قطعت الخطوط الجوية العربية السعودية شوطاً كبيراً نحو إتمام المراحل النهائية من مشروع تخصيص قطاع الخدمات الفنية، حيث انتهى مستشار الموارد البشرية للخدمات الفنية (شركة SH&E) من إصدار جميع التقارير اللازمة والتي تشمل التقرير التشخيصي والرؤية والرسالة والأهداف الاستراتيجية والهيكل التنظيمي المقترح للشركة الجديدة والوصف الوظيفي ومؤشرات الأداء الأساسية وخطة القوى البشرية وعليه تم الانتهاء من إعادة الهيكلة الإدارية وتغيير المسميات الوظيفية بأخرى تتناسب والطابع التجاري الجديد. وتم أيضاً الاتفاق مع مستشار التخصيص (بنك BNP Paribas) على استراتيجية عرض قطاع الخدمات الفنية للتخصيص ، كما أن الخدمات الفنية في المراحل النهائية من دراسة عدة مشاريع تمهيداً لوضعها موضع التنفيذ ومنها مشروع جرد المخزون ومشروع بناء مرافق جديدة لصيانة الطائرات في كل من مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة ومشروع بناء مركز حديث لصيانة وتوضيب المحركات. صرح بذلك سعادة المهندس علي ملعاط الرئيس التنفيذي للوحدة الاستراتيجية للخدمات الفنية بالخطوط الجوية العربية السعودية. وقال سعادته بأنه تم اعتماد الاسم الجديد لقطاع الخدمات الفنية وهو "السعودية لهندسة وصناعة الطيران" بل وتم تسجيله في وزارة التجارة والحصول على السجل التجاري واشتراك الغرفة التجارية بجدة أيضاً ويواصل القطاع جهوده لإكمال عملية تخصيص الوحدة الاستراتيجية للخدمات الفنية النهائية المتوقع الانتهاء منها في نهاية عام 2009م. وأوضح ملعاط أنه في إطار جهود قطاع الخدمات الفنية المتواصلة للارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة ورفع معدلات الأداء التشغيلي والالتزام بالخطط التشغيلية ل"السعودية" فقد تم مؤخراً توقيع عدة اتفاقيات منها اتفاقية مع شركة "جنرال إلكتريك لخدمات الطيران" تقدر ب (300) مليون دولار وفقاً للأسعار المعلنة تتضمن تزويد الطائرات التي تم شراؤها للأسطول الجديد من طراز إيرباص 320أ بمحرّكات CFM56-5B وأخرى مع شركة "هاميلتون سندستراند" لتزويد نفس الطائرات بمولدات الطاقة (APS3200) ، كما تم توقيع اتفاقية بقيمة (900) مليون دولار وفقاً للأسعار المعلنة مع شركة "رولز رويس" لتزويد طائرات الأسطول الجديد من طراز إيرباص 330أ بمحركات (Trent 700EP). كما تم أيضاً اختيار محركات (GEnx) من شركة "جنرال إلكتريك" لطائرات الأسطول الجديد من طراز بوينج 787. وقال ملعاط إن إبرام مثل تلك الاتفاقيات يأتي في إطار مواكبة التطورات المتلاحقة لتحديث وتطوير أسطول "السعودية" وذلك بعد موافقة مجلس إدارة الخطوط السعودية على خطة إحلال الأسطول الحالي بطائرات جديدة قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى ذات تقنية عالية كبدائل للطائرات التي خرجت من الخدمة وتلك التي ستخرج على مدى السنوات القادمة وفق برنامج عملي ومنهجي ، وستقوم الكوادر السعودية المؤهلة بقطاع الخدمات الفنية باستلام جميع الطائرات الجديدة وتجهيزها للتشغيل وإجراء الصيانة عليها ، وقد بدأت "السعودية" المرحلة الأولى لتحديث أسطولها من خلال إبرام عدة اتفاقيات لشراء واستئجار (70) طائرة جديدة منها (50) طائرة من طراز إيرباص 320أ (A320-200) و (8) طائرات من طراز إيرباص 330أ (A330-300) و (12) طائرة من طراز بوينج 787 (B787-9). وأكد