رحب قادة الاحزاب والهيئات السياسية والتيارات والكتل البرلمانية في لبنان بنتائج القمة العربية الرباعية المصغرة التي استضافتها مدينة الرياض بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. ونوهوا بالجهود الخيرة والمتواصلة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين / حفظه الله / من أجل مصلحة الأمة العربية عامة ولبنان خاصة مؤكدين ان القمة هي إحدى ثمرات المبادرة التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت العربية. وأشادوا بسعي المملكة العربية السعودية الدؤوب والمستمر من أجل لم الشمل العربي وإرساء اسس التضامن العربي بين مختلف الدول العربية وذلك من خلال طرحها المتواصل للمبادرات السياسية التي تعيد اللحمة بين ابناء الامة الواحدة لمواجهة المصير المشترك الواحد. وشددوا على ان طبيعة المرحلة تحتم معالجة الانقسامات العربية والخروج بموقف عربي موحد تجاه التحديات التي تواجه دول المنطقة مشيرة الى ان القمة الرباعية في الرياض قد أسست لقواعد مصالحة يجب ان تقوم على استراتيجية استعادة التضامن العربى في وجه مختلف التحديات والتطورات الراهنة. وأكدوا ان القمة أنتجت بداية مرحلة جديدة من التعاون وأصرارا على طي صفحة الماضي وتنقية الاجواء وعلى تمتين العلاقات العربية العربية والعمل الجاد والمتواصل بما فيه خير وخدمة القضايا العربية الاساسية. وتمنوا على الداخل اللبناني ان يقرأ نتائج هذه القمة جيدا مؤكدين أن انعكاساتها ستكون ايجابية جدا على جميع اللبنانيين. من جانب آخر تصدر موضوع قمة "الحكماء" التي انعقدت بالرياض أجندة الصحف الروسية الصادرة امس وأبرزت عبر أجندتها أهمية هذه القمة في توحيد الرأي والصف العربي، وتنقية الأجواء بين الأشقاء العرب، إضافة إلى تهيئة الأرضية الخصبة لنجاح القمة العربية المزمع عقدها في الدوحة بقطر نهاية هذا الشهر. حيث قالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا": في موضوع تصدر صفحتها الأولى بعنوان" الملك عبد الله يلم الشمل ويوحد الصف العربي خلال قمة الحكماء بالرياض"، استعرضت من خلاله القمة، وأوردت آراء عدد من السياسيين والمحللين الروس، حيث قالت: وافقت المملكة العربية السعودية وسورية على طي الخلافات ونسيانها والعمل معا في مجال حل مشكلات الشرق الأوسط. وقد تم الاتفاق على ذلك في الرياض خلال القمة الرباعية التي جرت هناك وشارك فيها زعماء المملكة العربية السعودية ومصر وسورية والكويت. ويرى المراقبون أن ذلك قد يسمح بتخطي الانقسام الذي يسود العالم العربي والذي أعاق في السنوات الأخيرة الدول العربية من العمل في جبهة واحدة في العديد من القضايا المصيرية مثل التسوية الشرق أوسطية والعلاقات مع إيران. وقالت الصحيفة: إن اللقاء الذي جمع الزعماء الأربعة في الرياض يعني بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين هذه البلدان والتي ستقوم خلالها بتنسيق العمل المشترك لمصلحة كافة العرب. وتؤكد الصحيفة أن لقاء الزعماء العرب الأربعة كان يعكس عزمهم العام لتحسين العلاقات العربية الداخلية وتخطي الخلافات في سبيل المصالح العامة. حيث أعلن المشاركون في القمة كذلك أن الدول الأربع ستسعى إلى صياغة مسلك عربي موحد لحل المسائل الأساسية التي تقف أمام الأمة العربية وخاصة المشكلة الفلسطينية. وقالت الصحيفة : اليوم غدا الدفء الحالي ممكنا بعد أن وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت نداء يدعو إلى المصالحة العربية - العربية. زد على ذلك فإنه عقد في دمشق في وقت سابق لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وتقرر فيه بأن الخلافات بين العرب يجب تذليلها من أجل تنفيذ واجبهم العام وضمنا حيال فلسطين والعراق. ويرى مراقبون أن تسوية العلاقات بين سورية والمملكة العربية السعودية ربما ستتيح اتخاذ قرارات هامة ما خلال قمة جامعة الدول العربية المقررة في قطر في 30 من الشهر الجاري. وأدلى غريغوري كوساتش بروفسور الجامعة الروسية الحكومية للعلوم الإنسانية بتصريح إلى صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أبدى فيه افتراضا بأن مبادرة المملكة العربية السعودية بحدوث انفراج عربي - عربي لها في المقام الأول توجه مناهض لكل خطر يهدد الدول العربية ويجعلها في وجه من يحاول تفكيك رأيها. وقال: هذه محاولة لضم الدول العربية تحت رأي واحد وهدف واحد، سيما وأنه بعد الأحداث الأخيرة في غزة دار الحديث عن تكوين محورين في العالم العربي يبدو أن السعوديين قرروا بأن الوقت حان لوضع حد لذلك. وأضاف أن المملكة العربية السعودية تسعى كذلك بطريق إعادة الوحدة إلى حل القضايا المرتبطة بتجسيد المبادرة العربية السلمية. وذكر كوساتش أن سورية تهتم بترتيب علاقاتها مع الرياض. وأشار إلى أن المملكة بحكم ثقلها السياسي والاقتصادي لها علاقات قوية مع دول الأقطاب العالمية ويمكن لدمشق الاستناد إليها خلال المفاوضات مع إسرائيل. وتدرك سورية كذلك أنه لن يتسنى لهم إعادة مرتفعات الجولان إلى الأبد بدون تجسيد المبادرة العربية السلمية. وأفاد في الوقت ذاته بأن سورية بالرغم من الدفء في العلاقات مع المملكة سيكون لها مواقف معتدلة خلال القادم مع محافظتها على علاقاتها مع الآخر.