أشارت المديرة العامة للإشراف النسائي الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية بالرياض الأستاذة لطيفة بنت سليمان أبو نيان في حديث خاص مع «الرياض» أن من أهم الأهداف التي تسعى إليها الوزارة هي إيجاد أسرة بديلة لكل طفل يتيم وانه هو الأساس في الرعاية امتثالاً لأوامر الشريعة الإسلامية السمحة التي جعلت كفالة الأيتام باباً من أبواب الجنة ومصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها.. مؤكدة أن تولي تلك الأسر رعاية وتنشئة اليتيم كابن من أبنائها تعتبر من أعظم المسؤوليات مشيرة إلى ميزة الاندماج السريع للأبناء داخل تلك الأسر البديلة.. وأضافت قائلة «إن مكتب الإشراف الاجتماعي في وحدة رعاية الأيتام يتولى مسؤولية اختيار الأسرة ومتابعتها ومساعدتها على حل مشكلاتها وتيسير سبل حصول اليتيم على حقوقه كاملة ويتم تهيئة الأسرة لهذا الدور وتوضيح مسؤولياتها تجاهه... ولدينا قوائم انتظار من الأسر البديلة التي تبحث عن الأجر والثواب في رعايتهم وذلك بفضل الجهود المبذولة للتوعية بهذه الفئة، ويصرف لكل طفل في الأسرة إعانة شهرية تبلغ 2000 لمن هم أقل من 6 سنوات وفي المراحل الدراسية يصرف 3000 ريال إضافة إلى إعانة مدرسية سنوية تبلغ 2500 ريال وذلك بهدف مساعدة الأسرة على توفير احتياجاتهم والحياة الكريمة لهم وعن طرق الرعاية تقول. الأستاذة أبو نيان «يتم رعاية الأيتام «ذوي الظروف الخاصة» عن طريق الإيواء في الدور الاجتماعية الحكومية أو التابعة للجمعيات الخيرية حيث يتم استلامهم من المشفى وتقديم كامل الخدمات الاجتماعية والتعليمية والتربوية والصحية والنفسية لهم وجميع احتياجاتهم الشخصية من مأكل وملبس وخلافه من خلال نظام الحياة الأسرية بحيث تتكون كل دار من مجموعة أسر بها عدد بسيط من الأطفال مع الأم السعودية البديلة خلال فترة الأربع وعشرين ساعة ويتولى الإشراف عليهم كادر إداري وفني من المختصات في الخدمة الاجتماعية وعلم النفس ويتم تنفيذ برامج وأنشطة تنمي قدراتهم وإمكاناتهم وتدعم دمجهم مع المجتمع كأعضاء فاعلين ويتم صرف مكافأة شهرية حسب مراحلهم الدراسية كمصروف جيب شخصي لهم أسوة بأقرانهم في المجتمع وكذلك من أوجه رعايتهم نظام الأسر البديلة الذي يتيح للطفل الاحتضان من خلال أسره بديلة سعودية توفر له المحيط الأسري الآمن طوال حياته». وعن السن التي يحظى اليتيم بالرعاية فيها تقول الاستاذة أبو نيان: «تستمر الرعاية في جميع مراحل حياته وتتركز بصورة كاملة أثناء إقامتهم بالدور حتى زواجهم ومن ثم تتولى المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام متابعتهم وفي حال تعرضت أي ابنة لمشكلات زوجية أو طلاق يتم استضافتها مرة أخرى بقسم الضيافة لإعادة تأهيلها ومساعدتها على الاستقرار». أما عن نسبة الزواج للأيتام فتوضح أبو نيان: أن غالبية فتياتنا في الدور الاجتماعية وداخل الأسر يتم زواجهن في السن المناسبة وحالياً ترغب الابنة في إكمال دراستها ويتم مراعاة رغبتها وتأهيلها وإعدادها للزواج ومن ثم تيسير سبل الزواج من خلال لجنة الزواج التي تدرس طلبات المتقدمين الأنسب منهم والتوفيق بينهم خاصة ان بناتنا اليتيمات ولله الحمد بلغن درجات عليا في التعليم العالي ولابد من اختيار الزوج الكفء لها الذي يساعدها على تحقيق طموحاتها العلمية والعملية وتستمر المتابعة أيضاً بعد الزواج لضمان استقرار حياتهم الأسرية ويتم صرف إعانة زواج لكل يتيم أو يتيمة تبلغ 60 ألف ريال.. أما عدد الأيتام فتستطرد الأستاذة أبو نيان قائلة «تدل آخر إحصائية لوزارة الشؤون الاجتماعية على أن أعدادهم داخل الأسر البديلة تقارب خمس آلاف أسرة وألف وستمائة داخل الدور الإيوائية ويبلغ عددهم في مدينة الرياض وما حولها ما يقارب 700 داخل الدور الاجتماعية. وأما أهم الخدمات التي تقدم للأيتام من خلال الجمعيات الخيرية فتقول الأستاذ أبونيان «هذا مجال كبير جداً حيث تتولى رعاية الأيتام ممن لهم أسر طبيعية داخل أسرهم مع تقديم الرعاية الاجتماعية والاقتصادية والتأهيل لهم ومساعدتهم على تخطي العقبات التي تواجههم إضافة إلى مساهمة العديد من الجمعيات بإنشاء دور إيوائية تساند الوزارة في أداء مسؤولياتها». هذا وقد ختمت الأستاذة لطيفة أبو نيان حديثها ل «الرياض» عن أهم الصعوبات التي تواجه المكتب في رعاية الأيتام قائلة: «تقبل المجتمع وان كان ولله الحمد أفضل من الماضي إلا أنه لايزال هناك معاناة من بعض الفئات في تقبلهن داخل المدارس أو في مقر الأعمال مما يتطلب شعوراً أكبر بالمسؤولية الاجتماعية عن هذه الفئة من قبل المجتمع».