أضفى حضور سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، أمسية الخميس الماضي من مسيرة شاعر المليون في نسخته الثالثة تألّقاً وجمالاً على فعاليات المنافسة، وحافزاً معنوياً كبيراً للشعراء المتأهّلين للمنافسة على البيرق، كما حضر الأمسية سعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار الشخصياّت . وفي الحلقة قبل الختاميّة، وبداية منافسات المرحلة النهائيّة، تنافس الشعراء الخمسة المتأهّلون للمرحلة النهائيّة وجميعهم من المملكة العربية السعودية، وهم: زياد بن حجاب بن نحيت، عايض الظفيري، عيدة الجهني، فهد الشهراني، محمد آل فارس التميمي. نتائج الحلقة الماضية في بداية الحلقة تمّ الإعلان عن نتائج التصويت الجماهيريّ على شعراء الحلقة الماضية، وتقضي آلية التنافس في هذه المرحلة بخروج الشاعر الأقلّ تصويتاً لينتقل خمسة شعراء للمرحلة النهائيّة والتنافس على البيرق، وأسفرت نتيجة التصويت عن خروج الشاعر الكويتي محمد المويزري الرشيدي، حيث حصل على أقلّ نسبة من أصوات الجمهور . ومع خروج المويزري من ميدان المنافسة أصبحت الكويت خارج المنافسات في هذه النسخة، لتنحصر المنافسة ولأوّل مرّة بين شعراء من دولة واحدة، المملكة العربيّة السعوديّة. والجدير بالذكر أنّ المويزري هو أوّل شاعر كويتي يصل إلى هذه المرحلة منذ انطلاقة شاعر المليون في نسخته الأولى. آلية التنافس في المرحلة الأخيرة بعد الإعلان عن الشعراء الخمسة المتأهّلين للمنافسة على البيرق، أعلن سلطان العميمي، عن آلية التنافس في هذه الحلقة، ومعايير التحكيم في المرحلة النهائيّة، وأوضح أنّ المنافسة تنقسم إلى جزءين، يتضمّن الجزء الأوّل مشاركة الشعراء بقصيدة رئيسة حرّة الوزن والقافية والموضوع، ولم يسبق للشاعر أن شارك بها أو نشرها في وسيلة إعلاميّة، ويتضمّن الجزء الثاني مجاراة الشعراء لإحدى قصائد الشاعر محمد بن فطيس المري الحائز على بيرق شاعر المليون في نسخته الأولى، ومنحت اللجنة مدة نصف ساعة للشعراء لمجاراة القصيدة، كما بيّن العميمي أنّ درجة تقييم اللجنة في هذه المرحلة هي (60%) ودرجة التصويت الجماهيريّ (40%)، وسوف تمنح اللجنة لكلّ شاعر درجاتها من (30%) في هذه الحلقة، وتحتفظ بنسبة (30%) للحلقة النهائيّة، التي يستمر التصويت الجماهيريّ فيها إلى نهاية المنافسات. المنافسة تميّزت منافسات الأمسية بالقوّة والتحدي والإثارة والإبداع وتميّز النصوص والحضور والأداء لجميع الشعراء وفي جزءي المنافسة، وقدّموا نصوصاً مبدعة، وتمكّنوا من مجاراة قصيدة ابن فطيس بمقدرة عالية وتمكّن وإبداع. أوّل الفرسان الشاعر زياد بن نحيت شارك بنصّ جميل عن الطبيعة، ونال على إشادة وثناء أعضاء لجنة التحكيم، حيث أشاد الدكتور غسان الحسن بغرض النصّ ورأى أنّ الوصف الذي بدأ به الشاعر كان وصفاً دقيقاً وتفصيليّاً، جاءت الألوان والروائح والأصوات فيه متوائمة في جوّ جميل، كما أشاد بالأسلوب الذي اتّبعه الشاعر في مقاربة الموضوع، وأشار إلى الكثير من الصور الجميلة في