مثل هذا التقارب والتجانس فيما بين هذه الفصائل. - أربعة تنظيمات من 13 فصيلا قالت في البيان "نخول الشيخ حارث الضاري بان يتحدث باسمنا ويفاوض عنا في الأمور السياسية"، هل يعني ذلك أننا أمام عملية سياسية تكون هذه المنظمات جزءاً منها في المستقبل ؟ * لا، ليس الأمر كذلك، إذ لم يقصد الإخوة المخولون لنا الدخول في العملية السياسية المعروفة حاليا، كما لم يقصدوا المتاجرة بالمقاومة أو عرضها في أسواق العرض التجاري السياسي الفاشل، وإنما خولونا لان نمثلهم إذا اقتضت الضرورة لذلك، وإذا كان التمثيل يحقق الأهداف التي قامت من أجلها المقاومة، ألا وهو تحرير العراق ودفع الشرور التي ألمت به جراء هذا الاحتلال البغيض ليس إلا. - هل تعتقدون أن الدول العربية تتجاوب معكم إزاء هذا التخويل، وما هي أجندتكم القادمة لتحمل مثل هذه المسؤولية المناطه بكم؟ * نحن نرحب بتجاوب الدول العربية معنا دائما قبل هذا التخويل وبعده، ولكن أمر التخويل لم يقصد منه أساسا أن يستدعي هذا التجاوب من قبل الدول العربية أو لا يستدعيه، إذ لم يقصد في اعتقادي الأخوة المخولون لنا ذلك، وإنما الذي دعاهم إلى ذلك هو ما أسلفنا من أسباب لا غير. - معروف أن أي جهة وأي مكتب سياسي ينطق باسم المقاومة في أي مكان بالعالم يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي، أنتم من أين لكم الدعم المادي والمعنوي لتتمكنوا من التحدث بحرية وبقوة باسم المقاومة الوطنية العراقية؟ * من المعلوم أني شخصيا وكذلك الفصائل التي خولتني، نعيش من البداية على الكفاف، وأننا محاصرون ماديا، عربيا ودوليا، وإن قيل فينا ما قيل.. واتهمنا بما اتهمنا به في هذا المجال ولكننا والحمد لله أغنياء معنويا من خلال إيماننا بالله الذي عليه يتوكل المتوكلون، ومن خلال عدالة قضيتنا وإيماننا بوجوب العمل من أجل تحقيق أهدافنا، ومن خلال أيضا الدعم المعنوي الشعبي العراقي لنا والدعم المعنوي من أبناء امتنا العربية والإسلامية، فنحن أغنياء من هذه الناحية، وأما المادة فيستعاض عنها بقوة الإرادة ووضوح الهدف والتضحية بما لا يضحي به الآخرون، كما يستعاض بذلك عن المكاتب وغيرها من المظاهر غير الضرورية. - ما هي المقاومة التي تؤمنون بها وهل هي المقاومة المسلحة ضد المحتل أو المقاومة غير المسلحة والمعارضة السياسية فقط؟ * نحن نؤمن بكلا المقاومتين، لان المقاومة السياسية لا يمكن أن تؤتي ثمارها إذا لم تدعم بمقاومة مسلحة، وتاريخ الأمم والشعوب لم يحدثنا أن احتلالا على مدى التاريخ انتهى بالمقاومة السياسية المجردة، وتاريخ الاحتلالات للشعوب في العصر الحديث خير شاهد على ذلك. - لو طلبت الحكومة العراقية المفاوضة معكم، هل تفاوضونها باسم المقاومة أم لكم رأي آخر؟ * لا، لم ولن نفاوض الحكومة العراقية في ظل الاحتلال لا باسمنا ولا باسم المقاومة، لأننا لا نؤمن أولا: بشرعيتها وثانيا: لا نؤمن بمصداقيتها وثالثا: لأننا نعلم انه ليس بيدها شيء من الأمر، لذلك لا نفاوضها اليوم ولا مستقبلا، ما دام الاحتلال موجودا في العراق. - ما هو خطابكم اليوم؟ وما هي أيديولوجيتكم الموحدة التي تنضوي تحتها فصائل المقامة ال13 التي خولتكم بالتحدث والنطق باسمها ؟ * خطابنا لم يتغير منذ أن عرفنا على المسرح السياسي في العراق بعد الاحتلال، وهو الخطاب الذي من أجله خولتنا هذه الفصائل المباركة، ولذلك سنستمر على هذا الخطاب وسنستمر على تنميته وإيضاحه أكثر فأكثر، وان كان هو واضحا من البداية على الرغم من التشويه المتعمد له من قبل الجهات المعارضة لنا والمعادية لتوجهاتنا؛ لأن فيه ما يكشف أطماعها وأهدافها التخريبية في العراق. أما أيدلوجيتنا التي سرنا عليها وعرفت عنا، فهي تتلخص في الأمور التي أعلناها مرارا وتكرارا، ألا وهي تحرير العراق من الاحتلال الأجنبي والتدخلات الخارجية، والمحافظة على وحدته وعلى هويته، وعلى أمنه واستقراره، وعلى ثرواته وحدوده، وأن يكون العراق لكل أبنائه بكل مكوناتهم ومذاهبهم وأديانهم وقومياتهم، من خلال التوافق الحقيقي البعيد عن الفرض والهيمنة أو من خلال الاقتراع الحر النزيه الذي تتوفر له كل الأسباب التي تجعل منه اقتراعا حرا ونزيها ومحققا لمشاركة كل العراقيين الذين ضحوا من أجله واخلصوا له ولشعبه، بعيدا عن الإقصاء والمحاصصات الطائفية والفئوية.