نحمد الله جت على ما نتمنى من ولي العرش جزل الوهايب * أكاد أجزم ومعي كثيرون أن كل أبناء المملكة صدحوا بهذا البيت الشعري التراثي الأصيل وهم يشاهدون بكل الفخر الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - يحفظه الله - يرعى حفل العرضة السعودية ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة.. مساء الثلاثاء الماضي وتحولت مشاعر السعادة بهذا المشهد إلى فرحة عارمة عندما تقدم المليك أصحاب السمو الملكي الأمراء وضيوف المملكة وأبناءه المواطنين ليشاركهم العرضة.. في صورة رائعة للتلاحم بين الشعب السعودي وقيادته الرشيدة في رحاب التراث الحي المتجدد لمملكتنا الحبيبة. ولا شك أن حرص خادم الحرمين على رعايته حفل العرضة، والمشاركة فيه دليل واضح على اهتمامه بهذا الفن النابع من تراث الوطن المرتبط بمراحل مهمة ومؤثرة في تاريخه . هذا الاهتمام لمسته من قرب من خلال رعاية خادم الحرمين معرض العرضة السعودية (تاريخ تحكيه الصور) وحرصه على تشريفي بالتجوال في أرجاء هذا المعرض، وتوقفه أمام كثير من الصور التي تحكي تاريخ العرضة، مع أن هذه الزيارات الكريمة جاءت بعد دقائق قليلة من أداء العرضة . ولا شك أن حرص المليك على زيارة معرض العرضة ورعايته لا ينفصل عن حرصه على رعاية الاحتفال بها . وأشهد أنه كان حريصاً على معرفة المعلومات المرتبطة بعدد من الصور التي حواها المعرض ويصغي بإنصات كبير، بل والمفاجأة الحقيقة أنه كان ملماً إلماماً كاملاً بكثير من الصور، ويعرف جيداً مناسباتها وتاريخها.. ويبادر بالسؤال عنها.. ويستمع بتركيز إلى ما أقول عنها.. دون أدنى شعور بالملل، بل كان ودوداً سمحاً، مع أنه كان قد فرغ لتوه من أداء رقصة الحرب التراثية وكلنا يعلم ما تحتاج إليه العرضة من مجهود بدني.. وبرغم مشاغله الكثيرة ومسؤولياته الجسام.. وأعترف أنني حاولت جاهداً أن أحظى بشرف بقاء المليك في جنبات المعرض لأطول وقت ممكن.. وانني كنت أجد سعادة بالغة في اهتمامه بما حواه المعرض من صور تعود إلى عهد الملك المؤسس - رحمه الله - وتمتد إلى عهود أبنائه الملوك من بعده وصولاً إلى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله . بل إنني سعدت أيماً سعادة بتلك الابتسامة الجميلة التي ارتسمت على وجهه الكريم وهو يطالع صورته وهو ابن ست سنوات يتأهب مع عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء لأداء العرضة.. أدركت من خلال هذه الابتسامة العفوية أن الاهتمام بالتراث الأصيل لبلادنا المباركة ملمح راسخ في وجدان القائد الواعي بأهمية الماضي لكونه ركيزة الحاضر، ونقطة الانطلاق باتجاه المستقبل . وشعرت وأنا أطالع علامات الاهتمام بمقتضيات المعرض ومحتوياته ترتسم على محيا الملك، أن كل ما بذل من جهد في جمع الصور وتحقيقها وتوثيقها التي حواها المعرض والبالغ عددها 170 صورة هو جزء من مسؤولية انتمائنا لهذا الوطن العزيز بقيادته، والقوي بأبنائه المخلصين، وهو أيضاً واجب يمليه علينا شرف أننا أبناء هذه البلاد الغنية بتراثها ومنجزاتها في كل العصور.. وأن القيادة - حفظها الله - ترعى كل جهد يبذل وتشجعه . لكن لا تزال كلمات خادم الحرمين الشريفين التي وصفني فيها بالابن البار بالوطن، داعياً لي بالبركة قائلاً ( بارك الله فيك.. شكراًَ) أكثر من مرة هذه الكلمات هي وسام أظل أعتز به ما حييت، وبث فيّ روحاً جديدة حتى أبذل جهدي وطاقتي وابذل كل غال ونفيس لخدمة وطني العزيز.. وقد وجدت فيها ما يشعرني بالرضا كل الرضا أن وفقني الله لإقامة هذا المعرض.. والحقيقة أنني لم أستطع أن أعبر عما جال في خاطري وما كان يجيش في جوانحي وأنا استمع إلى هذه الكلمات الرقيقة العطوفة من والدنا جميعاً.. فوجدتني بكل الحب أقول وأنا أقدم هديتي.. إليك يا خادم الحرمين يا ملك الإنسانية، يا ملك القلوب لم استقر على واحدة منها فما كان مني إلا أن أقول إليك يا فارس العرضة السعودية أهدي هذه اللوحة لأنك بحق فارس العرضة السعودية.. وبمثل ما شرفني خادم الحرمين برعاية معرض العرضة السعودية وزيارته ورعايته له.. شرفني أيضاً بقبول هديتي المتواضعة لمقامه الكريم.. وشكره لي وثناؤه علي.. وهو شرف لم يشملني وحدي بل يشمل كل المخلصين لتراث الوطن الحريصين على إحيائه وتجديده وربط الأجيال الجديدة به لتأكيد هويتها وحمايتها من الذوبان أو الاندثار . وبكل الصدق.. كلما تراءت أمام عيني صورة المليك وهو يؤدي العرضة أو يتجول في معرض صور العرضة السعودية أظل أردد حمداً لله أن قيض لبلادنا هذا القائد الفذ الذي لا يدخر جهداً في الحفاظ على تراث الآباء والأجداد، كما لا يدخر جهداً لبناء مستقبل أفضل للأبناء والأحفاد . دمت سيدي خادم الحرمين الشريفين ذخراً وعزاً لوطنك وأمتك وإسلامك. ٭ باحث ومتخصص في الصور القديمة والتاريخية