إحدى المزايا التي يتمتع بها الشباب قلة جمهوره، وهو ما جعل كل إدارة تقوده تعمل بهدوء بعيدا عن ضجيج الجمهور، الشباب ناد يعمل في الظل وهذا ما جعله يصل في مرحلة من مراحله إلى قمة عطائه أداء وبطولات، وصار منتجا للاعبين بغزارة وجههم إلى الأندية الأخرى، بينما ظل هو يعتمد على لاعبين أعمارهم لا تزيد على الخمسة والعشرين، ومن تخطاها وُجه إلى ناد آخر.. إنه بفضل سياسة البناء الهادئة وضع له أساسا اتكأ عليه، ومازال. *رغم فوزه، فإنه في النهائي كان الشباب في وضع غريب، ناد بذلك الحجم يفترض ألا يصل إلى مرحلة ركلات الترجيح، فهو الفريق الذي أمتعنا قريبا بفوزه على الغرافة القطري، ليس فوزا جامدا، إنما فوز خلطه بالإبداع. * إيجابية أو سلبية الجمهور اتضحت جلية مع النصر، فهو ناد تورط مع مطالب جمهوره الدائمة، ظل تائها بعد اعتزال أبرز نجومه وصانعي بطولاته كماجد عبدالله ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي، مشكلته أنه أراد أن يقلد مشية الحمامة فأضاع مشيته ولم يعرف المشي كالحمامة! هو يريد أن يظل البطل بأية طريقة دون أعمدة يتكئ عليها، ولو أنه اقتنع بعلته لبحث عن الدواء منذ سنوات الجدب الأولى، كل إدارة تمر عليه تستجيب بشكل قسري لضغط الجمهور الذي يطالب بالبطولات، وبالتالي أربك العمل وولد الاستعجال، ولو اقتنع الجمهور وخفف الضغط على إدارته لسعت إلى بناء تقطف ثمره بعد سنوات، ولعاد إلى منصة البطولات، ليس هذا فحسب، بل إنه بمجرد فوزه بمباراة مهمة يظن أنه وصل إلى القمة فيدخل إليه الغرور! *أحد مظاهر الارتباك جلْب لاعبين محليين وخارجيين ذوي قدرات محدودة، هم مجرد تكملة عدد، لا لاعبين مؤثرين يضيفون تميزا، وأستثني منهم التون رغم أنه يوجد من النصراويين من يقول إنه غير مفيد!.. كان سيقبل هذا حينما كانت المادة ضعيفة في الأندية والنصر أضعفها، لكن بعد فتح أبواب الاستثمار وهطول مطر المال انقطعت الأعذار، إن أفضل الحلول التي يمكن أن تنهض بالنصر بناؤه من الداخل. *من الواضح أن الفريق الذي سيقابل النصر يخشاه جماهيريا وإعلاميا، بينما يرحب به فنيا!، وبالذات في النهائي حيث يحضر الفريق ويحضر معه الارتباك وقبله احتفال عارم بالوصول إلى النهائي، أي أنه يوحي إلى اللاعبين أن الوصول إلى النهائي هو البطولة بحد ذاته، فتفرغ الانفعالات بشكل مسبق!