يتحدد مساء اليوم أول المتأهلين إلى دور الثمانية من دوري أبطال آسيا، عندما يلتقي الهلال السعودي وأم صلال القطري على ملعب الأول، وجاء تأهل الهلال إثر تصدره فرق المجموعة الأولى، فيما وصل أم صلال من خلال بطاقة التأهل الثانية للمجموعة الثالثة، التي ذهبت صدارتها للاتحاد السعودي. المواجهة حاسمة وغير قابلة لأنصاف الحلول ولا للقسمة على اثنين، ولا بد من فائز يواصل المشوار وخاسر يكتفي بما قدمه ويغادر دائرة المنافسة، وكلا الطرفين سعى منذ الجولة الأخيرة إلى التجهيز والإعداد لهذه المرحلة بعد أن ضمنا التأهل في الجولة قبل الأخيرة، فالهلال رمى بكل وزنه الفني أمام باختاكور لتحقيق الفوز والظفر بأفضلية الأرض والجمهور وتحقق له ما أراد، ومدرب أم صلال أراح العناصر الأساسية في المباراة الأخيرة أمام الاتحاد التي خسرها بسبعة أهداف نظيفة، بهدف المحافظة على القائمة الأساسية من الإصابات والبطاقات الملونة، لذا سيكون الكر والفر عنيفاً جداً بين الفريق الأزرق المتحصن بالأرض والجمهور، والفريق القطري المتحفز للإبقاء على حظوظ أندية بلاده في المنافسة الآسيوية. الهلال قدّم أداء مقنعاً لعشاقه في موقعة باختاكور الأوزبكي، خصوصاً في الشوط الثاني، وأظهر مدربه الوطني عبداللطيف الحسيني تعاملاً مثالياً مع قدرات لاعبيه، أعاد خلاله بعض هيبة الخطوط الزرقاء، ومتى ما لعب الهلال بالروح والقتالية ذاتهما فلن تكون المهمة صعبة في ظل تكاملية العناصر بعد عودة المهاجم ياسر القحطاني من الإيقاف، وتنتظر منه الجماهير الزرقاء الشيء الكثير لمسح الإخفاقات السابقة وقيادة الفريق إلى مرحلة أهم، كما يعوّل الهلاليون كثيراً على الليبي طارق التايب والسويدي ويلهامسون لفرض الهيمنة التامة على مناطق المناورة والمساندة الفاعلة في الشق الهجومي، فيما يتصدى الروماني رادوي لأي محاولات هجومية للخصم من العمق، ويشكّل قوة حقيقية أمام أسامة هوساوي وماجد المرشدي، وأبرز نقاط الضعف الهلالية تواضع أداء الظهير الأيمن محمد نامي وبطء تعامله مع الكرات، سواء في الشق الهجومي أم الدفاعي، فيما لا يزال الكوري سيول يسجل الحضور الشرفي ويتجول داخل الملعب من دون أي دور يذكر على حساب لاعبين أفضل منه بمراحل عدة. المدرب الوطني عبداللطيف الحسيني يدرك جيداً قوة الفريق الضيف، ولن ينظر إلى خسارته الأخيرة أمام الاتحاد بسباعية نظيفة، لاختلاف المكان والزمان، كما أنه سيحذّر لاعبيه كثيراً من مغبة الثقة الزائدة والاعتقاد الخاطئ بسهولة الخصم عطفاً على الخسارة الأخيرة. في المقابل، يدخل الفريق القطري بطموحات التفوق على الهلال في عقر داره والتمسك بحظوظ الكرة القطرية في التأهل إلى مونديال الأندية، والمدرب الفرنسي جيرار جيلي يجيد القراءة الجيدة والباكرة لأحداث المباراة، وحقق نجاحات تذكر مع الفريق، ويعتمد في النهج الهجومي على البرازيلي ألفيس ماجنو صاحب القدم القوية وإلى جواره البحريني علاء حبيل، وينجح الثنائي في معظم المناسبات في الاستفادة من أنصاف الفرص، إلى جانب تألق مصطفى أدن وجواد حناش وإبراهيما وسيزار في مناطق المناورة، كما أن رباعي خط المؤخرة بقيادة البحريني محمد حسين يقوم بكل أدواره على أكمل وجه، ومن خلفهم الحارس بابا مالك. آخر مواجهة جمعت الفريقين انتهت هلالية بهدفين في مقابل هدف، قبل موسمين في التصفيات الأولية لبطولة الأندية الخليجية.