أبلغ مصدر رفيع المستوى "الرياض" أن الأردن لم يحسم بعد مستوى مشاركته في قمة الدوحة المقررة أواخر الشهر الحالي"، مؤكدا على أن " بلاده لن تغيب عن القمة". لكنه :"رجح تخفيض مستوى التمثيل " . وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه أن : "الأردن وعلى كل المستويات الرسمية والشعبية منزعج من الموقف القطري الذي سمح ببث حلقات تسيء للأردن والملك حسين بن طلال عبر برنامج مع "هيكل" الذي يبث على فضائية الجزيرة ويقدمه الصحافي المصري محمد حسنين هيكل" . وأعرب المصدر عن أمله بتصريحات قطرية واضحة تجيب على أسئلته لجهة التوقيت والأسباب والدوافع". وعلل بث الحلقات في هذا التوقيت بوجود هدف قطري متعمد وراء إزعاج الأردن لدفعه لعدم حضور القمة أو تقليل حجم تمثيله فيها، فضلا عن إحراجه أمام حلفائه من محور الاعتدال العربي. وواصلت الجزيرة الخميس الماضي بث الجزء الثاني من برنامج "مع هيكل" والذي تعرض فيه بشكل مباشر لموقف الملك حسين في حرب حزيران / يونيو 67. ويذكر أن الحكومة الأردنية بذلت مساعي دبلوماسية على مستوى عال مع قطر لوقف "مسلسل إساءات هيكل" لكنها فشلت في إيقاف بث الحلقات الخاصة بتاريخ الأردن. وشن الإعلام الأردني هجوما واسعا على هيكل منذ الخميس الماضي متهما إياه بمحاولة إثارة الفتنة بين الدول العربية قبيل انعقاد قمة قطر. وحملت الصحف الاردنية بعنف امس على قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية لبثها برنامجا اعتبرت انه يتضمن "اكاذيب وافتراءات" بحق الملك الراحل الحسين بن طلال، متهمة القناة ب "نبش الماضي وتسليط الاضواء على ما لا يصب في خانة قوة العرب وتضامنهم". وتأتي هذه الحملة بعد بث قناة الجزيرة الجزء الثاني من برنامج "مع هيكل" حول العائلة المالكة في الاردن، يقدمه الصحافي المصري محمد حسنين هيكل. وكانت هذه الصحف شنت حملة عنيفة ايضا الاسبوع الماضي بعد بث الجزء الاول. وقالت صحيفة "الرأي" الحكومية في افتتاحيتها " لقد كان اولى بالجزيرة ان تصرف النظر عن حديث الفتنة الذي تطرحه ملفات (مع هيكل) التي ادرك مشاهدوها بالامس القريب انها تعلقت بشخص المغفور له الملك حسين". واوضحت الصحيفة ان "هذه الحلقات من نبش الماضي لا تخدم اي هدف قومي ولا تفضي ايا كانت اتجاهاتها الى توثيق الصلات العربية"، مشيرة الى ان "توقيتها يؤكد اصرار الجزيرة على لعب دور تخريبي للجهود المبذولة لتنقية الاجواء وتوثيق المصالحة العربية". وخلصت الصحيفة الى القول ان "الاردن سيبقى يسعى للم الصف العربي لمواجهة استحقاقات المرحلة الحاسمة التي تمر بها، وسنصرف السمع والنظر على ما اعتادت عليه الجزيرة، التي دأبت على انتهاز الفرص لوضع العصا في دواليب الجهود التي يبذلها المخلصون من ابناء هذه الامة لاعادة اللحمة". ومن جهتها، رأت صحيفة "الغد" في مقال داخلي ان "الجزيرة التي انهمكت في بث اكاذيبها وافتراءاتها ضد الملك الراحل الحسين لا تقيم اي وازع للعلاقات العربية العربية، ويسؤوها ان يكون العرب مقبلين على عقد قمتهم التضامنية في الدوحة". ورأت ان "الجزيرة التي تتغنى صبح مساء بالمهنية والمصداقية تنسى كل هذه الشعارات عندما يتعلق الامر بطعن تاريخ رجل عظيم كالحسين صنع على نحو اسطوري بلدا وحماه من العواصف والاعاصير رغم انف هيكل المصاب بعقدة الحسين". اما صحيفة "الدستور" شبه الحكومية فقالت "كنا نتمنى على الزملاء في الجزيرة، ان لا يقبلوا بمبدأ اهانة ومس من رحلوا، ومس مقام العائلة الهاشمية، عبر الحديث عن اصابة الهاشميين بانفصام الشخصية، وهو تعريض بعائلة حاكمة، ولا تقبل اي عائلة في الدنيا، التعريض بها فما بالنا بعائلة تنتسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم".