حذر مدققون اميركيون في الحسابات الحكومية أول أمس من مخاطر تكرار الاخطاء التي ارتكبتها الولاياتالمتحدة في اعادة اعمار العراق والتي ادت الى هدر مليارات الدولارات، مجددا في افغانستان. وصدر هذا التحذير قبل ايام من كشف الرئيس باراك اوباما استراتيجيته الجديدةلافغانستان التي يتوقع ان تنص على زيادة المساعدات المدنية ومساعدات اعادة الاعمار. وقال ستيوارت باون المفتش العام الخاص لاعادة اعمار العراق لاعضاء الكونغرس انه يقدر المبالغ التي اهدرت منذ 2003 في اطار الجهود الاميركية لاعادة اعمار العراق بثلاثة الى خمسة مليارات دولار. واوضح باون الذي يشرف على حسابات اعادة اعمار العراق منذ 2004 انه التقى اخيرا رئيس شركة الكهرباء الاميركية العاملة في افغانستان والتي سبق وعملت في العراق. واوضح ان رئيس الشركة "قال لي: قرأت جميع تقاريرك وانت على حق، حصل هدر كبير". وتابع "لكنه اضاف: اريد ان اقول لك ان الامر نفسه سيحصل الآن في افغانستان"، وان هدرا كبيرا يحصل هناك وان الدروس التي تعلمناها في العراق لا تزال تنتظر تطبيقها فعليا في افغانستان". وحذر المفتش من انه ما لم تأخذ جهود اعادة اعمار افغانستان "بالدروس المستخلصة في العراق، فسوف نشهد هدرا كبيرا لدولارات دافعي الضرائب" الاميركيين. اما في العراق، فقال باون ان العامل الاول المسبب لارتفاع النفقات يكمن في العقود التي يتقاضى بموجبها المتعاقد بدل التكلفة الاجمالية زائد نسبة ارباح، مهما كانت التكاليف الاضافية التي يتكبدها. ويذكر في هذا الاطار ان اوباما اعلن في وقت سابق هذا الشهر ان ادارته ستعمد الى مراجعة هذا النوع من العقود. وتوقيع هذا النوع من العقود في العراق يعني في غالب الاحيان زيادة كلفة التدابير الامنية، غير ان باون تحقق من حصول عدة تجاوزات. ومن هذه التجاوزات مشروع بناء سجن خان بني سعد الذي فازت به شركة بارسونز ديلاوير لقاء 40 مليون دولار في محافظة ديالى وقد سلم نصف مكتمل الى الحكومة العراقية. وقال باون "ان العراقيين يصفونه بانه اكبر نموذج" على هذا الهدر، واصفا اياه بانه "مثال فاضح عن اخفاق اعادة الاعمار".