الشعيبي: أوقفنا التعامل مع بعض المستشفيات لغلاء أسعارها وسوء تعاملها وتلاعبها بالفواتير

الملحقية الصحية في أمريكا وكندا تتابع حالة المرضى الكترونياً وغالبيتهم مصابون ب«السرطان»

رحلة البحث عن العلاج في الخارج تبدأ بموافقة الجهات المسؤولة، مروراً بالتزام المريض بالتعليمات الخاصة بالعلاج، إلى جانب متابعة الملحقية الصحية السعودية هناك، ولكن يبقى السؤال كيف ستنتهي هذه المرحلة؟.
هل سيواصل المريض علاجه حتى يشفى؟ أم سيعود قبل ذلك؟ ولماذا؟ وهل ستقدم له الملحقية كل الخدمات المتاحة؟، هذه التساؤلات وغيرها طرحتها «الرياض» على الملحق الصحي السعودي بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا الأستاذ سليمان بن منصور الشعيبي الذي تم تعيينه هناك قبل ما يزيد على ستة أشهر، حيث كشف عن تلاعب عدد من المرضى، وتواطؤ بعض الأطباء، وامتناع المستشفيات عن قبول بعض المرضى السعوديين، كما اعترف بتقصير المكتب، وفيما يلي نص الحوار:
بداية التنسيق للعلاج
٭ بداية نود التعرف على علاقة الملحقية بالمريض؟
- تبدأ علاقتنا بالمريض بمجرد وصول خطاب من الهيئات الطبية المخولة بالموافقة على العلاج بالخارج يتضمن تقريراً للمريض لتقديم الرأي من قبل المكتب بأن المريض هل يمكنه العلاج في الولايات المتحده الامريكية وكندا، وبهذا فإننا نقوم بدراستها بواسطة أطباء الملحقيه والنظر في إمكانية علاج المريض من عدمه، ثم تتم مراسلة المستشفيات بحسب تخصصها وفق نوعية المرض وعلاقتنا بالمستشفيات، وبمجرد وصول الرد الينا نقوم بمراسلة الهيئات الطبية في المملكة لابلاغها برد المستشفيات سواء بالموافقه على علاج المريض او الرفض بسبب ان مايقدم له في المستشفى داخل المملكة مناسب له.
٭ كم عدد الأطباء في الملحقية؟
-عددهم أربعة، استشاريتان سعوديتان وطبيبان أمريكيان تم التعاقد معهم.
٭ كيف يمكن للمريض العلاج في الخارج؟
- العلاج في الخارج يتم عن طريقين اما بأمر سام كريم او بقرار من الهيئة الطبية العليا التي تضم نخبة من الاطباء من مستشفيات المملكة المختلفه سواء التي تتبع لوزارة الصحة او التي تتبع للقطاعات العسكريه والجامعية.
وتقرر الهيئة إرسال المريض للعلاج في امريكا وعادة تكون مدة قرارات العلاج شهراً مالم تستدع حالة المريض غير ذلك، وبمجرد إرسال القرار فإنه يتم ابلاغنا لتحديد موعد للمريض مع الطبيب، ثم يتم إرسال خطاب بذلك للمريض ليتمكن بموجبه من الذهاب للسفارة الامريكية لأخذ التأشيرة.
بعد أخذ التأشيرة يتم تحديد موعد وصول المريض، ونقوم في الملحقية بالتنسيق لاستقباله، فإذا كان المريض سيحضر لواشنطن فإن مكتب السفاره يستقبله، أما إذا كان علاجه في مستشفى خارج واشنطن فإننا ننسق مع المستشفى لاستقباله اذا طلب المريض ذلك، وبالطبع جميع هذه الإجراءات يتم تزويد الهيئات الطبية بها وعلى ضوئها يحضر المريض.
متابعة المرضى
٭ وهل يحضر المريض في موعده؟
- بعض المرضى لا يلتزم في الحضور لموعده ويسبب لنا الاحراج مع المستشفيات ومع الطبيب الذي يتم التنسيق معه لاخذ موعد مسبقا، وبعض المرضى يلغي موعده اربع الى خمس مرات وبالتالي فإن بعض الاطباء يرفضون اعطاء موعد آخر بسبب عدم التزام المريض، وذلك بلا شك يعطي عدم مصداقيه للمكتب لدى المستشفيات والاطباء.
