بخل العواطف

مسؤولية

فاصلة :
(( البخل يفقد كل شيء في محاولته كسب كل شيء))
- حكمة فرنسية -
تقول القصة إن أحد البخلاء "عاطفياً " ذهب إلى المدينة لبيع غلته من الشعير وعندما أتم عقد الصفقة أراد أن يكتب لزوجته البرقية التالية:
( بعت الشعير بربح .. سأعود غداً .. أشواقي الحارّة )
لكنه قال في نفسه:
لماذا أكتب كلمة " بعت " ؟؟
إن زوجتي تعرف أنني جئت إلى المدينة لأبيع ... ومحا الكلمة
ثم قال: لماذا أكتب كلمة " بربح " ؟؟
إن زوجتي تعرف أنني لن أبيع من غير ربح .. ومحا الكلمة
وأخيراً قال : ولماذا " أشواقي الحارة " ؟؟
واليوم ليس يوم ذكرى ميلادها أو زواجنا ... وشطب العبارة
وهكذا عاد مسروراً دون أن يرسل لزوجته البرقية!!
شخصياً أتعاطف مع البخلاء أشعر أن بعضهم يدرك عجزه عن العطاء ولكن لا يستطيع أن يغير عاداته .
والبخل لا يعني أن يقتر الإنسان على نفسه أو غيره بالمال فقط إنما البخل جزء من صفات الإنسان المكتسبة، يمتد فيصبغ شخصيته بسمة خاصة، فالبخيل شحيح في الحديث وفي التعبير عن مشاعره، وحتى في إحساسه بالفرح كما هو بخيل في إنفاق المال.
لكن البخل كسلوك يمكن تغييره فقط يحتاج إلى إرادة قوية وتعديل في الأفكار والبخل أنواع وأخطرها البخل العاطفي حيث لا يستطيع الإنسان التعبير عن مشاعره بخل العواطف أشد وأقسى على النفس من بخل المال ومع أنهما يعيشان في نفس الشخصية إلا أن بخل العواطف أقسى على البشر.
هل جال بفكركم وأنتم تقرأون هذا المقال شخص بخيل ؟
اذكروه بخير لأنه يستحق أن تسامحوه يكفيه شقاؤه ببخله.