قال الدكتور سليمان حداد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السوري إن التفاهم الذي حدث في قمة الرياض الأخيرة شكل خارطة طريق نحو خطوة ايجابية وممتازة إلى مؤتمر القمة المقبل في الدوحة ، وأنجز آلية لإدارة الخلافات بين الأطراف العربية مع بعضها "ومن المهم جداً أن يكون هناك تفاهم على هذه الخريطة فالعالم العربي معرض للمزيد من الشرذمة والانشقاق وعلينا أن نطرح كل ملفات العلاقات العربية - العربية بأسلوب توافقي بعيداً عن التشنجات وتطرح القضايا الخلافية من زوايا ايجابية". وقال حداد في حوار مع "الرياض" انه لا يعتبرالتأخير في تعيين سفير لسورية لدى لبنان مهماً قائلا انه أمر عادي جداً ، فالكثير من السفارات احياناً تفتح وتظل سنين بدون سفير فمثلاً لدى سورية علاقة متميزة مع قبرص منذ استقلالها وحتى الآن لا يوجد لدينا سفير هناك ، ولكن بكل تأكيد سورية ستعين سفيرا ، والتأخير لا يترجم ترجمة أخرى . وهنا نص الحوار: *أين تقف العلاقات العربية – العربية ؟ ** أحب أن أعود إلى الوراء قليلاً إلى عدة أيام والكلمة الجميلة التي قالها الملك عبدالله بأننا حفرنا حفرة عميقة ووضعنا خلافاتنا بها ، أجواء المصالحات أثارت الكثير من الارتياح في العواصم العربية ومع ذلك نحن نقول أإن علينا أن نعتمد على الواقعية أكثر من النظرية أنا أقول إن التفاهم الذي حدث في قمة الرياض شكل خارطة طريق نحو خطوة ايجابية وممتازة إلى مؤتمر القمة في الدوحة واجتماع الرياض أنجز كثيراً بإيجاده آلية لإدارة الخلافات بين الأطراف العربية مع بعضها ومن المهم جداً أن يكون هناك تفاهم على هذه الخريطة فالعالم العربي معرض للمزيد من الشرذمة والانشقاق ولكن الآن من المهم جداً أن تطرح كل ملفات العلاقات العربية - العربية بأسلوب توافقي بعيداً عن التشنجات وتطرح القضايا الخلافية من زوايا ايجابية ، صحيح قد يكون هناك اختلاف في الطريقة والأسلوب ... ولكن هل تعتقد أن أي دولة عربية من الممكن أن تقول بأنها ليست مع إيجاد حل سلمي لأزمة الشرق الأوسط او مع انسحاب اسرائيلي او مع قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس ، أريد ان أقول إن ما حدث بداية عملية جيدة لتنقية الأجواء العربية وطبعاً هناك شيء مهم جداً باجتماع الرياض بأنه تم وضع آليات لإدارة الخلافات العربية .. ونحن بدأنا نسلك الطريق ... إننا بحاجة إلى وحدة الموقف الواحد وبحاجة أن نتواجد كلنا في خندق واحد ، لو تقرأ الخارطة السياسية فإسرائيل أوصلت باليمين واليمين المتطرف إلى السلطة التي تقول أن لا صلح مع العرب ولا تنازل ولا تفاوض .. إلخ ، وكل ذلك يجعل من وحدة العرب ضرورية . *هل أثرت الأحداث السياسية الإقليمية والعالمية كوصول اليمين الإسرائيلي للسلطة والإدارة الأمريكيةالجديدة في انجاز عملية المصالحة العربية ؟ ** لا شك أن الرغبة في عمل اللقاءات العربية خطط لها من قبل أن يأتي اليمين الإسرائيلي إلى السلطة ، ولكن وجودها وقدوم هذه الحكومة العنصرية وإسرائيل التي ترفض السلام فهذا شجع ان يكون هناك وحدة عربية ، إضافة إلى ذلك أمريكا فالرئيس الجديد اوباما قد لا يوافق على هذا التوجه الإسرائيلي وهذا عامل ساعد أيضا . * قبل أيام تم افتتاح السفارة اللبنانية في دمشق وتمت تسمية سفير لبناني في سورية ، لكن برأيكم لماذا تأخرت دمشق عن تسمية سفير لها في بيروت ؟ ** هذا الموضوع لا اعتبره مهماً وهو عادي جداً ، فالكثير من السفارات احياناً تفتح وتظل سنين بدون سفير فمثلاً لدى سورية علاقة متميزة مع قبرص منذ استقلالها وحتى الآن لا يوجد لدينا سفير هناك ، ولكن بكل تأكيد سورية ستعين سفيرا والتأخير لا يترجم ترجمة أخرى ، والبحث عن سفير ملائم ومناسب هو السبب. *لكن البعض يترجمها ويفسرها تفسيرات أخرى ؟ ** قبل "سايكس - بيكو" كنا دولة وحدة نحن ولبنان والأردن وفلسطين ، ونحن نؤمن ان علاقات الصداقة والقربى والجيرة هي اكبر واهم من العلاقات السياسية الدبلوماسية .. بيننا وبين لبنان خمسين كيلاً .. والإخوة اللبنانيون أرادوا سفارتين في كلا البلدين وتم ذلك ، وسورية افتتحت سفارتها في لبنان قبل أن تفتتح سفارة لبنانية في دمشق ، ونحن في طريقنا لتعيين سفير. *بخصوص المفاوضات السورية -الإسرائيلية ، هل تتوقعون تقدما ما ، بعد وصول اليمين الإسرائيلي ؟ ** هذا الموضوع لا نفكر فيه لأن (إسرائيل) لا تريد السلام فهي تعلن أن لا اعتراف بإقامة دولة فلسطينية فكيف لنا ان نفكر بهذا الموضوع ، يجب علينا ان نأخذ الموضوع بشكل كامل كسلة واحدة ، فالقضية الفلسطينية هي قضية الشرق الاوسط نقول فلسطين والجولان ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا .. و(إسرائيل) غير جادة نحن لدينا تجارب معهم في "واي ريفر" وفي واشنطن ولدينا معهم تجارب كثيرة وكدنا ان نصل معهم في عهد اسحاق رابين إلى 90 % من الاتفاقيات وجاء بعده ايهود باراك ... ونحن ندرك ادراكا كاملا ان (اسرائيل) لا تريد السلام .. هناك ثوابت يجب ان تدرك (اسرائيل) والعالم كله ان لاحل اطلاقاً إلا بحل أزمة الشرق الأوسط ، بالنسبة لنا في سورية يجب على (إسرائيل) أن تنسحب انسحابا كاملا من جميع الأراضي العربية ولسنا مستعدين أن نتنازل عن حبة رمل واحدة .. *اليوم سورية أمام انفتاح أميركي ووساطة تركية ومصالحة عربية وتحالف إيراني ، هل بإمكانكم التوفيق بين هذه التجاذبات والتلاقيات؟ ** نحن مع الوفاق العربي والوئام العربي ، اما الانفتاح الاميركي فأميركا هي التي بدأت والكل يعرف كم عدد الوفود التي زارت دمشق وهم خطوا خطوة تجاهنا ونحن حريصون على أن نخطو خطوة تجاه أي جهة تخطو نحونا ، والولايات المتحدة تستطيع أن تحل الإشكالية ونحن تعودنا على أن أميركا لا تمسك العصا من النصف ولكننا متفائلون بأوباما . بخصوص تركيا لدينا مواقف جيدة معها وهي التي أرادت أن تكون عراباً لاستئناف المحادثات غير المباشرة بين سورية و(إسرائيل) وبتقديري وبالرغم من أن اليمين الإسرائيلي لا يمكن أن يفكر في المفاوضات ، فإننا نتمنى أن نأخذ كل حقنا بالمصافحة والسلم من أن نأخذه بالمقاومة وإن لم يكن ذلك فهناك طرق أخرى ، بالنسبة لإيران فنحن حريصون جداً على أن تبقى علاقتنا مع إيران جيدة وحريصون أكثر أن تكون علاقتنا مع كل الدول العربية جيدة ، نريد علاقات جيدة مع الدول العربية وإيران في آن واحد وهذا شيء طبيعي وعادي ، نحن لا يمكن أن نكون مع أي دولة في العالم ضد أي دولة عربية لكن إيران دولة صديقة وهي التي تقف ضد (إسرائيل) .. وموضوع المساومة على العلاقات بيننا وبين إيران غير دقيق .. هل نحن نقف بجوار إيران تجاه أي موقف خطأ ففي زمن الحرب العراقية -الإيرانية كان لسورية دور المهدئ بين طهران وبغداد.