تولي المملكة ذوي الاحتياجات الخاصة كل اهتمام وتميز، وتحرص كل الحرص على توفير الخدمات التعليمية المناسبة لكل فئات المجتمع وأينما كانوا، حيث تشجع الدولة حفظها الله قطاعاتها المختلفة وكذلك القطاع الخاص على توفير برامج للتأهيل المناسب لذوي الاحتياجات الخاصة، بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، ومن ثم طرح الفرص الوظيفية المناسبة لقدراتهم ومؤهلاتهم. وما مؤسسة التدريب التفني والمهني إلا أحد أهم القطاعات التي كانت لها الريادة في ذلك المجال، عبر برنامجها التدريب المهني الذي تقدمه لفئة الصم وضعاف السمع من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي لمسنا له صدى واسعاً وترحيباً كبيراً في أواسط الصم وذويهم من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام. فكانت إطلالة الأمل قد بدأت عام 1427ه حيث فتح المجال للمعوقات سمعياً بالالتحاق بالمعهد العالي التقني للبنات والتحق به ما يقارب الثلاثين طالبة، وسوف تتخرج خمس منهن هذا العام. وإن وزارة التربية والتعليم تولي ذوي الإعاقة السمعية من خلال معاهدها معاهد التربية الخاصة كل عناية واهتمام، وتزخر الوزارة بالعديد من الكفاءات المتخصصة التي تساهم متكاتفة في التطوير والارتقاء بمسيرة التربية الخاصة. وكان للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني مساهمة في انجاح مشروع استكمال التعليم العالي لهذه الفئة، والمساهمة في هذا المشروع الهام والحيوي، وهي برامج التدريب المهني لذوي الاحتياجات الخاصة. حيث إن هذا البرنامج سيضيف بمشيئة الله لهم خبرة ومعرفة بما يتناسب مع خصائصهم العقلية والنفسية، واحتياجاتهم التعليمية والاجتماعية، ومن ثم توظيفها على جهود المختصين والكفاءات التي خططت وصنفت هذه البرامج، لنتكاتف معاً في سبيل تطوير تلك البرامج ومن ثم وضع خطط تطويرية مستقبلية، أيضاً فتح برامج أخرى لفئات أخرى مثل: المكفوفين وضعاف البصر، وخاصة أنهم من الفئات التي يبرز لديها الميل للعمل الحرفي واليدوي ولديهم المهارة فيه، ولا ننسى الفئة القابلين للتدريب والتعليم من المعوقين فكرياً والذي لو قدمت لهم برامج مختصة ومصممة بما يتلاءم مع قدراتهم ويلبي احتياجات سوق العمل، فإنها ستكون خطوة رائدة وخدمة كبيرة لهم ولمجتمعهم. ومثل هذه البرامج سوف تساعد في خلق أفراد فاعلين وقوة منتجة لهذا الوطن، بدلاً من أن يقفوا متكئين على أسرهم وعالة عليهم. أسأل الله أن يبارك في هذه الخطوة، وأن يحفظها التاريخ بصمة ريادة لهذه المؤسسة الرائدة. وفقنا الله لما يحبه ويرضاه وبارك الله في جهود كل من يسعى لخدمة وتطوير التعليم لهذه الفئة الغالية على قلوب الجميع، وتشجيع كل من يعمل معهم ويسعى لتقديم الخدمات لهم في بلد العطاء بلد الإنسانية مملكتنا الغالية. * المشرفة التربوية لمعاهد التربية الخاصة بالمملكة، وزارة التربية والتعليم