كشف عضو جمعية حقوق الإنسان في جدة المهندس طلال قستي عن مخالفات نظامية في تشييد أبراج الجوال في المناطق السكنية، وذلك خلال ندوة حول أبراج الجوال وأثرها على الإنسان عقدت أول من أمس في مقر الجمعية، وذلك بحضور مدير فرع الجمعية الدكتور حسين الشريف ونائب المحافظ للشؤون الفنية لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله الضراب وعضو المجلس البلدي الدكتور حسين البار، وعدد من المختصين في مجال تقنية الاتصالات إلى جانب مهندسين تابعين لشركتي الاتصالات السعودية وموبايلي. وأشار قستي خلال ورقة عمل قدمها إلى أن هناك مخالفات نظامية وقعت فيها شركات الاتصالات من خلال بناء أبراج داخل الأحياء السكنية، وذلك على خلفية توجيه من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية صدر عام 2004 إلى جميع الأمانات والبلديات بعدم السماح بتركيب أبراج ومحطات التقوية أو الهوائيات أو أي أجهزة أخرى للاتصالات اللاسلكية بالمواقع المخصصة للاستخدام السكني تحت اشتراطات الموقع، مضيفاً أن منظمات دولية ومنها منظمة الصحة العالمية لم يثبت لديها علمياً ما يؤكد وجود أخطار ضارة وصحية سواء قصيرة الأمد أو في المستقبل بسبب قرب أبراج الهواتف النقالة، مؤكداً في الوقت نفسه أن منظمة الصحة العالمية كان لها موقف وقائي من خلال توصية الحكومات بتبني معايير الأمان الدولية لحماية مواطنيها. من جهته أوضح المهندس طارق العمري مدير قسم التقنيات في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات خلال ورقة العمل أنه ليس هناك دليل علمي على أن الموجات اللاسلكية تسبب أمراضاً كالسرطان وغيره أو أن لها أضرارا صحية على الأمد البعيد، كون أن الأشعة المستخدمة في الاتصالات تكون من ضمن الأشعة غير المؤينة وتكون في أقل من 300 ميجا هرتز،مشيراً إلى أن المملكة ملتزمة بالضوابط الصادرة من الهيئة الدولية للحماية من الإشعاع غير المؤين، نافياً في الوقت نفسه ما يتردد من أن هيئة الاتصالات لم تقم بإجراءات وقائية حيث أشار إلى أن الهيئة عمدت إلى إجراءات منها إعداد دراسة عن تأثيرات أبراج الهاتف المتنقل على الصحة العامة، وإصدارات منها مواصفات خاصة في السلامة وضوابط خاصة بمحطات اللاسلكية ،إلى جانب العمل على قياسات ميدانية على مستوى المملكة . مداخلة الحضور أكدت تخوفهم من وجود تلك الأبراج في الأماكن السكنية والتي كان أبرزها مداخلة المهندس ديفيد من الجنسية الأمريكية يشير إلى أن أبراج الجوال في إحدى الولاياتالأمريكية يمنع تشييدها في الأماكن السكنية وتقتصر في بنايات البنوك والمباني التجارية العالية فقط إلى جانب مداخلة مدير الشؤون القانونية في بلدية جدة الذي أكد أن عددا من الأبراج شيد قبل خطاب سمو وزير الشؤون البلدية والقروية وخصوصاً أبراج الاتصالات السعودية، مؤكداً أن البلديات أزالت بعض الأبراج الواقعة في الأماكن السكنية، وملمحاً في الوقت نفسه إلى أن هناك تجاوزات ومخالفات صدرت من بعض تلك الشركات من ناحية تشييد تلك الأبراج في الأماكن غير المسموح بها نظاماً. وجاءت مداخلتا عضو المجلس البلدي الدكتور حسين البار والمهندس عبدالله الضراب كنوع من الاطمئنان والتأكيدات على عدم وجود أضرار صحية إلى الآن، إذ استند البار على أن أمريكا لديها تقنية الجوال منذ أكثر من 30 عاماً ولم يتم ظهور أي أعراض صحية بسبب أبراج الجوالات، في حين أكد الضراب أن سكنه في السابق بالقرب من برج جوال واستمر سبع سنوات. وأشار الضراب إلى أن هناك دراسة لجمع أبراج الجوالات في أماكن مشتركة إذ هناك عدة اجتماعات عقدت لتطبيق تلك الدراسة والتي ستكون بداياتها في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، مضيفاً أن هناك مؤتمرا سيعقد في الرياض وتحديداً في 8 ابريل من الشهر القادم سيكون هناك مختصون وعلماء في مجالات الاتصالات يظهرون من خلال المؤتمر أثر تلك الأبراج من عدمه على الإنسان. وجاءت توصيات اللقاء بضرورة الالتزام بالضوابط، والتي منها عدم السماح ب تشييد تلك الأبراج في الأماكن السكنية، ودعم شركات الاتصالات المشاريع البحثية في ما يخص الأبراج كنوع من المسؤولية الاجتماعية، إلى جانب أخذ الحيطة من إبعاد تلك الأبراج عن المدارس والحدائق، وتوعية المواطن حول الضوابط التي تتبع من قبل شركات الاتصالات خلال تشييد أبراجها.