٭ قد يكون عدم الحضور بسبب بعض الإجراءات الرسمية كالتأشيرة مثلاً؟
- إذا كان السبب التأشيرة فإننا نجد العذر كون السفارة لم تستخرج التأشيرة لكن الغالب للأسف قد حصل عليها ولكن لأسباب غير معلومة فإن المريض لا يريد الحضور في هذا التاريخ.
٭ هل هناك ردود فعل من قبل المستشفيات على هذه التصرفات؟
- نعم، فأنا الآن قد عدت من زيارة لعدد من المستشفيات خارج واشنطن وغالبية الشكاوى تتركز حول عدم التقيد بالمواعيد ما يسبب حرجاً كبيراً بين ادارة المستشفى والطبيب. مع العلم في البداية أن المريض حدد التاريخ وموعد الحضور، فنحن نعطي الموعد في الغالب بعد اربع الى ست اسابيع من تاريخ وصول الطلب بعد ان نرسل تعميد للمستشفى باسم المريض وتقاريره الطبية وتكفل الملحقية بمصاريفه.
٭ إذن متى تبدأ علاقتكم الفعلية بالمريض؟ ومتى تبدأون بصرف نفقاته؟ تبدأ بمجرد وصول المريض وإرساله لنا الجوازات الخاصة به لإثبات وصوله، ولنتمكن من صرف نفقات الاعاشة حيث أن المريض يعطى مصاريف من تاريخ مغادرته المملكة عن كل يوم اقامه له وللمرافق خارج المستشفى وبمجرد دخول المريض المستشفى توقف المصاريف لوجوده بالمستشفى الا انها تستمر للمرافق الا في حالة مكث مع المريض في المستشفى فإنها توقف وهذه نادرة الحدوث في امريكا.
٭ هل للمريض حرية اختيار المستشفيات؟
نحن بدأنا ننظم المكتب لكي لاندع للمريض حرية اختيار المستشفى، الا إذا كان هناك سبب مقنع، لأن هناك بعض المستشفيات اوقفنا التعامل معها لأسباب كثيرة منها مغالاة الاسعار او سوء التعامل مع المريض او التلاعب بفواتير المريض ما دعانا للتوقف عن التعاون مع عدد من المستشفيات وبلغنا الهيئات الطبية ونحن بالطبع وفرنا البديل للمستشفى التي تم ايقاف التعامل معه.
المستشفيات التي نتعامل معها
٭ ألا تقيمون المستشفيات والمراكز العلاجية؟
- بدأنا بتقويم المراكز العلاجية كما وقعنا اتفاقيات تعاون مع مراكز جديدة.
٭ كم يبلغ عدد المستشفيات والمراكز التي تتعاملون معها؟
- يبلغ عدد المستشفيات والمراكز العلاجية إلي نتعامل معها داخل الولايات المتحدة 35، أما كندا فعددها اثنان فقط، وذلك لقلة أعداد المرضى السعوديين هناك.
٭ كيف يتعامل المستشفى مع المريض السعودي؟
- قمنا نحن بتغيير طريقة التعامل مع المستشفيات وبدأنا نستخدم التقنية الحديثة في ذلك ونفتح خطوطاً مباشرة مع المستشفيات بحيث يستطيع المكتب متابعاً حالة المريض مباشرة عبر الدخول على النظام الالكتروني الخاص بالمستشفى ونتمكن ونحن في الملحقية من الاطلاع على ملف المريض السعودي عبر نظام المستشفى وكل ذلك للحد من عدم مصداقية المستشفى والمريض، فهناك للأسف مرضى يصرون على البقاء في امريكا رغم انتهاء علاجهم ويرفضون العودة، ونقوم نحن بالتالي بوقف المصاريف عنه بعد مدة أسبوعين إلى شهر من تاريخ انتهاء علاجه حسب حالة المريض وذلك بخطاب رسمي يوجه له.
