نجحت إدارة مدرسة ابتدائية في تطبيق برنامج فصلي رقمي لا يحتاج إلى واجبات أو حقائب وأثقال يحملها الطفل على كتفيه كل صباح. التجربة بدأتها المدرسة في فصل واحد يدرس فيه 30 طالباً، ولقيت التجربة التي أقدمت عليها ابتدائية ابن جبير في الخبر نجاحاً لافتاً حين وضعت طلاب الصف الثاني في واقع تعليم رقمي مغاير لواقع السبورات والدفاتر، وأسست شبكة تعليم داخل الفصل، واضعة نظام التفاعل بديلاً لنظام المقاعد التقليدي. وقال أستاذ الصف هلال المغيربي إن النتائج مذهلة، حيث حقق التقويم اليومي النسبة الكاملة لدى جميع الطلاب، مشيراً إلى أن العملية التعليمية بتفاعلاتها تتم عبر الأجهزة, وهو ما ساعده على قياس نسبة استيعاب الطالب للدرس ومدى نجاح المعلم في أدائه في الشرح. المغيربي أوضح أن الطريقة الحديثة ستصل إلى مستوى الاستغناء تدريجياً عن الواجبات المنزلية لوجود وقت كاف للتعلم داخل الفصل، وكذلك الاستغناء عن حمل الكتب المدرسية لتوفر نسخ إلكترونية من المقررات في الحاسب، وكذلك الاستغناء عن الاختبارات التحريرية لتوفر اختبارات ذاتية تعتمد على البحث والتجربة والجهد البدني والذهني والعرض الشفوي والمشروع الميداني. ويضيف المغيربي "كما أفادت التجربة في تقليص وقت شرح الدرس إلى 20 دقيقة، فضلاً عن تمكن المعلم من تقويم شامل لكل طالب في الفصل بطريقة فورية وسريعة، وتقليص هدر الوقت في التصحيح، فضلاً عن اكتساب الطالب مهارة التقنية والكشف عن عبقرية كل طالب وإبداعاته بشكل منفصل لاطلاع المعلم على كل مشاركة من جميع الطلاب". وعن آلية العمل أشار المعلم إلى أن النظام يتكون من برنامجين: أحدهما برنامج المعلم الرقمي ويكون في جهاز المعلم، والثاني هو برنامج التلميذ الرقمي ويكون في جهاز التلميذ. ويقوم الأول بإرسال أسئلة مختلفة، اختيارية أو مقالية، ليتلقى الإجابة فوراً عبر جهازه من جميع الطلاب، وبالتالي يتم التقويم الشامل لكل طالب بشكل يومي على كل سؤال، ومن ثم تقييمه وحفظه المعطيات في قاعدة بيانات، ثم تتم طباعة التقرير بشكل يومي ويمكن أن يطلع عليه ولي الأمر، أو يستفيد منه المعلم في معرفة نسب الاستيعاب لدى الطلاب في الفصل ومستوى أدائه وشرحه للدرس. ومن جهته اوضح مدير المدرسة عبدالعزيز القو ل "الوطن" أن تلاميذ الفصل يمتازون بالمهارة التقنية وسرعة التنقل في أوامر الحاسوب بشكل مميز، موضحاً أن تجهيز الفصل الرقمي الواحد يكلف 100 ألف ريال ل 30 جهازاً، إضافة إلى تكلفة البرمجة المتصلة ونظام "السيرفر". وأضاف أن إتمام المشروع وترحيل الطلاب للصف الثالث بأجهزتهم يتطلب افتتاح فصل رقمي جديد. واقترح أن يدعم المهتمون بالحركة التعليمية من رجال الأعمال في المنطقة التطوير التقني في المدارس. كما عرض القو اقتراحاً قدمه المعلم المغيربي صاحب التجربة، وهو تحمل المعلم الراغب بافتتاح فصل لتلاميذه نسبة 50% من التكاليف يسددها للمدرسة بنظام التقسيط، كما تتحمل إدارة المدرسة توفير النسبة الباقية حسب الأسهم للمقصف المدرسي، واعتبره اقتراحاً اختيارياً للمعلم، مشيراً الى رغبته في افتتاح فصلين رقميين في العام المقبل أحدهما للصف الأول الابتدائي والآخر للصف الثالث.