برز الشاعر زياد بن حجاب بن نحيت من خلال مسيرته الشعرية في برنامج شاعر المليون؛ حيث قدم صورة مشرّفة للشاعر الوطني المهتم بقضايا وطنه وأمته بعيداً عن العصبية المقيتة؛ فأخذت موضوعات قصائده خطاً تصاعدياً من الهم المحلي إلى الإقليمي، وهو ما أشار إليه عضو لجنة تحكيم شاعر المليون د. غسان الحسن تحديداً. قضية أمة إحدى قضايا الأمة المهمة، بل هي قضية الساعة ألا وهي الأطماع الإيرانية في الخليج العربي، من احتلال الجزر الإماراتية (طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى) إلى الادعاء الكاذب بان مملكة البحرين تابعة تاريخياً لإيران، وليس انتهاء بإثارة الفتن في بعض الدول الخليجية من خلال تأليب المواطنين الشيعة لبث القلاقل في أوطانهم! لقد جاءت قصيدة الشاعر زياد بن نحيت بعنوان (مشنقة الخليج) كأول قصيدة في هذا الموضوع سواء في البرنامج أو خارجه، حيث تناول ابن نحيت هذا الموضوع الخطير والحساس والمصيري بالنسبة لمنطقة الخليج العربي، موضوع قصيدة الشاعر زياد منسجم تماماً مع موقف دولته التي هي الشقيقة الكبرى لجميع دول الخليج، والعمق الاستراتيجي والملاذ الآمن لهم.. تعليقات اللجنة، وتصويت تاريخي إجماع لجنة التحكيم على أهمية موضوع القصيدة وحيويته، دليل على أن الشاعر لماح في التقاط موضوعات قصائده، فضلاً عن كونه يحمل هماً عاماً وليس شخصياً. وشخص في قصيدته المشكلة ولم يكتفي بذلك بل قدّم الحل. وإذا ما علمنا أن التصريحات الإيرانية وما أعقبها من ردود فعل سعودية كانت خلال الأسبوعين الماضيين، فإن هذا يدل على أن القصيدة كتبت في غضون هذه الفترة القصيرة، وإذا ما علمنا أيضاً أن الشاعر يقع تحت ضغط المسابقة وشرط أن تكون القصيدة جديدة في هذه المرحلة؛ فإن ذلك يدل بلا شك على شاعرية قوية وبديهة حاضرة وذكاء متقد لدى الشاعر، يغلفه حضور مسرحي مدهش! ولعل هذا هو سبب الإعجاب الذي جعل الشاعر زياد بن حجاب بن نحيت يحصل على أعلى نسبة تصويت في تاريخ البرنامج من جمهور المسرح وهي 97%، فالموضوع والإلقاء والحضور المسرحي الراقي، والألق الذي ظهر به الشاعر خلال مشاركته، كان ملفتاً بالفعل. لن نشرّح القصيدة ونتناولها بيتاً بيتاً، بل نكتفي بهذه الإلماحة التي تناولت موضوع القصيدة وظروف كتابتها. ولنبحر مع أبياتها الرائعة من خلال مَلَكة التأمل لدى كل منا.. الارض مثل النفس تجزع وترتاب ماتنبت إن كان السماء علّقتها إن ما مشى بالوسم وديان وشعاب ماتنفع الامطار لوغرّقتها ولو زان وجه الارض بزهور واعشاب جتها الهبوب العاتية واصفقتها أسمع تصاريح ٍ على لسان كذاب كذبة طمع وأصحابها صدّقتها وسط البيالة ملعقة سمّها ذاب وأشوف ناس ٍ حرّكوا ملعقتها أوراق غدر وحقد في داخل كتاب والريح من يمّ الشمال طرقتها العام ماخوذ ٍ من أطنابنا أطناب واليوم بحرين السلام ورقتها وان ما وقفنا صفّ في وجه الارهاب البندق العوجا تثور فشقتها وإليا اتحدنا نشنق أرقاب الاحزاب وإليا اختلفنا ولّمت مشنقتها والحّية اللي تخفي السمّ بالناب صيداتها لاجا الظلام درقتها دون الخليج ارواح.. وأعمار.. وارقاب للموت سكرة والنفوس عشقتها بالمعركة تاتيك للموت خطّاب وان عيّنت سومات موت فرقتها أهل الخليج عيون وشيوخها أهداب بإيمانها وبحبّها طوّقتها خليجنا يلبس من العزّ جلباب بشته سهوم الحقد ما شققتها سفينةٍ تبحر ويحسب لها حساب بامجادنا صعب البحور فهقتها وان ماغدينا دونها ستر وحجاب سود اليدين الغادرات اخرقتها