أثبت المحترف في نيوشاتل الفرنسي حسين عبدالغني، أنه لاعب كبير، من طراز نادر، رفيع المستوى على رغم تقدم السن به، لكنه لازال يلعب كرة القدم وباحترافية وكأنه ابن ال 25 ربيعا، وليس ابن ال ثلاثة عقود ومن فوقها الخمس سنوات. في مباراة المنتخب السعودي الأخيرة أمام المنتخب الإماراتي، أكد عبدالغني أنه اللاعب السعودي الأول الذي وصل لهذا السن وهو يتقن فنون كرة القدم، ويجيد اللعب في اكثر من مركز، وانه من لاعبين قلائل بالفعل هم رهن إشارة المدرب وفي أي خانة على خريطة التشكيل التي سيخوض بها المدرب تلك المباراة. الفتى الذهبي - كما يحلو لعشاقه - مناداته لم يتأثر برفاهية رغد المعيشة التي ينعم بها اكثر من غيره من اللاعبين العرب، حسب آخر الإحصائيات التي تؤكد انه أثراهم ماديا، برصيد 23 مليون دولار، على رغم ذلك لم يتأثر بهذه الثروة، بل ظل صامداً وواجه كل التحديات، والصعاب التي اعترضنه، لكنه لم ييأس. عبدالغني واجه ضغوطاً إعلامية عدة في فترة سابقة أبان احترافه في ناديه السابق الأهلي، سواء في خسارة مباريات حاسمة، أو خسارة نهائي يكون هو عنصر أساسي في خريطة الفريق، لكن الأمر الذي واجهه عندما حاول بعضهم أن يشكك في ميوله الأهلاوية، إلى ان أثبت لهم حبه عندما رفض المساومة في عقده الاحترافي مع الأهلي في وقت ماض، ووقع على بياض، مرورا بالحملات الإعلامية التي استهدفت غير مرة محاولة الإطاحة به خارج التشكيل سواء في النادي أو المنتخب، لكنه ظل صامداً حتى تجاوز أزمته، وعاد ذاك الإعلام برفع صفحات التمجيد عرفانا بما قدمه من مستويات فنية عالية. حسين نموذج حي ومثالي لمدرسة الأهلي، فقد تدرج فيه من بوابة الناشئين لفريق الشباب، ثم الأولمبي فالفريق الأول، شرب حب الأهلي وبات يجري في دمه، عابه البعض في أسلوب لعبه الرجولي، وانفعالاته وحماسته في بعض المواجهات، إلا أنه عاد وبرر بقولة «أنا لاعب حماسي. السعوديون يعرفونه جيدا منذ الصغر خصوصا وانه كان صاحب أجمل الأهداف في تاريخ الرياضة السعودية، عندما سجل هدف الحسم مع المنتخب الأولمبي أمام المنتخب العراقي، وتأهل إلى أولمبياد أتلانتا، إلى جانب مشاركاته الفعالة مع المنتخب الأول في الاستحقاقات الخليجية والعربية والقارية. حسين عبدالغني اللاعب السعودي الوحيد الذي عكس المفهوم الاحترافي الحقيقي، للاعب السعودي المحترف، من خلال تجربته الحقيقية مع نيوشاتل السويسري، وسيكون له شأن أجمل خلال الفترة الماضية، خصوصا إذا ما نجحت مفاوضات غلطة سراي التركي ونيوشاتل في رغبة الأول ضم خدمات اللاعب في مطلع الموسم التركي في نسخته المقبلة. السعوديون مازالوا يعقدون أمالا عريضة على حسين عبدالغني في بقية مباريات الأخضر في التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في نسخته المقبلة التي ستدار رحاها في جنوب إفريقيا 2010، وأثناء جولات المونديال المنتظر.