حصلت الحكومة الإسرائيلية التي شكلها زعيم اليمين بنيامين نتانياهو مساء الثلاثاء على ثقة الكنيست بأغلبية 69 صوتاً من أصل 120 عضواً في الكنيست. وأبدى رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد بنيامين نتانياهو استعداده للتفاوض حول السلام مع الفلسطينيين، لكنه رفض الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة، وذلك خلال مثول حكومته امام البرلمان لنيل الثقة. من جهة أخرى، هاجم نتانياهو إيران بشدة محذرا من إمكان امتلاك هذا "النظام الاصولي" سلاحا نوويا. وقال نتانياهو الذي يتزعم حزب الليكود "اقول لقادة السلطة الفلسطينية: اذا أردتم السلام فعلا، فيمكن التوصل الى السلام. ان الحكومة برئاستي ستتحرك لبلوغ السلام على ثلاث جبهات: اقتصادية وأمنية وسياسية". وأضاف "سنخوض مفاوضات سلام دائمة مع السلطة الفلسطينية بهدف التوصل الى اتفاق نهائي، ولا نريد أن نحكم شعبا آخر. لا نريد التحكم في مصير الفلسطينيين". وأكد نتانياهو انه في إطار "اتفاق نهائي"، سيتمتع الفلسطينيون "بكل الحقوق ليحكموا أنفسهم، باستثناء تلك التي من شأنها أن تشكل خطرا على أمن دولة اسرائيل ووجودها". وامتنع عن الاشارة الى دولة فلسطينية مستقلة. وتلا نتانياهو الذي تولى رئاسة الوزراء بين 1996 و1999 برنامج حكومته الذي لم يتضمن أي إشارة الى دولة فلسطينية واكتفى بالقول انه "يلتزم احراز تقدم في عملية السلام مع جيراننا". وتهيمن احزاب اليمين واليمين المتطرف على الحكومة الاسرائيلية الجديدة، ما يثير مخاوف من عدم استمرار عملية السلام، وخصوصا ان نتانياهو يرفض قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، الأمر الذي يحظى بدعم الولاياتالمتحدة وأوروبا. وعلق الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة فرانس برس ان "هذه العبارات بداية غير مشجعة مع هذه الحكومة". وأضاف ان "المطلوب من الادارة الاميركية ان تضغط على حكومة نتانياهو للالتزام باسس عملية السلام وهي الارض مقابل السلام ونعني بالارض استعادة جميع الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في الرابع من حزيران - يونيو 1967 بما فيها القدسالشرقية". وعن إيران التي تشتبه اسرائيل والدول الغربية في سعيها الى امتلاك سلاح نووي تحت ستار برنامج نووي مدني، قال نتانياهو "يأتي أكبر خطر على البشرية وعلى اسرائيل من إمكان امتلاك نظام أصولي السلاح الذري". وأضاف ان "الشعب اليهودي استخلص عبره، ولا يسعه ان يحني الرأس أمام طغاة يهددون بتدميره. وعلى عكس ما شهده القرن الماضي، لدينا اليوم وسائل الدفاع عن انفسنا. ونعلم كيف نحمي انفسنا". وتضم الحكومة الائتلافية الجديدة ثلاثين وزيرا بينهم نتانياهو. وتستند الى قاعدة برلمانية من 69 نائبا من أصل 120 في الكنيست. ويتولى القومي المتطرف افيغدور ليبرمان زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" والمعروف بمناهضته للعرب حقيبة الخارجية فيها. ويضم الائتلاف الحكومي الى جانب الليكود (27 مقعدا)، اسرائيل بيتنا (15 مقعدا) وحزب العمل (يسار، 13 مقعدا) وحزب شاس الديني لليهود الشرقيين (11 مقعدا) والبيت اليهودي الذي يمثل المستوطنين (ثلاثة مقاعد).