صرخت إلينا فرحة فور علمها أن الكونغرس الامريكي أصدر قرارا من شأنه أن يسمح لها برؤية شقيقها المقيم في ميامي مرة أخرى قريبا. وقالت الموظفة المقيمة في هافانا " الكوبيون منفصلون عن بعضهم البعض لأسباب اقتصادية أكثر من أي شيء آخر البعض هنا والبعض هناك.إننا أسرة كبيرة لكن يفصلها البحر". وخفف الكونغرس من القيود على السفر إلى كوبا في إطار فاتورة إنفاق بقيمة 410 مليارات دولار اجتازت التصويت النهائي من قبل مجلس الشيوخ . وتلغي الفاتورة التي تحدد الانفاق حتى نهاية العام كافة المخصصات اللازمة لفرض قيود على السفر كانت قد فرضتها إدارة الرئيس السابق بوش عام 2004. وسيسمح هذا التغيير للأسر الامريكية من اصل كوبي بزيارة ذويها في الجزيرة الكاريبية مرة كل عام والبقاء هناك لأي وقت شاؤوا. وحددت القيود التي فرضت عام 2004 تلك الزيارات بواحدة كل ثلاثة أعوام على ألا تزيد مدة الزيارة على أسبوعين واستبعدت الاقارب من الدرجة الثانية مثل الخالات والاعمام وأبنائهم. كما رفع مجلس الشيوخ الأمريكي قيمة المبلغ المسموح للأمريكيين من اصل كوبي بإنفاقه في كوبا من 50 دولارا إلى 179 دولارا في اليوم الواحد أثناء إقامتهم هناك. ولم تنقل وسائل الاعلام الكوبية الخبر على الفور لكن المواطنين ظلوا يتناقلونه فيما بينهم طوال اليوم وقد أحس الكوبيون بالراحة والسعادة إزاء هذه الفرصة التي سنحت لهم لزيارة الاقارب بشكل أكبر. وقالت كارمن التي توجه ابنها الاكبر إلى الولاياتالمتحدة العام الماضي " لم أسمع الخبر هنا لكني علمت به أمس عبر البريد الالكتروني" كانت كارمن قد سلمت بأنها لن تستطيع رؤية ابنها مرة أخرى قبل عام 2011 على الاقل وهكذا رحبت بالتغيير أيما ترحيب. وقالت وهي تغالب دموعها " سأرى ولدي مرة واحدة كل عام على الاقل لأني لا أقوى على السفر للخارج". وقد أعرب كثيرون عن فرحتهم الغامرة بعودة اللحمة بين الاسر مرة أخرى الامر الذي يعني عادة أيضا تحويل أموال من الكوبيين الاثرياء نسبيا في الولاياتالمتحدة إلى ذويهم في الجزيرة. وقالت الينا / 45 عاما/ عن القيود " الجميع هنا كان ينتظر ذلك لقد عانينا بما يكفى من القرارات السابقة التي قيدت السفر. هناك اسر كثيرة مقسمة وكثيرون يعيشون أوقاتا عصيبة . لم يكن ثمة منطق أو معنى في كل هذا". وتقول إن والدها توفي في الولاياتالمتحدة ولم تستطع السفر إلى هناك بسبب القيود. وقد احتفى بالنبأ الخبير الاقتصادي المعارض أوسكار اسبينوزا شيبي الذي طالما طالب بإنهاء الحظر الامريكي على كوبا. وصرح لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) بقوله " إنه أمر إيجابي للغاية بالنسبة للكوبيين أن تتاح لهم الفرصة للسفر إلى كوبا كل عام و أن ينفقوا أكثر ويساعدوا أسرهم بشكل أكبر ". وأضاف قائلا إنه يتعين على حكومة الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الآن تقديم بعض الدلائل على حسن النوايا. وقال الخبير الاقتصادي المعارض " اعتقد أن عليه أن يرد على الايماءة الآن ببعض الاجراءات". وقال " كنت أتمنى أكثر بكثير مما وافق عليه ( مجلس الشيوخ الامريكي) لكن كما يقول المثل الصيني فإن طريق الالف ميل يبدأ بخطوة". ويتفق الناس في الشارع مع هذا الرأي. وعقبت إلينا قائلة " منذ صار باراك أوباما رئيسا والناس تتوقع قدرا كبيرا من الانفتاح ثمة تكهنات كثيرة والكل يؤيد التغييرات". ويتفق الميكانيكي انريك / 30 عاما / معها في الرأي ويقول " لدينا آمال كبار في أوباما بالطبع . انه شيء مختلف. وكل من يراه كذلك تحدوه آمال كبار فيه. وحتى لو لم يحدث شيء سيظل الأمل موجودا".