عبير عبدالرحمن يا ساده، شابة سعودية طموحة حملت أوراقها إلى أروقة إذاعة الرياض لتعمل كمذيعة . لأسابيع عديدة كانت عبير تجلس من خلف الحاجز الزجاجي لتراقب بث برنامج الأسرة والمجتمع الذي تقدمه الإذاعية اللامعة نوال بخش بالتعاون مع كاتبة المقال . كنا نرى عبير لفترة طويلة تراقب وتلاحظ. وفي يوم ما لم تصبح عبير مذيعة بل من خلال وأثناء رحلتها في البحث عن وظيفة مذيعة و بداية تدربها عليها وخلال جلوسها مع أجهزة التسجيل . اكتشفت عبير أن الهدف الذي سعت من أجل تحقيقه، إذا به يكشف لديها موهبة أخرى، و يبرزها للسطح. لقد بدأ قلب عبير يتعلق بالأجهزة وراء الكواليس وبدأت تجد متعة في أن تلامس أناملها تلك الأجهزة الدقيقة . لتكتشف أنها وإن كانت تريد أن تصبح مذيعة ولكن حبها للأجهزة فاق حبها لإعداد وتقديم البرامج. إن رحلة عبير للبحث عن عمل تعطينا فكرة جيدة ودافعية قوية، إن رحلة تحقيق هدف ما قد يكون بداية الطريق لموهبة قد نكتشفها في ذواتنا بل و قد تكون هذه الرحلة هي الوسيلة التي تكشف لنا عن قدرات ومواهب كامنة لدينا لم نكن لنكتشفها ونصل إليها لولا سعينا و إصرارنا على المضي في رحلة تحقيق هدف ظننا في يوم من الأيام أنه هو كل مانملك . لذا من الجميل جداً أن لا نتخاذل ولا نتردد في تحقيق آمالنا مهما كانت ومهما صغرت في أعيننا فلعلها ذلك المفتاح الصغير الذي يفتح لنا أبواباً مغلقة داخل ذواتنا نجهل وجودها. فالنجاح يولد النجاح, والنجاح يبدأ بتلك الخطوة الصغيرة على درب ما..طريق ما.. قد يقودنا إلى دروب و طرق أخرى يكون فيها تألقنا و تفجير الكامن من قدراتنا! أخيراً احفظوا هذا الاسم جيداً، عبير عبدالرحمن أول سعودية تقوم بتنفيذ برنامج إذاعي وهي بكامل حجابها الشرعي وبالنقاب. تحية لعبير المبدعة. إضاءه: كلنا نحمل داخلنا خبراً ساراً، و هو: أننا لا نعرف قدر عظمتنا و لا ما يمكننا إنجازه و لا نعرف حتى إمكانياتنا!. ( أنليز ماري فرانك).