اعتاد الاتحاد البطل على الذهب وتمرس على التجول وسط منصات التتويج، لماذا؟ .. لأنه تأسس على المجد وولد ليحقق الإنجازات، وكانت له الريادة والفضل بعد الله في بداية تأسيس الكرة السعودية، كيف لا وهو أول ناد يتأسس، ولأنه ولد بطلاً واصل سني عمره وهو يضطلع بهذا الدور، لأنه نهض ومعه بدأت المواهب والنجوم التي تعشقها وتميل معها الجماهير حتى كسب تعاطف أعداد مالبثت ان تضاعفت واصبح يمتلك شعبية طاغية في زمن قياسي جداً. وعلى الرغم من ان (العميد) مر بمراحل وظروف مختلفة الا انه تخطاها بثقة البطل وعزيمة الفريق الذي لاتعيقه الهزات، وتجاوز صعاباً لايمكن لغيره تجاوزها لولا تاريخه وعراقته ورجاله الذين توارثوا حبه والالتفاف حوله والاتفاق على مصلحته وعشقه الكبير، ولو جئنا للواقع فإنه لايمكن لأي ناد أن يواصل إنجازاته محلياً وخليجياً وعربياً وآسيوياً ويحقق الألقاب الواحد تلو الآخر ويتأهل للمونديال العالمي دون ان يكون هناك خلفه رجال اكفاء يعملون له ومن أجله فقط. فالمساحات بالنسبة لهم جميعها ل»للعميد»، والتفرغ والوقت كله لناديهم الكبير، ليتوج بالذهب وبأول بطولة تنظم لأول مرة في السعودية تحت مسمى «بطولة دوري المحترفين» لينسجم ذلك مع اولوياته في التأسيس ويؤكد أنه ناد يعشق التفرد منذ نشأته على يد حمزة فتيحي إلى عهد الرئيس صاحب الأسبقية الجديدة المهندس جمال ابوعمارة. بداية وتسلسل الانجازات الاتحادية وقصة نجاحاته تحتاج لصفحات تصف الأحداث وتروي التفاصيل وتقدمها انموذجاً في كيفية كشف حساب العمل الناجح الذي يؤتي ثماره مع نهاية كل موسم وبطولة سواء بجلب افضل الأجهزة الفنية واللاعبين الأجانب اوتهيئة أجواء صحية للنجوم المحليين لكي يتفرغوا للأداء داخل المستطيل الأخضر وقهر المستحيل وتسخير كل الظروف المتاحة لمصلحتهم، ليرسموا ملاحم كروية أسعدت جماهيرهم الكبيرة التي تطاردهم وتؤازرهم أينما حلوا وارتحلوا، لثقتها بهم وبقدرتهم على مواصلة حصد الإنجازات في البطولات التي يشاركون فيها. وبما أن العبرة اسدال الستار فإن نهاية حفلة الكبار يوم (الأحد) الماضي كانت سعيدة لعشاق (عميد الألقاب) بقيادة أفضل صاحب رأس في ملاعبنا الفذ نايف هزازي وبقية الكوكبة من النجوم الذين قدموا أداء متناسقاً يتسم بالمتعة والإثارة طوال الموسم وهز شباك الخصوم من مختلف الاتجاهات وبأهداف تفاعل معها الجميع واهتزت لها المدرجات. ما يفعله الاتحاد ويحققه من تفوق يؤكد أنه لايتحدث الا بلغة الكبار وخصوصية الذهب، وبأداء فني راق وروح عالية استحق على إثرها الاعجاب بأرقام قياسية من النقاط والأهداف بينه وبين اقرب منافسيه كما فعل هذا الموسم عندما كان الفارق 5 نقاط عن وصيفه الهلال و15 نقطة عن صاحب المركز الثالث الاهلي، ثم استمراره في الصدارة باستثناء أسبوع واحد وهذه الأرقام تؤكد جدارته ببطولته الجديدة وإنجازه الاضافي. لذلك لا يملك القلم المحايد الذي يهمه تعدد الأبطال واتساع مساحة المنافسة والارتقاء بالتنافس وتطور الرياضة وتحولها من عصر الهواة والى الاحتراف وحصد المال من خلال توقيع العقود الاستثمارية مع كبرى الشركات الا ان يجدد التبريك لهذا النادي العملاق والكبير إدارة واعضاء شرف وجماهير ونجوماً وأجهزة فنية وإدارية، وان كان ذلك ليس بالجديد كون «العميد» تعود ان يتوشح في كل موسم بالذهب ويضيف الى تاريخه رقماً جديداً مهماً، كان هذه المرة له مذاق خاص لاسيما وهو يحقق السبق في ان يكون أولاً في لوحة الشرف لأبطال دوري المحترفين. اعتقد ان أي فريق يفضل دائماً ان يكون في المقدمة ويلامس الانجازات لابد ان يقلد الأبطال وأصحاب الارادة القوية وأولهم (العميد) الذي جسد الاحتراف بمعانيها، حتى اصبح واحداً من أفضل الأندية في قارة آسيا يؤدي مهامه وادواره بكل نجاح بعيداً عن الاجتهادات والاعتماد على فزعات شرفية قد تأتي وقد تغيب في الظروف الحرجة، وتجربه الرئيس المكلف جمال ابو عمارة وانصهاره مع الشرفيين المؤثرين، وكسبه لقناعتهم وثقتهم ومواجهته للظروف بحكمة وهدوء نتيجة تواصله مع الاتحاديين المهمين تجربة ثرية تسجل لصالح هذا الرجل الذي كلف بالمهمة لسد الفراغ الاداري، وفجأة أصبح أهم رئيس في تاريخ (العميد) إذا ماجئنا انه أول رئيس يقوده لبطولة الدوري بنظام النقاط وأول دوري للمحترفين.