استغلال النظام
٭ هذا يقودني إلى أن أسالك هل هناك مرضى يحاولون استغلال النظام؟
للأسف نعم، هناك مرضى يحاولون استغلال النظام ويطلبون من الطبيب كتابة تقرير عن حاجتهم للبقاء والمراجعة او احتياجهم لأمور معينة، وكل ذلك بالطبع غير صحيح.
٭ ما هو موقفكم من مثل هذه التصرفات؟
- أي طبيب نكتشف قيامه بمثل ذلك نبلغ مباشرة المستشفى ونوقف التعامل معهم.
٭ هل لك أن تحكي لنا عن مواقف في هذا الجانب؟
- من المواقف التي أذكرها قيام أحد الاطباء بكتابة تقرير عن حالة احد المرضى بأن المريض فلان يحتاج الى مراجعتي في التاريخ المحدد (وقد دون التاريخ) وتكون معه زوجته (كتب اسمها واسم والدها) وابنه (وقد حدد اسم الابن).
وبعد وصول التقرير إلي من قبل المريض غضبت على فعلة الطبيب وقمت بالرد عليه وقلت له: أنا أشكرك على تقريرك هذا وبالتأكيد انك تعالج مرضى كثيرين ولكن لدي سؤال؟ هل حضور زوجته فلانة بنت فلان هو احد التقنيات الجديدة في العلاج؟ولم يرد علي حتى هذه اللحظة.
موقف آخر وهو من أغرب المواقف التي حدثت لي وهو أن احد الدبلوماسيين لديه ابنان يعالجان في امريكا، وبالتالي وكونه دبلوماسي إن النظام يكفل له أن تتكفل جهته بدفع مصاريفه، إلا أننا اكتشفنا انه يستفيد من المكتب وجهة عمله ما دعانا الى ايقاف دعم الملحقيه، وقد تفاجئت بعد مده بدعوى تصلني من احد المحاميين وقد رفعها علينا هذا الدبلوماسي، لانه يعتبر أن نفقات الملحقية في هذه الحاله حق مشروع.
مشاكل المرضى
٭ هل يمكن أن تذكر أبرز المشاكل التي يواجهها منكم المريض؟
- نحن نعمل بشفافية ومازلنا مقصرين ولكننا نبذل جهد وفق الإمكانات المادية والبشرية المتوفرة لدينا ورضا الناس غاية لا تدرك فنحن نعمل وأمامنا مخافة الله سبحانه قبل كل شيء، وقد تضاعفت أعداد المرضى منذ استلامي مهام المكتب منذ ما يزيد على ستة أشهر، حيث كان عدد المرضى السعوديين 120 والآن وصل إلى 300 ويخدمهم اربعة اطباء فقط ولايمكنهم ان يقوموا بكل شيء فهم يتواصلون مع المرضى لمتابعتهم ومع المستشفيات والهيئات الطبية في المملكة لاستلام تقارير المرضى وتزويدهم بها أيضا، إضافة إلى التواصل مع بعض الجهات الحكومية الراغبة في علاج احد منسوبيها وبعض الجهات الأخرى وما يتبعها من ردود واستفسارات بالإضافه الى تصديق التقارير للملحقية التعليمية واستخراج شهادات للمرافقين وللمرضى وكل ذلك وكما ذكرت يقوم به أربعة أشخاص.
أيضا لدينا مرضى محالون الينا من جهات أخرى حكومية غير الهيئات محدد في خطاباتهم وإحالاتهم مدة محددة لبقاء المريض إلا أنه بعد انتهاء المدة المحددة والمريض مازال يواصل العلاج فإننا نبلغ مرجعه بذلك عبر مخاطبتهم ونبلغ المريض أيضا وبأننا قد خاطبنا مرجعك ولم يصلنا رد إلا انه يطالبنا نحن بمخاطبة المستشفى وتعميده باستمرار العلاج لعدم رد مرجعه.
٭ بما أن العدد قليل والعمل كبير لماذا لا تتوسعون؟
- هناك أمر سام كريم حدد فيه عدد موظفي مكاتب الملحقيات ولايمكننا تجاوزه وهذا عائق لنا في تلبية طلبات ورغبات الكثير واستفساراتهم، اضافة الى طلبات بعض المرضى ومرافقيهم التي ليست من اختصاص المكتب.
