دخلت إحدى كبيرات السن على ابنتها الشابة وقد قصت شعرها ونكشته حتى أصبح منفوشاً وقد غطى معظم وجهها على غرار القصات الحديثة وعند رؤيتها لابنتها بهذا الشكل صاحت ورفعت صوتها تنادي ابنها بأنه يوجد رجل في الغرفة، وعند وصول الابن في حالة من الهلع وجد أن الرجل الذي شاهدته والدته هي أخته، عندها لم تجد الأم بداً من الامساك بشعر بنتها وطالبتها بتغيير هذه القصة وهي حزينة على حال بنات اليوم وأخذت تنصح ابنتها وتذكرها بأبيات شعرية جماليات شعر المرأة ومكامن جمالها الطبيعي تقول من أبيات للشاعر عبدالرحمن الربيعي: أبو شليل فوق الأمتان منثور ساف على ساف تعدى «الردوفي» يغذى على الريحان والورد وعطور ريح الشمطري في مثاني أزلوفه ولقد ورد في هذين البيتين عدد من المفردات وأدوات التجميل التي لا تعرف عند الفتيات، ومن المستحيل أن تجدها على تسريحات الشعر رغم فائدتها للشعر وتغذيته وتطويله وتعطيره ومنها الشمطري والريحان والحناء وغيرها. ولقد تغيرت مقاييس جمال شعر المرأة من الطول والكثافة والحمرة إلى تقصيره ولفه وصبغه بالألوان ما أثر على المقياس الحقيقي لجمال الشعر يقول العبيدي: راعي القرن الأشقر شد قلبي وتله تله السيب غيصة من بحور الظلامي ويقول الهتيمي: أبو قرون ياصلن المحزم يشرب بها الضميان من ماء بريريق