كان الهلاليون والاتفاقيون يمنون النفس بمواصلة المشوار والتأهل لدور الثمانية في دوري المحترفين للأندية الآسيوية ومواصلة المشوار نحو المنافسة على لقب البطولة والوصافة سعياً للتأهل لكأس العالم للأندية الذي تستضيفه دولة الإمارات الشقيقة. الشباب والاتحاد بالطبع كانا يطمحان لهذا الهدف الذي حظي به الاتحاد عن جدارة وأصبح الفريق السعودي الوحيد في هذا الدور، لكن بما أن المواجهة بينهما وطنية ولابد من خروج أحدهما وبقاء الآخر لم تكن هناك خسارة تستحق النقاش فالشباب هو الاتحاد والعكس صحيح. دعاني لهذه المقدمة وضع منتخبنا الأول وحظوظه في التأهل لمونديال 2009م بجنوب أفريقيا، وكيف هو الإعداد لهذه المباراة حتى لا يحدث ما حدث للهلال والاتفاق مع الإشارة إلى أن مشوار الأندية كان لتوه يمر بأدوار ومراحل فيما المنتخب مواجهته المقبلة تؤهله مباشرة لكأس العالم وتجعله يزهو بإنجاز خامس للوطن وبرقم عربي قياسي. درسا أم صلال وبختاكور يجب أن يكونا ماثلين أمامنا حتى لا تتكرر الاخطاء ونخسر هذه الفرصة الذهبية وحتى نستفيد من كل العوامل الايجابية التي تقف لصالحنا سواء الأداء الفني أو الأرض والجمهور، وألا نركن للثقة المفرطة، وأن يكون تفاؤلنا حذراً جداً حتى وإن اعتاد منتخبنا على التأهل والانتصار عبر أرضه وفعلها خارج أرضه، وعزز من حظوظه وعدل وضعه في سلم الترتيب عندما فاز على إيران رغم نقصه وفاز 2006 على كوريا الجنوبية على أرضها بهدف العنبر. قبل مواجهة الهلال والاتفاق لأم صلال وبختاكور وضح أن هناك ثقة زائدة وعدم احترام للخصم والإعداد للفوز عليه سواء في جانب التخبط الفني من قبل الحسيني واندوني أو غياب روح اللاعبين رغم الإعلانات والتحذيرات الادارية والاعلامية قبل المباراة بأن خسارتي أم صلال صفر/ 7 أمام الاتحاد وبختاكور أمام الهلال صفر/2 لاتعكسان الواقع الفني الذي سيظهران عليه ويلغيان كل مقومات التفوق الهلالية والاتفاقية بما فيها أوراق الأرض والجمهور، فبختاكور قلب الخسارة إلى فوز وأم صلال جر الهلال للضربات الترجحية وانهكه بدنياً ونفسياً حتى تفوق عليه. غياب الأخوين عطيف لاشك سيكون مؤثراً لكن العوض في البديل الجاهز من نجوم الأخضر الذين عليهم مسؤولية العطاء داخل الملعب وعدم التهاون بالخصم، وأن التعادل مع كوريا الجنوبية الذي يفوقه فنياً يعني أنه سيكون صيداً سهلاً للمنتخب السعودي، فمدرب كوريا الشمالية سيفكر ألف مرة ويخطط لحلم التأهل فالمواجهة حاسمة وتختلف عن المواجهات السابقة. الجماهير السعودية الوفية لاتحتاج لدعوة فهي عودتنا على الحضور وملء الملعب والتأثير على الخصم، والتوقيت للمباراة مناسب جداً والمطلوب تكاتف الجميع جماهير وإعلاماً وشركات ومؤسسات وطنية للوقوف مع المنتخب في هذا المنعطف الهام على أمل أن نحتفل جميعاً بالتأهل بإذن الله.