قرأت في «الرياض الاقتصادي» في عدد الخميس 22/3/1430ه خبراً صغيراً بعنوان «المدرس الروبوت يثير الانتباه في المعرض الدولي للتعليم الإلكتروني». إنه المعلم الآلي الذي اخترعته شركة كورية حسب التقرير الذي أعدته الأخت أمان الخالد والروبوت مزود من الداخل بجهاز حاسب آلي كامل مع نظام تحكم في الحركة والصوت ويمكنه نطق الكلمات العربية، ويمكن ربطه بالشاشات الذكية والتحكم به بحيث يستطيع المعلم بناء درس متكامل يقوم الروبوت بتقديمه للطلبة، والجهاز مزود بحساسات للصوت واللمس ويمكنه التفاعل مع الطلاب حسب جودة البرنامج. ما أتمناه هو ان لا يتوفر هذا الجهاز في مدارسنا وأن لا ننظر إلى تطوير التعليم من زاوية التقنية، وهذا الروبوت الذي أشار التقرير إلى انه يمكنه التفاعل مع الطلاب حسب جودة البرنامج لا يمكن ان يحقق نفس التفاعل البشري بين المعلم والطالب. وبما أن الحاسب الآلي موجود في المدارس فلا حاجة لجهاز مثل هذا الروبوت وإذا كان الحديث عن تطوير التعليم فإن الأولوية والأهمية هما لتطوير الطرق والأساليب وتطوير دور المعلم، ومراجعة المناهج، وبيئة المدرسة وما يقوم فيها من أنشطة صفية وغير صفية. المعلم الآلي لا يختلف عن جهاز الحاسب الآلي والبرامج والتطبيقات الحاسوبية المتوفرة وهي أدوات مساعدة وتقنيات تستخدم لأهداف محددة ولكنها لن تكون بديلاً للمعلم. التعليم سيتطور بتطوير المعلم الإنسان وأول خطوة في هذا الطريق هي مراجعة برامج إعداد المهام، ومعايير القبول، والدورات التدريبية التطويرية التي يفترض ان تتوفر في المسار المهني للمعلم. التعليم سيتطور عندما يصبح الاختبار وسيلة وليس غاية وتصبح مهارة الحفظ احدى المهارات التي يمكن من خلالها قياس قدرات الطلاب، لكنها مهارة واحدة غير كافية لتقييم شخصية الطالب من كافة الجوانب، وغير كافية لمعرفة قدرة الطالب على التحليل، واتخاذ القرارات، والعمل الجماعي، وإجراء البحوث. التعليم سيتطور عندما نضع المقررات المدرسية تحت مجهر تقييم موضوعي تربوي يتفق مع السياسة التعليمية، والرؤى المستقبلية التي يسعى الوطن إلى الوصول إليها. التعليم سيتطور بتوفر الإدارة المدرسية ذات الشخصية الإدارية التي تتمتع بالصلاحيات والإمكانات. الإدارة المدرسية ستكون ناجحة عند اختيار المدير المناسب وتركه يعمل ويمارس صلاحياته ويتخذ قراراته انطلاقاً من مسؤولياته دون انتظار لتعاميم وتعليمات الوزارة، فإذا توفرت اللوائح والأنظمة والعمل المؤسسي فلا حاجة للتعاميم. التعليم سيتطور عندما يكون لدينا اختبار يقود إلى التعلم، وليس تعليماً يقود إلى الاختبار.