النصّ. ثاني الفرسان الشاعر عايض الظفيري، شارك بنصّ جميل أثنى عليه حمد السعيد ببحره وتسلسل أفكاره ووصف الشاعر بالمبدع. الصوت النسائي الوحيد والمستمر في المنافسات عيدة الجهني كانت ثالثة المتنافسين، وشاركت بقصيدة جميلة، أشاد بها العميمي، ورأى أنّ فيها الكثير من الفخر والاعتزاز بالذات وفيها رسالة وإتقان في صياغة الصور الشعريّة، وقال إن المستوى الفنّي للنصّ مرتفع البناء وجاء اختيار الشاعرة للمفردات جميلا وموفقاً. رابع الفرسان الشاعر فهد الشهراني،ألقى قصيدة غزليّة جميلة، رأى الصفوق أنّها تحمل جماليّات متفرّدة وبدت في بعض أبياتها عادية ومباشرة، وأشار إلى أنّ الشاعر لم يحاول الابتكار وهناك تكرار في بعض الصور الشعريّة. الشاعر محمد آل فارس التميمي كان مسك ختام منافسات الجزء الأول في الحلقة، وشارك بنصّ متألّق، أشاد به المريخي، وتحدّث عن القيمة الفنيّة في الشكل والمضمون والقيمة الموضوعيّة للنصّ والتي كانت رائعة، ورأى الحسن. تنازل "الشبرمي" بعد انتهاء الجزء الأوّل من المنافسات اعتلى شاعر مليون النسخة السابقة"خليل الشبرمي" التميمي كرسي الشعر على المسرح، وألقى قصيدة نالت على استحسان وإعجاب الحضور، ثم أعلن رغم استعداده للمشاركة إلا أنّه آثر التنازل لإفساح المجال أمام الشعراء المتأهلين للتنافس على البيرق الثالث. منافسات الجزء الثاني في الجزء الثاني من المنافسات قدّم الشعراء قصائد جميلة ومتألّقة جاروا فيها قصيدة الشاعر محمد بن فطيس، وأبدعوا في مجاراتهم، حيث أشاد أعضاء لجنة التحكيم بأداء الشعراء الخمسة، وسجّلوا بعض الملاحظات، ورأوا أنّ الجميع أحسن صنعاً فيما قدموا من مجاراة في كلّ نص، واستطاعوا لفت الأنظار تجاههم من خلال إبداعاتهم الشعريّة في هذه المجاراة الجميلة. "بن فطيس ا لمري" ضيف شرف الأمسية تميّزت الحلقة بمشاركة الشاعر القطري محمد بن فطيس المري ضيفاً على البرنامج، حيث ألقى عدداً من قصائده العابقة بالشعر والإبداع، وبدأها بقصيدة متفرّدة في مديح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، و ولي عهد أبوظبي، ثم ألقى قصيدة بيّن فيها حال الساحة الشعرية والإعلام الشعبيّ الذي كان سائداً قبل انطلاق برنامج شاعر المليون الذي غيّر الساحة ومن توجهات الإعلام الشعبي، واختتم ابن فطيس بواحدة من قصائده الغزليّة الجميلة. درجات لجنة التحكيم في نهاية الحلقة أعلن عن الدرجات الممنوحة من لجنة التحكيم للشعراء المتنافسين، حيث حصل الشاعر عايض الظفيري على أعلى درجة تقييم اللجنة (28 من 30) وحصل فهد الشهراني على (26 من 30) بينما حصلت الشاعرة عيدة الجهني (25 من 30) ونال الشاعران زياد بن نحيت ومحمد التميمي، درجة متساوية (24 من 30) وانتقل الشعراء إلى مرحلة التصويت الجماهيريّ الذي يستمر إلى نهاية المنافسات في الحلقة القادمة والنهائيّة، والتي ستقوم اللجنة في نهايتها بمنح درجة من (30) والإعلان عن فارس النسخة الثالثة ومنحه البيرق واللقب في احتفالية الختام والتي ستكون سعودية بامتياز.