المصروفات المالية
٭ كم يبلغ مصروف المريض السعودي، ومتى تدفعونه له؟
- يقدم للمريض 80 دولار يوميا وهي للسكن والاعاشة والمواصلات وتدفع في تاريخ 25 من كل شهر إذا كانت جميع أوراق المريض كاملة وعناوينه واضحة ومحددة في أمريكا والمملكة.
٭ ما هي حاجتكم لعناوينه بالمملكة؟
تدوين عناوين المريض في المملكة من الضروري جدا لحاجتنا لها عندما يطرأ على صحة المريض اي طارئ أو تسوء حالته لا سمح الله وهذا ما نعانيه ايضا.
٭ وهل تصرفون مبلغاً للمرافق أيضا؟
- نعم يتقاضى المرافق نفس مبلغ المريض وتصرف له في نفس التاريخ.
٭ هل هناك ديون على الملحقية للمستشفيات؟
- نعم وقد سددنا جزءاً منها والبقية نعمل على سدادها خلال الفترة القادمة وذلك بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ومعالي وزير الصحة.
٭ هل أدى ذلك لرفض المستشفيات لاستقبال المرضى؟
- حقيقة نواجه ذلك لدى بعض المستشفيات وذلك لطلبهم سداد المستحقات خلال 60 يوماً من تاريخ اصدار الفاتورة وهذه يسبب لنا احراجاً لاسيما وان الفواتير ترسل للمملكة لسدادها ولكن نأمل ان تتحسن الأمور خلال الفترة القادمة لاسيما في ظل متابعة معالي الوزير الشخصية لهذا الأمر، حيث تحسن وضعنا الآن عن ذي قبل فقد كان هناك مستحقات قبل ما يزيد عن ستة أشهر من عامي 2005 و2006 وقد سددناها كاملة والآن وبفضل من الله نسدد مستحقات عام 2008 وذلك بدعم من خادم الحرمين الشريفين ومعالي وزير الصحة الذي يتصل باستمرار لمتابعة ما تم سداده وما تبقى كذلك متابعة وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية.
٭ كم تبلغ ميزانية الملحقية؟
لا يوجد ميزانية محددة لنا ولكن تصرف لنا وزارة الصحة سلفاً ويتم سدادها بفواتير مصاريف علاج المرضى.
٭ هل هناك تباين بين مصروف المريض السعودي و المريض الخليجي؟
- نعم التباين في الرواتب موجود، فعدد المرضى السعوديين في امريكا لايقارن بأي دولة خليجية كم أننا نستعد الآن لاستقبال 65 حالة جديدة ليكون مجموع المرضى السعوديين 365.
٭ دعني أعُد لمرافق المريض وأسألك هل تتكفل الملحقية بعلاجه لو حدث له أي مكروه؟
- إذا كانت حالة مرافق المريض طارئة فإن الملحقيه تتكفل بها وهذا بالطبع بعد العودة إلى التقارير الطبية الصادرة عن حالته أما إذا كانت حالة روتينية فإن الملحقيه تعتذر عن ذلك.
مرضى السرطان الأعلى
٭ من هم المرضى الأعلى إصابه بين السعوديين الذين يتلقون علاجهم في أمريكا وكندا؟
مرضى السرطان هم الأعلى ويحتلون المرتبة الأولى مقارنة بالأمراض الأخرى ب73 مريضاً وفي المرتبة الثانية مرضى الكبد والثالثة العيوب الخلقية.
٭ في ختام هذا اللقاء هل من كلمة أخيرة؟
أتمنى أن يمن الله على الجميع بالشفاء وأود أن أرسل رسالتين الاولى للمرضى المتواجدين في أمريكا بألا يصروا على البقاء طالما انتهى علاجهم واترك الفرصة لمريض آخر يأتي للعلاج، وأقول لهم بأننا لسنا ضد أي مريض، فطالما أن الدولة أحضرتك وأنفقت عليك فليس من المعقول ان تعيدك وعلاجك لم ينته.
الرسالة الثانية للمرضى الموجودين في السعودية الذين يستعدون للحضور، أطلب منهم أن يلتزموا بالحضور في مواعيدهم.