كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان عن تنسيق مع مجلس الوزارء لمعاملة قطاع السياحة في ما يتعلق بمنشآت الإيواء من فنادق ووحدات سكنية بحيث تعامل مثل الصناعات الوطنية من جهة الدعم الحكومي لهذه المنشآت في ما يتعلق بخدمات الكهرباء وجوانب أخرى من الدعم الذي يحتاجه هذا القطاع . وفي رد على سؤال ل"الرياض" عن دعم الدولة للمشاريع الفندقية القائمة والتي تمثل عدد غرفها ما يزيد على 50 ألف غرفة فندقية وحاجتها للدعم من الدولة وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية ، في مؤتمر صحفي عقد لسموه على هامش فعاليات ملتقى السفر والاستثمار السياحي الثاني الذي انطلق أمس بالرياض ، قال هناك تفاهم مع الدولة ممثلة بوزارة المالية لإعادة إحياء برنامج تمويل الفنادق والذي توقف من سنوات ، وسيكون لذلك اثر جيد على قطاع الإيواء في المملكة وخاصة أنه يمر بمرحلة غير مسبوقة من النمو الكبير حيث عدد الغرف التي تحت الإنشاء يتجاوز عددها الموجود حالياً بالمملكة ، وهناك مطالبة من بعض المستثمرين السعوديين لضرورة إعادة هذا الدعم الذي سيسهم في نهضة غير مسبوقة لهذا القطاع متى ما أقر . وبين سموه خلال المؤتمر الصحفي ملتقى السفر والاستثمار السياحي المقبل 2010 سيكون في موقع أوسع بموقع معارض الرياض الكبرى ، وسيعد نقلة كبيرة للملتقى تواكب النقلة التي تحرص السياحة على إحداثها وبدأت بوادرها من العام الماضي وهذا العام ، ومنها نقل الكثير من الصلاحيات الهامة والحساسة والمرتبطة فعلا بصناعة السياحة كصناعة اقتصادية حيوية بقرار سام من لدن مجلس الوزراء ، ومنها نقل الإشراف على الفنادق والوحدات السكنية وضم قطاع الآثار ، وكذلك بعد إصدار العديد من أنظمة الهيئة بالنسبة للمرشدين السياحيين والتأشيرة السياحية ، ونقل اشراف على قطاع الإيواء من وزارة التجارة للهيئة ، وتطوير مجالس السياحة بالمناطق وغيرها من الأنظمة والقرارات الهامة لخدمة السياحة السعودية . وكشف سمو الأمير سلطان بن سلمان عن توجه الهيئة للتنسيق مع قطاع نقل الطيران في المملكة لحل مشكلة ازدحام الحركة وعدم توفر المقاعد للراغبين بالسفر في أوقات معينة كموسم الصيف ، حيث سيتم حل هذا الموضع بتنسيق كامل مع المشغلين لحركة الطيران بالمملكة وذلك سيكون رافداً وداعماً لصناعة السياحة بالمملكة ، ونعتبر ذلك جزءاً هاماً حريصين على تنفيذه لكونه من متطلبات المواطن لتسهيل النقل الداخلي بين مدن المملكة مع اتساع المسافات . وأكد سموه أن تأثير الأزمة الاقتصادية على قطاع السياحة في المملكة محدود ، مشدداً على أن الاهتمام بالنسبة للمواطن للسياحة الداخلية يتركز على تقديم الخدمة الجيدة التي تستحق وبسعر معقول ويواكب ما يقدم له ، مؤكداً على أن السبب للسياحة الخارجية لا ينصب على الغلاء في بعض المنشآت بقدر ما هو على نوعية الخدمة وجودتها ومدى استحقاقها عن ما يقدمه من مقابل مادي . من جهته أكد الدكتور طالب الرفاعي رئيس منظمة السياحة العالمية المكلف خلال المؤتمر الصحفي أن المملكة عضو مؤسس وهام في منظمة السياحة العالمية ، وسيكون هناك تعاون مشترك معها في جوانب التدريب والإحصاءات السياحية ، وكذلك في المشاركة بتنظيم المعرض المخصص للسفر والاستثمار السياحي العام المقبل . الاستفادة من التجارب وأكد الأمير سلطان بن سلمان بأن الهيئة تستفيد من تجارب الآخرين في مجال تنمية السياحة والحفاظ على التراث العمراني "نحن نقتدي بالذين سبقونا، فأهالي رجال ألمع بمنطقة عسير مثلاً سبقوا الهيئة في مشروع القرى التراثية وحافظوا على مكنوزهم الثقافي ودفعوا من جيوبهم، وأقل ما نفعله هو أن نقتدي بهم وننقل هذه التجربة ونحدثها وننقلها إلى المناطق الأخرى بمنظور الاستثمار السياحي، وهذا ما يحدث في القرى التراثية في الغاط وذي عين والعلا وقريباً في المجمعة". وأوضح بأن الهيئة ستعلن قريباً برنامجاً استثمارياً متكاملاً للقرى التراثية، "ويتضمن ذلك مصادر التمويل وأحدها أقره مجلس الوزراء قبل شهر ووقعت الهيئة في هذا الجانب مع بنك التسليف اتفاقية لتسليف أصحاب المنازل التراثية الراغبين في ترميم منازلهم. كما وقعت الهيئة اتفاقيات مشابهة مع البنك الأهلي وصندوق عبداللطيف جميل وصندوق المئوية وصندوق الموارد البشرية وصندوق كفالة، وقد بدأنا بتمويل تأسيس شركات سياحية صغيرة، ويحدد هذا البرنامج أيضاً دور الهيئة والأدوار المنتظرة من الشركاء". وأشاد بتفاعل الشركاء مع مشروع القرى التراثية "في مشروع الغاط حيث دفعوا 50 مليون ريال لصالح البلدة القديمة ، وهذا العام خصصت وزارة الشؤون البلدية ميزانيات للعناية بالتراث العمراني لأول في تاريخ المملكة، وسنبدأ في هذا الجانب في تأسيس ثلاث جمعيات تعاونية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية يدخل فيها ما يرد من تبرعات أو مبالغ توفرها الهيئة أو شركاؤها وتحت مظلة الجمعية التعاونية يساهم ملاك المنازل في القرى التراثية بمنازلهم وممتلكاتهم وتحت مظلتها أيضاً يتم إنشاء الشركة الاستثمارية وهي الذراع الاستثمارية للجمعية التعاونية، في الغاط مثلاً 22 من الملاك وقعوا على وثيقة الدخول في الجمعية التعاونية، ومن المؤمل أن تعمل هذه الشركة على تحويل المنازل التراثية بعد ترميمها وتطويرها إلى نزل تراثية لخدمة الزوار وتقديم المنتجات التقليدية والأطباق الشعبية". من جهة أخرى تتواصل اليوم جلسات ملتقى السفر والاستثمار السياحي بعدد أربع جلسات تتناول مواضيع تتناول تخطيط وتنظيم الاجتماعات والمؤتمرات ، وجلسة ثانية لعرض التجارب الناجحة في التنمية السياحية التكاملية ، وأخرى عن جوانب ابتكار الفرص وتبني خدمات عالية المستوى في صناعة السفر والسياحة ، والجلسة الأخيرة عن سياحة المؤتمرات والمعارض .