أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن لبنان تسعى دائما للحفاظ على ثوابتها من خلال دور متميز في العالم العربي مع أشقائها وفي مقدمتهم مصر . وأعرب السنيورة ، في مؤتمر صحافي عقده عقب لقائه أمس " الأحد " مع الرئيس المصري حسني مبارك ، عن أمله في أن تسهم الحكومة اللبنانية الجديدة ، التي سيتم تشكيلها في تعزيز عودة الدولة وقيامها بدورها وبسطها لنفوذها الكامل على الأرض اللبنانية وأيضا مع التقدم الذي يجب تحقيقه في استعادة الأرض التي مازالت تحتلها إسرائيل والضغط عليها لوقف الاعتداءات التي تمارسها على لبنان في انتهاك المجال الجوى والبري، مشيرا إلى أن هذه كلها من الأمور التي تم بحثها مع المندوبين الدوليين ولاسيما جورج ميتشيل وأكدنا على أهمية أن تلتزم إسرائيل بتنفيذ القرار 1701 فى هذا الصدد. وحول ما إذا كان سيتم توقف نظام "الثلث المعطل" نتيجة للانتخابات الأخيرة، قال السنيورة إن "اتفاق الدوحة هو فعليا ليوصل رسالة أساسية أنه لا يمكن إجراء أي عملية تغيير في لبنان إلا عبر المؤسسة الدستورية ولا يمكن لأحد أن يستخدم القوة بأي شكل من أشكالها من أجل تحقيق مكاسب سياسية"، مشيرا إلى أن هذه مبادئ عامة ولكن بسبب ما جرى في 7 من مايو العام الماضي توصل اللبنانيون وبرعاية عربية في قطر إلى هذه النتيجة . وأشار إلى أنه عندما تألفت الحكومة بعد انتخاب رئيس الجمهورية تم التوافق على ما يسمى "الثلث المعطل" وهذا الأمر ليس له أي علاقة لا بالدستور اللبناني أو نظامه الديمقراطي ، ولذلك فإن هذا الأمر كان لفترة زمنية وينتهى مع نهاية هذه الحكومة، ولايستمر، والتجربة لم تكن مشجعة لندفع باستمرارها وسيرتبط هذا الموضوع بالدور الذي سيلعبه رئيس الجمهورية ووضعه وموقفه وصوته الوازن فى هذا الشأن بما يؤدى إلى إعطاء الطمأنينة لجميع الأطراف فى حال إذا ماتألفت حكومة وحدة وطنية يشترك فيها الجميع على أساس المشاركة وليس على أساس مبدأ التعطيل. وشدد السنيورة على أهمية الانتخابات البرلمانية اللبنانية الأخيرة ووصفها بأنها بمثابة إنجاز ديمقراطي كبير . وقال" إن تلك الانتخابات تعد الأولى التي تعقد في لبنان منذ 50 عاما بهذا القدر من الديمقراطية الكاملة والممارسة المسؤولة من جانب الحكومة لتأتي تلك الانتخابات معبرة عن رأى اللبنانيين وتعزز دور الدولة والحكومة كضامن وناظم لأمن وآفاق المواطنين. ولفت إلى أن الأكثرية ستأخذ بعين الاعتبار مصلحة البلد ومصلحة تعزيز الوفاق بين اللبنانيين ، كما ستسعى لتحقيق فاعلية أكثر لمجلس النواب للقيام بعمليات التشريع والرقابة على أعمال الحكومة. وحول ما إذا كان قد ناقش مع الرئيس مبارك نتائج الانتخابات اللبنانية، قال السنيورة: لقد تناولنا ما تحقق في الانتخابات وأهمية ومدلولات العملية الانتخابية بشكل عام، ولكن ما يختص بنتائج الانتخابات وتركيبة الحكومة فهذا موضوع لبناني تحدده المشاورات مابين الكتل النيابية وبعدها ينقل الرئيس اللبناني هذه النتائج إلى من سيحصل على أكثرية الأصوات. وحول ما إذا كان هناك اتفاق على موضوع سلاح حزب الله ، قال رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة إن هذا الموضوع يناقش فى الحوار الوطني الذي سوف يعقد جلسة أخيرة في عهد هذه الحكومة ويستكمل فى عهد الحكومة الجديدة بعقد جلسات برئاسة الرئيس اللبناني بما يسهم إسهاما كبيرا في تقريب وجهات النظر واعتماد الصيغة اللبنانية التي تؤدى من خلال تعزيز الحوار والتواصل والانفتاح إلى معالجة بشتى الأمور وبما يدعم عمل الحكومة التي سوف تتألف . من جانب اخر قال السنيورة في مؤتمر صحافي عقده عقب لقائه أمس "الأحد" الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى " إن عدم قبولنا بالثلث المعطل في الحكومة المقبلة لا يعني عدم قبولنا بوجود حكومة وحدة وطنية خاصة وأن التجربة أثبتت أنه لا فائدة من هذا الثلث المعطل ويعطل الأكثرية ولا فائدة من العودة إليه". وحول لقاء الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مع قياديين في حزب الله ، قال السنيورة "إن مبدأ عدم الكلام مع مختلف الفرقاء أو العزل أو أي شيء من هذا القبيل ليس مفيدا ، وأنه من الضروري التحدث مع الجميع والاستماع للكل ومن خلال الحوار يمكن أن نجد حلولا للكثير من المشاكل التي نواجهنا". وأكدت مصر ولبنان تطابق وجهات نظرهما تجاه كافة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية وحرصهما على دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات. وأكد رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف ، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني عقب لقائهما أمس ، حرص مصر واهتمامها على استقرار لبنان ووحدة أراضيه ووجه التهنئة لنظيره اللبناني على نجاح الانتخابات البرلمانية التي جرت هناك مؤخراً والتي تمثل بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية داخل لبنان. وشدد على اهتمام مصر بتدعيم التعاون المشترك مع لبنان ليعود إلى سابقي عهده كأحد المحاور الرئيسية للتعاون والتكامل العربي. وقال "إن مصر ترى في هذه الانتخابات كثيرا من الأمل وأنها تعمل مع لبنان في هذا الاتجاه في ضوء العلاقات الطيبة التي تربط بين الرئيسين حسنى مبارك والعماد ميشيل سليمان".