قال المتحدث باسم الرئيس الباكستاني امس السبت إن الرئيس آصف زرداري (المحاصر) بالمشاكل يسعى للتفاوض مع معارضيه لإنهاء الاحتجاجات المناوئة للحكومة ، وذلك في الوقت الذي تكثف فيه السلطات جهودها لعرقلة مسيرة للمطالبة باستقلال القضاء. وأوضح المتحدث فرحة الله بابار ان الحكومة قررت بعد اجتماع استغرق عدة ساعات بذل الجهود لإنهاء التوتر من خلال الحوار والمصالحة واحترام الدستور. وأضاف " أعرب المشاركون في الاجتماع عن املهم ان يلقى هذا العرض ردا ايجابيا من قبل القوى السياسية في البلاد". وجاء عرض إجراء المفاوضات مع جماعات المعارضة بعد فشل الجهود التي بذلها رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ورئيس الأركان أشفق برفيز كياني والدبلوماسيون الأجانب لإقناع زرداري بحل وسط لنزع فتيل التوتر السياسي. وكانت صحيفة " نيوز " الباكستانية قالت إن زرداري أبلغ الجنرال كياني أنه قد يفكر في صيغة للمصالحة فقط بعد يوم الاثنين عندما تنتهي حمى ما يسمى بالمسيرة الطويلة. وكانت المسيرة الاحتجاجية ، وهي قافلة بدأت من جنوبي البلاد باتجاه إسلام أباد فضلا عن خطط لتنظيم اعتصام في العاصمة يبدأ يوم غد الاثنين من قبل أحزاب المعارضة والمحامين ، زادت من حالة القلق في واشنطن وباقي العواصمالغربية التي ترغب في أن تركز باكستان ، التي تتمتع بقدرات نووية، على محاربة طالبان ومتشددي تنظيم القاعدة.وواصلت أحزاب المعارضة والمحامون المناوئون للحكومة امس السبت مسيرتهم حيث يمرون عبر إقليم البنجاب شرقي البلاد في طريقهم إلى إسلام أباد. وتجمع المئات من المحامين بأزيائهم السوداء في وسط مدينة مولتان حيث اشتبكوا مع قوات مكافحة الشغب التي منعتهم من مواصلتهم مسيرتهم إلى لاهور عاصمة البنجاب. الى ذلك نفى حزب الرابطة الإسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف أن تكون الحكومة الباكستانية قد فرضت نظام الإقامة الجبرية على نواز شريف وشقيقه شهباز شريف. وأكدت مصادر حزب الرابطة أن نواز شريف وشقيقه لم يخضعا للإقامة الجبرية ونفت صحة التقارير التي أشارت إلى ذلك. علي صعيد اخر قدمت وزيرة الإعلام الباكستانية شيري رحمن استقالتها عن منصبها فجر يوم السبت إيفاءً بالتصريحات التي أدلت بها قبل أيام والتي قالت فيها بأنها ستستقيل من منصبها حال قيام حكومتها بفرض الحظر على وسائل الإعلام الباكستانية ولو بشكل جزئي. من جهة اخرى قال فرحة الله بابار المتحدث باسم الرئيس الباكستاني إن رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني رفض قبول الاستقالة التي تقدمت بها شيري رحمن . علي صعيد اخر قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة يوم الجمعة إن الأمين العام بان كي مون يشعر بالقلق إزاء الاضطرابات الأخيرة في باكستان والتي نتجت بسبب قرار المحكمة منع زعيم المعارضة نواز شريف من شغل المناصب التي تشغل بالانتخاب . وقال المتحدث فرحان حق في حديثه بالمقر الرئيس للأمم المتحدة في نيويورك" إن الأمين العام قلق إزاء الوضع السياسي والأمني في باكستان".