ظهرت اللجان النسائية في الأندية الأدبية منذ عدة سنوات لتطلق العنان للمرأة في الانخراط للعمل الثقافي وإعداده لتؤدي دورها في هذا المضمار ومنذ عام 1427ه بدأت اللجنة النسائية في النادي الأدبي بتبوك في العمل بجهد وتميز للرقي بالعمل الأدبي والثقافي الذي تنشده مثقفات المنطقة. الرياض استطلعت آراء عدد من المثقفات في المنطقة حول تجربة اللجنة النسائية في تبوك ماذا قدمت ؟ وماذا ينتظر منها وما هي أهمية هذه اللجان في الأندية الأدبية ؟ تكثيف الإعلانات في البداية تقول الشاعرة حسناء الشهري: تعتبر اللجنة النسائية حديثة العهد مقارنة مع اللجنة الرجالية بنادي تبوك ومع ذلك فقد قدمت اللجنة النسائية عددا من الفعاليات الناجحة والممتعة من إثنينيات وأحديات وفعاليات الصيف وإن كنت أرى احتياجنا لشيء فما هو إلا تكثيف الإعلانات لتعريف النساء بأن هناك مكانا يستقطب المثقفات مشاركات أو متلقيات كما يقدم دورات مجانية وورش عمل ، وعن أهمية اللجنة النسائية تضيف الشاعرة حسناء قائلة: المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر لذلك من الأهمية أن تنال المرأة نصيبها من الثقافة والأدب كما تناله من التعليم وباعتبار أن المرأة في اللجنة النسائية هي أقرب لواقع المرأة المثقفة فإنه يجب عليها أن تحرص على خدمة المرأة ثقافياً وأدبياً وفكرياً حيث أن هذه المسؤولية تقع على عاتقها ولا شك أنها مسؤولية كبرى تتطلب تضافر الجهود. المطالبة بالمزيد من العمل الثقافي وتشير الكاتبة ثريا بنت مشرف إلى أن الجهود الكبيرة التي تبذلها اللجنة النسائية ملفتة للنظر وما تسعى لتحقيقه من رفع مستوى النادي الأدبي واستقطاب المواهب ومنح الفرص لكل من ترغب في الانطلاق فتجد الأبواب مفتوحة لكل مثقفات المنطقة فنحن نشكر اللجنة النسائية حيث قدمت فعالياتها لكل الفئات (امرأة – طفل – ذوي الاحتياجات الخاصة) وفي جميع المجالات (أدبية – طبية – تربوية – ترفيهية – تطويرية) ويكفيهن فخراً أنهن حققن هذه الإنجازات الكبيرة في عمر لم يتجاوز الثلاث سنوات طبعاً نحن نطالب بالمزيد والمزيد من التقدم لأنه لا حدود زمنية لبلوغ الأفضل فكل تقدم يليه تقدم بلا توقف ولا اكتفاء. ما تزال الجهود فردية فيما ترى الإعلامية نورة حمرون أن الأندية الأدبية مظلة للإبداع والأهداف السامية فهي نبراس للثقافة وعطاء للبلاد تسقى منها المعرفة والخبرة.. وعندما نقف عند دور اللجنة النسائية التي تنتمي لهذا الصرح الثقافي نجد أن هناك سؤالا يتردد في أذهاننا، هل حقاً هذه اللجنة لها دور في تنمية الثقافة في مجتمعاتنا وبالأخص المجتمع النسائي؟ هل أعطت دورها المتواضع في إثراء الساحة الثقافية من خلال خبراتها؟ هنا نجد أن المرأة المثقفة التي تنتمي للجنة لا تستطيع أن تقدم شيئا فعالا في الحركة الثقافية النسائية إلا تحت مظلة النادي الأدبي ممثلة بالرجل بدلا من اللجنة النسائية كما أن الأنشطة الثقافية ما هي إلا اجتهادات فردية من أعضاء اللجنة لا تحقق مطلب المثقفات إذ لا بد من العمل الجماعي ليتحقق النهوض بالمسيرة الثقافية واستمرارها بالتنوع كما نطالب بتوزيع استبيان يوزع على جميع الهيئات التعليمية والفئات المهتمة بالنشاط الثقافي والأدبي حيث يرصد فيه ماذا يريدون من النادي وما هي توجهاته وكيف يحقق النجاح في جميع الأنشطة والدورات والمنتديات ليضمن أن هناك حلقة وصل بينه وبين المجتمع الثقافي. مهمة التعريف بالنادي وتذكر ركدة العطوي: بأن اللجنة هي المسؤولة الأولى عن واقع المرأة الثقافي وعليها استقطاب المثقفات في المنطقة تحت سقف واحد فما نتطلع إليه هو الهمة العالية من عضوات اللجنة وتوسيع دائرة أنشطتها الأدبية لتلقي الضوء على تجارب الشابات المبتدئات ولا تقتصر على الأٍسماء اللامعة والأكاديمية المعروفة. كذلك تسليط الضوء على أنشطة بعض من أخواتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة فهذه الفئة على الرغم من معاناتها الصحية إلا أنها تحمل طاقات أدبية هائلة سواء في مجال القصة أو الرسم وللأسف فإننا نتفاجأ من طالباتنا بأنهن لا يعرفن ماذا يعني النادي الأدبي وأين هو وماذا يقدم ؟ وهنا أمام اللجنة مهمة صعبة في التقرب من طالبات المدارس والجامعات والذهاب بأنشطتهن وفعاليات النادي إلى المدارس والجامعات وتعريفهن بهذا الصرح الثقافي والأدبي. اللجان النسائية أحرص على ثقافة المرأة أما الفنانة التشكيلية حياة الطالبي فتعلق على الموضوع قائلة: اللجنة النسائية تقوم بمجهودات جبارة رغم ضيق الوقت وأعباء الحياة ، فيد الله مع الجماعة وقد حرصت هذه الجماعة أي اللجنة على إقامة الدورات والبرامج والأمسيات الشعرية والقصصية ولا شك أن اللجان النسائية ستكون أحرص على إبراز الوعي الثقافي عند النساء والنادي بحاجة إلى تكثيف الإعلانات فقط.. وهذا ما تؤكد عليه خلود العمري إذ تقول: عندما أزور النادي الأدبي بتبوك لحضور فعالياتهم المميزة أتفاجأ بقلة الحضور النسائي.. وفي هذا السياق أؤكد أن رئيسة اللجنة وعضواتها يبذلن قصارى الجهد في نشر الثقافة الأدبية بين النساء لهذا نطالب بالإعلان ثم الإعلان تقديراً لهذه الجهود كما نرجو تجديد الأنشطة واستضافة بعض الأسماء الشعرية والأدبية من أنحاء المملكة. ومن جهة أخرى تحدثت الدكتورة عائشة الحكمي رئيسة اللجنة النسائية في النادي الأدبي بتبوك عن أهداف اللجان النسائية وأسباب قلة الحضور النسائي للفعاليات قائلة: تهدف اللجنة إلى متابعة المواهب الفكرية والمشاركة في النهضة الثقافية في المنطقة وإسماع الوطن على امتداده صوت المثقفة في تبوك كذلك نسعى إلى التقريب بين المثقفات ببعضهن وتواصلهن ومنذ أن بدأت اللجنة في عام 1427ه ونحن نعمل على تحقيق هذه الأهداف.. وعن أسباب قلة الحضور النسائي للفعاليات تقول الدكتورة عائشة هذه العقبة من أهم أسباب بطء الحركة الثقافية والإبداعية في مسيرة الأندية على مستوى المملكة ولا شك أن تواجد الجمهور في القاعات الثقافية في أثناء الفعاليات يضفي تفاعلاً فكرياً ويعطي صورة إيجابية وهو دليل على وصول النادي إلى غايته والذي نلاحظه يتحكم في نسبة حضور النساء الفعاليات الثقافية هو موضوع الفعالية والمتحدث فيها، فإذا كان الموضوع دينياً والمتحدثة أو المتحدث معروفا على الساحة الثقافية تكتظ القاعة بهن وإذا كان الموضوع ترفيهياً أو وضعت جوائز مغرية سنضمن الحضور.. وظاهرة انحسار الحضور النسائي لفعاليات الأندية كما قلت على مستوى المملكة تعود لعدم قناعة المرأة بهذه الفعاليات أو أنها تأتي في آخر الاهتمامات والأولويات وهنا أتذكر الحال في نادي أبها الأدبي في صيف 1429ه كنت مشاركة في أمسية قصصية في مساء 10/8 وقد حاولت أن أقنع نفسي أن الأمسية في أبها بلد السياحة الأول حتماً ستكون مكتظة بالنساء لكني كنت الوحيدة الحاضرة والمشاركة. وحين رأيت هذا الموقف لم أندهش لكن حزنت على تغييب المرأة ذاتها في مثل هذه المناسبات بالرغم من الحضور الجيد للرجال وبرغم من الدعاية المكثفة لفعاليات أبها إلا أن هذا الغياب للمرأة لم يقنعني. ومن هنا تنشأ أهمية الإعلام في التقريب بين المثقفات والأنشطة إذا هو دور لا غنى عنه في التسويق الثقافي ومن خلاله تصل أنشطة النادي في كل مكان ومن هذا المنطلق أرى أن الإعلام لا بد أن يكثف دوره في الصحف اليومية لتغطية فعالياته من خلال حضور المندوبات والإعلاميات للمناشط نفسها لتكتب كل فعالياته إذ أن بعضهن يعتمدن على التواصل من خلال الهواتف والفاكسات حتى أن بعضا منهن لا تعرف مقر النادي. فإذا كان هذا الحال مع المندوبات وهن محسوبات على الثقافة على الأقل تحضر لردم الهوة بين المثقفة والنادي وصدقوني إذا غاب الإعلام عن أي مجال من مجالات الحياة لن يصل إلى الجمهور أي نشاط. أما خطة اللجنة في الفترة القادمة لاستقطاب وإرضاء المثقفات في المنطقة ستكون خطة مفتوحة من أهمها إعداد جدول محاضرات وندوات للعام 1430ه بالاشتراك مع القسم الرجالي ومواصلة البحث عن الموهوبات وتقديمهن عبر النادي من خلال مشاركات مختلفة ومسألة استقطاب وإرضاء المثقفات تتوقف على صياغة الإعلانات على المناشط وانتشارها لإيجاد قاعدة جماهيرية.. وأخيراً لا بد أن يجتمع الإعلاميون والإعلاميات مع النادي لوضع خطة يصل بها صوت النادي إلى كل بيت ومؤسسة تعليمية ، ومن هنا سيخرج مبدعون ومبدعات من وراء كواليس الغياب والإهمال.