بعد غيابه عن الساحة السياسية لعقدين من الزمن يعود رئيس الوزراء الإيراني الأسبق مير حسين موسوي من جديد لينافس الرئيس محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 حزيران/ يونيو المقبل. وأعلن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي انسحابه من المنافسة لصالح موسوي لتفادي تقسيم الأصوات بين مرشحين لهما برنامج سياسي متشابه. ولد موسوي عام 1941 في شمال شرق إيران وبدأ مسيرته السياسية كوزير للخارجية عام 1980 وهو العام الذي نشبت فيه الحرب بين إيران والعراق. وفي عام 1981 عين رئيسا للوزراء وتولى الشئون التنفيذية في وقت عانت فيه إيران من عزلتها الدولية وكانت دول الغرب والعالم العربي تؤيد الرئيس العراقي صدام حسين في الحرب بين البلدين. وتغلب موسوي على الأزمة على مدار أعوام ببرنامج عقلاني دقيق. ومنذ ذلك الحين يطلق عليه لقب مدير الأزمة لنجاحه في إدارة البلاد خلال الحرب التي استمرت 8 أعوام ضد العراق (1980-1988). وفي آب/أغسطس 1989 جرى تعديل الدستور الإيراني حيث ألغي منصب رئيس الوزراء وأصبح رئيس البلاد رئيسا للسلطة التنفيذية والرجل الثاني بعد المرشد الأعلى آية الله على خامنئي والذي يمنحه الدستور حق الكلمة النهائية في جميع شئون البلاد. وبعد التعديل الدستوري ترك موسوي - المهندس المعماري - الحقل السياسي وركز على التدريس الجامعي في مجال تخصصه. وعمل موسوي مستشارا خلال فترة ولاية خاتمي (1997-2005) ولكن ذلك كان يتخذ طابعا شكليا دون أي تدخل في الشئون السياسية. وجاءت عودة موسوي إلى الساحة السياسية مفاجئة لجميع المراقبين حيث كان من المتوقع أنه يمكن فقط أن يكون عضوا بارزا في الحملة الانتخابية لخاتمي ولكنه أعلن بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي ترشحه للرئاسة. ورد خاتمي أمس الاول على ذلك بإعلان انسحابه من المنافسة لتفادي تقسيم الأصوات بينهما ودعا مؤيديه إلى مساندة موسوي. ورغم معارضته لسياسات أحمدي نجاد يبدو موسوي من الناحية الإيديولوجية على نفس النهج السياسي للرئيس الحالي . ويؤيد موسوي النظام الإسلامي ويناهض الولاياتالمتحدة وله نزعة يسارية في تناول القضايا الاقتصادية.