السعادة كلمة سحرية تداعب خيال كل إنسان في هذه الحياة، ولكنها قلما تحقق بصورة كاملة لأي إنسان ... ومهما كتب عن السعادة فستظل شيئاً جميلاً ونسبياً بل ويتأثر مفهومها حسب مستوى الإنسان الفكري ومكانته الاجتماعية. وقد اختلف الكتّاب والشعراء في معنى السعادة ولكنهم اتفقوا على أن السعادة لا يمكن أن تتحقق للإنسان في كل لحظة من لحظات حياته. وفي كلمة عن السعادة لجين أوستن (Jane Austin) وهي مؤلفة قصة أيما EMMA المشهورة، تقول هذه المؤلفة الإنجليزية (1775 – 1817) تقول :- إن الإنسان الذي يظن أنه يستطيع أن يكون سعيداً طوال أيام حياته هو إنسان مجنون، فنحن جميعاً نعرف أن الدليل الوحيد على تمتعنا بكامل قوانا العقلية يكمن في قدرتنا على الشعور بالتعاسة عندما نفاجأ بحدث يعكر صفو حياتنا .. إن الحياة الحقيقية هي في السعادة التي نشعر بها بعد حزن .. هي في صفاء النفوس من بعد خلاف .. هي في الحب بعد الخلافات التي تنشب بين الزوجين .. هي في النجاح الذي نصل إليه من بعد فشل، هي في الأمل الذي يملأ صدورنا بعد أن نكون قد يئسنا من الحياة وكل ما تحمله لنا .... هذه هي فلسفة السعادة عند جين أوستن بعد قرابة قرنين من وفاتها، وستظل هذه الفلسفة صادقة وصحيحة عند كثير من الناس. ولكن كيف يمكن للإنسان أن يعيش حياة سعيدة ....؟! إن هذا يعود إلى اتباع بعض الطرق من أجل جذب السعادة والشعور بها، لأن السعادة حالة نفسية تنجم عن استعداد الإنسان وثقته بالله أولاً ثم بنفسه. وفيما يلي بعض الخطوات التي لخصتها من خلال مقالة للخبير النفسي الدكتور الأمريكي فردريك كوينغ:- افتح قلبك للناس، فالإنسان الذي يفتح قلبه للناس وحتى ولو كانوا غرباء يمكن أن يزيد من سعادته بشكل كبير. استمتع بعملك : فالعمل عندما يصبح هواية يجعل المرء أكثر شعوراً بالسعادة، وأشعر بمدى الفراغ الذي ستشعر به لو كنت عاطلاً عن العمل !! زاول بعض التمارين الرياضية : حيث ثبت أن هذه التمارين تسهم في التخلص من الإجهاد وتزيد من الثقة في النفس. وليس شرطاً أن تجهد نفسك بالتمارين المرهقة، بل يكفيك أن تمشي لمدة نصف ساعة ثلاث مرات أسبوعياً. انظر إلى الجانب المشرق للحياة .. وحاول أن تضحك فإن الضحك من أهم العناصر التي تجلب السعادة للإنسان. عدد إنجازاتك وساعد الناس، مما يعطيك شعوراً بالنجاح الذي يعد شيئاً أساسياً للسعادة. خصص جزءاً من وقتك للقيام برحلات خلال عطلة نهاية الأسبوع مع أفراد أسرتك، أو الخروج من المنزل لتناول وجبة الغداء أو العشاء في مطعم، مما يعطيك وقتاً للاسترخاء وتجديد الحيوية. حاول أن لا تقطع الصلة مع الآخرين، فالحياة بدون الناس لا يمكن أن تكون جميلة أو سعيدة !! نشط عقلك، ويمكن أن يتم ذلك من خلال قراءة كتاب مفيد أو مزاولة بعض التمارين العقلية التي تحفز التفكير، لأن أي شيء يدعوك إلى التفكير يجعلك أكثر رضا وحباً وثقة وسعادة بالحياة. ومن المهم أن تتفادى التشبث باجترار الأحزان أو الأفكار السوداء أو تحمل الهموم وتجتاز بها عتبة الحاضر إلى المستقبل ! إن الحياة جميلة وتغدو سعيدة عندما تجعل هدفك إسعاد الناس وخدمة الآخرين ....