ونقصد به قيام الرؤساء والمشرفين بمتابعة أعمال وانضباط مرؤوسيهم ميدانياً وليس من خلف المكاتب ذلك ان المشرف الإداري يقوم في مجالات الأعمال المختلفة بدور بارز فيما يتعلق بتحقيق الأهداف التي تطمح اليها الجهة او المؤسسة التي يعمل فيها وذلك لأن المشرف لا يصل الى مهمة الاشراف الا بعد سنين طويلة من الممارسة والخبرة، ولأن المشرف يعدّ مسؤولاً عن موظفين آخرين يعملون تحت إشرافه فهو مسؤول في هذا الجانب عن الآتي:- - انضباط الموظفين المرؤوسين في وقت الدوام، وأن يكون أسوة حسنة لهم في ذلك، فالمشرف ينبغي أن يكون حاضراً على رأس العمل قبل مرؤوسيه وأنه لا صحة لما كان سائداً بين الناس بأن الشخص إذا اصبح مشرفاً او مديراً فهو في حل من التقيد بوقت الدوام وأنه ينبغي أن يكون حضوره لمقر العمل بعد تكامل حضور مرؤوسيه، فهذه النظرة القديمة انتهت والنظرية المعمول بها حالياً ان المدير او المشرف او رئيس القسم ينبغي ان يتقيد بوقت الدوام، فيحضر في الوقت المحدد وينصرف في الوقت المحدد، ولا يخرج خلال وقت الدوام الا لغرض يتعلق بالعمل او لضرورة ملحة خاصة به وبعد ان يحصل على موافقة رئيسه. فالمرؤوسون اذا شاهدوا رئيسهم بهذا الانضباط في الدوام فإن ذلك سوف ينعكس عليهم إيجابياً لا محالة. ٭ أن يقوم الموظفون بأداء أعمالهم بالدقة والأمانة والإخلاص الى درجة ان يستشعر الموظف عندما يقوم بدراسة أي معاملة بأن هذه المعاملة تخصه او تخص أحد أقاربه او أحد معارفه، فعلى كل موظف ان يبذل قصارى جهده فيما يحقق مصلحة صاحب المعاملة، وبما لا يتعارض مع الأنظمة واللوائح التي تحكمها، فالموظف يكون قد قصر في واجبه وأساء الى ضميره وذمته عندما لا يعطي صاحب المعاملة حقه الذي ورد في الأنظمة، وبالمقابل يكون الموظف قد ارتكب مخالفة ولم يف بالأمانة عندما يعطي صاحب المعاملة حقاً ليس له إما تعمداً وإما إهمالاً. فالواجب على الموظف في هذا الصدد هو إعطاء الحقوق لأصحابها وبما لا يخل بالأنظمة والتعليمات. - ان يتعامل الموظفون مع المراجعين بأسلوب حضاري يدل على وجود الوعي واحترام وتقدير الآخرين، فالمراجع وإن كان صاحب مصلحة الا انه ينبغي ان يحظى بالاستقبال الجيد والكلمة الطيبة وطلاقة الوجه من الموظف، لكون ذلك يتمشى أولاً مع تعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على مكارم الأخلاق :«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» الى درجة انه جعل التعامل بين الناس بالصدق والأمانة والكلمة الطيبة في حكم الصدقات، فقد ورد في السنة الشريفة: «الكلمة الطيبة صدقة» كما ورد: «إن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم أخلاقاً»، وثانياً لأن تحلي الموظف بالأخلاق الفاضلة مع المراجعين وغيرهم يتمشى مع القواعد النظامية التي جعلت التعامل مع المراجعين أحد الواجبات الوظيفية وأحد عناصر تقويم الأداء الوظيفي للموظف او ما يعرف بتقدير الكفاية. وذلك لأن التعامل مع المراجعين بالأخلاق الفاضلة يدخل في نفوسهم الثقة والاطمئنان ويولد لديهم الشعور بأن حقوقهم في أيد مخلصة وأمينة ويخفف عليهم وطأة عدم الموافقة على معاملاتهم. فالكثير من المراجعين الذين يحظون باستقبال جيد من الموظفين ورؤسائهم يثنون على هذا التعامل حتى ولو لم تنتهِ معاملاتهم إلى ما يرغبون فيه، فكأن لسان حالهم يقول بأنهم لم يوفقوا في معاملاتهم ولكنهم وفقوا الى رجال طيبين وهم بالطبع يقصدون الموظفين الذين استقبلوهم برحابة صدر وطلاقة وجه. إذن نخلص مما تقدم الى أن انضباط الموظف في عمله وقيامه بأداء عمله بالدقة والأمانة والاخلاص، وتعامله الإنساني والحضاري مع مراجعيه يعد من أهم الالتزامات التي تقع على عاتقه، وأن عليه القيام بها من تلقاء نفسه وبما يملي عليه ضميره.