ملعاط أن أحد أهم الأهداف الرئيسية لقطاع الخدمات الفنية هو تنفيذ وتقييم ومراقبة مدى فعالية برامج الصيانة الدورية الوقائية وتطويرها بصفة مستمرة مع مراقبة الأداء الفني للطائرات والمحركات والقطع المكملة لها لجميع طائرات أسطول "السعودية" ، موضحاً أنه يتم تنفيذ برامج الصيانة الدورية الوقائية طبقاً للجداول المعدة لذلك ووفقاً للتوصيات التي تصدر عن الهيئات التشريعية الدولية والهيئة العامة للطيران المدني وقد تم خلال عام 2008م إجراء عدة فحوصات على طائرات أسطول "السعودية" منها (113) فحصاً على طائرات بوينج 747 و(137) فحصاً على طائرات بوينج 777 و(93) فحصاً على طائرات بوينج من إ م دي 90 و(17) فحصاً على طائرات بوينج إ م دي 11 و (66) فحصاً على طائرات إمبراير170 مع ملاحظة أن فحص العمرة الكاملة لطائرات إم دي90 يتم في مرافق قطاع الخدمات الفنية . أما بالنسبة لبرنامج الصيانة الوقائية الدورية للمحركات وأجهزة الطائرات فقد تم خلال نفس الفترة إصلاح وتوضيب (128) محركاً و(116) جهاز توليد للطاقة المساندة في مركز توضيب المحركات وصيانة أكثر من (60136) جهازاً من أجهزة الطائرات الإلكترونية والميكانيكية والهيدروليكية في الورش الفنية المتخصصة لهذا الغرض ، مشيراً إلى أن قطاع الخدمات الفنية يقوم أيضاً بصيانة المرافق والمعدات الأرضية المساندة للطائرات وقد تم إنجاز أكثر من (66812) ساعة عمل من الصيانة الوقائية الدورية وأكثر من (98474) ساعة عمل في إصلاح الأعطال الطارئة غير المجدولة مسبقاً. وينفذ قطاع الخدمات الفنية أيضاً كثيراً من التعديلات الفنية ذات العلاقة بسلامة الطائرات أولاً وراحة ورفاهيَة الركاب ثانياً ومن أبرز المشاريع التي يتم تنفيذها حالياً تركيب نظام كاميرات لمراقبة باب كبينة القيادة وتطوير نظام إرسال التقارير عن حالة الطائرة (ACARS) وتطوير جهاز تعريف الطائرة (Mode S Transponder) ومشروع تحديث مقصورة الركاب على طائرات بوينج 777 وعددها (22) طائرة الذي تم تدشين أول طائرة بعد تحديث مقصورة الركاب عليها في بداية العام ومشروع تحديث مقصورة الركاب على طائرات بوينج إم دي90 وعددها (29) طائرة.واختتم الملعاط حديثه مؤكداً على أن العنصر البشري يمثل الركيزة الأساسية في صيانة أسطول الخطوط الجوية العربية السعودية وكافة المعدات المساندة للطائرات والمرافق التابعة ل"السعودية" ، مشيراً إلى أن قطاع الخدمات الفنية يولي اهتماماً خاصاً بتنمية مهارات منسوبيه والذين يبلغ عددهم حالياً أكثر من (5600) موظف يشكل السعوديون منهم (87%) موزعين على 26 محطة داخلية و30 محطة دولية. كما أن تأهيل الكوادر البشرية بقطاع الخدمات الفنية يسير على محورين. أولهما التأهيل الأكاديمي للكوادر الفنية وذلك من خلال تأهيل الكوادر الجديدة للقيام بمهام صيانة الطائرات والمحركات وقطع الغيار والأجهزة والمعدات المساندة. أما المحور الثاني فهو التدريب المستمر للقوى العاملة من الفنيين الحاليين للارتقاء بمعدلات الإنتاجية والمستويات الفنية وتأهيلهم على ما يستجد من تقنيات في صناعة النقل الجوي وذلك عن طريق عقد عدة دورات فنية لدى مدرسة التدريب الفني التابعة لقطاع الخدمات الفنية حيث تم تقديم (1697) دورة تدريبية حضرها (10156) متدرب في عام 2008م ودورات تخصصية أخرى لدى الشركات الصانعة للطائرات وأجزائها خارج المملكة.