أقام نخبة من المثقفين وأصدقاء الأستاذ عبدالله الناصر، حفلا تكريميا،وذلك بقاعة نادي الضباط بالرياض،مساء يوم أمس،بحضور معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري،وعدد من أعضاء مجلس الشورى،والمثقفين،والأكاديميين،وجمع غفير من أصدقاء الناصر ومحبيه. وقد أعد لهذا التكريم وأقامه كل من :الدكتور معجب العدواني،والدكتورأحمد مسفر الغامدي،والدكتورعلي مسفر اليامي،والدكتور أحمد صالح الزهراني. وقد بدأ حفل التكريم بكلمة للدكتور معجب الزهراني،الذي بدأ حديثه مرحبا بضيوف الاحتفاء..ومستعرضا معرفته بالمحتفى به الناصر من خلال ما كان يكتبه في جريدة (الرياض) في مقاله (بالفصيح)..حيث كان هذا المقال رابطا بين فكر د.الزهراني، والأستاذ عبدالله الناصر الذي كان له بداية ومعرفة أخرى خلال وجوده في لندن، حيث شاءت الظروف أن يكون من سأل عن الزهراني إبان فترة الدراسة لمرحلة الدكتوراة هو عبدالله الناصر. كما استعرض د.معجب العديد من المواقف الأخوية، وما كان يقوم به الناصر تجاه الطلاب المبتعثين إلى لندن، إلى جانب ما كان له من مواقف خاصة مع الزهراني، الذي وصفه بحياة الضابط الثقافي، وحرصه. أما الدكتور علي اليامي، فقد تطرق في كلمته إلى مواقف أخرى من مواقف الأستاذ الناصر، وما كان يبذله من إقامة جسور التواصل الأخوي مع عامة الطلاب المبتعثين..مشيداً اليامي بدور الناصر في مناصحة وتوجيه وإرشاد الطلاب المبتعثين، وسعيه الحثيث إلى بذل كل ما بوسعه في حل ما قد يعترض حياتهم التعليمية، وما قد يواجههم من صعوبات فكان الأخ الأكبر لهم والصديق الحميم المخلص. الدكتور أحمد الغامدي، أخذ في حديثه جوانب أخرى تسطر المواقف الإنسانية للأستاذ الناصر، وما كان يشغله في نفوس الطلاب المبتعثين بوجه عام. بعد ذلك ارتجل معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، كلمة عبر فيها عن سعادته بالمشاركة في مناسبة احتفائية برجل طالما كان صورة مشرقة لخدمة بلادنا، واصفا معاليه العديد من مواقف الناصر، بأنها مواقف جاءت معبرة من خلال أولئك الذين عرفوا عبدالله ..مشيدا بكفاءة الناصر الإدارية الفذة التي وصفها د.العنقري،بأنها كفت وزارة التعليم العالي في الكثير من المواقف التي استطاع الناصر،بعبقريته الإدارية أن يكون أهلا للتعامل معها بكل روية وحكمة وبصيرة ثاقبة،والتي تؤكد خبرة الناصر الإدارية وحسن تعامله،مع مختلف قضايا الطلاب في بريطانيا. ومضى معاليه قائلا:كنت في أغلب زياراتي لبريطانيا، أجلس للاستماع إلى أخي عبدالله،وطالما قضيت معه في جلسات استغرقنا فيها الحديث عن قضايا الطلاب،إلا أني أجد نفسي في كل لقاء أخرج مستفيدا منه العديد من المواقف الثقافية والفكرية..وفي كل مرة أجده قد سبقني باتخاذه ما يلزم تجاه العديد من الأمور بكفاءة عالية. كما وقف د.خالد مع الجانب الإداري للناصر،مستعرضا الروح القيادية الناجحة، والكفاءة المتقدة التي تعبق بالوطنية والوفاء والإخلاص..فطالما قسى على نفسه وعلى أسرته في كثير من المواقف في سبيل أن يرتاح طالب،أو أسرة طالب..مما جعله محبوبا لدى كل من عرفه، فلطالما كان بعيدا في كل تعامله مع الآخرين، بعيداً عن مفهوم الرئاسة التقليدي الذي يأخذ الطابع الرسمي،أو الإشراف الإداري..إنما كان تعامله أخوياً صادقا ومخلصا لكل من عرفه،مما يجعلنا أمام إنسانية من الصعب قياس أبعادها،والتعامل مع حدود لمعالمها،لكونه صاحب إنسانية متمسكة بمبادئها..فلقد عرفته منذ أكثر من ثماني عشرة سنة،ولم ألمس ما يوحي بتغير من تلك المبادئ لدى أخي عبدالله. أعقب ذلك كلمة لمعالي الفريق طلال عنقاوي مدير عام حرس الحدود؛الذي استعرض جانبا آخر من حياة المحتفى به، عبر وقفات من حياة الناصر الاجتماعية، ومواقفه التي لا تزال حافلة بالوفاء في نفوس الطلاب والطالبات المبتعثين، فقد وجدوا في الناصر الأستاذ والأخ والصديق. بعد ذلك ألقى الشاعر تركي الشدادي قصيدة شعبية،نالت استحسان الحضور. تلا ذلك كلمة للدكتور عبدالله الموسى وكيل وزارة التعليم العالي،الذي تناول عددا من المواقف الطريفة التي كان نابعها بعض ما يعانيه الطلاب المبتعثون، وما كان يصاحبها من مواقف مشرقة قام بها المحتفى به، من خلال معالجته الأبوية والأخوية للعديد من المواقف التي كان يقف بها، بماله ومنصبه الإداري خدمة لأبناء بلاده المبتعثين والمغتربين في الخارج. بعد ذلك تحدث المحتفى به إلى الحضور فقال:لم أشعر بثقل الحديث مثل ما شعرت به هذا المساء،فقد وجدت نفسي في موقف محرج لأنني أعطيت أكثر ما استحق،مشيرا في كلمته إلى أنه عمل كل ما قد ينسب إليه من عمل بجهود آخرين..توفيقا من الله – سبحانه وتعالى – ودعم المخلصين إلى جانبه من أبناء الوطن المخلصين وفي مقدمتهم الدكتور خالد العنقري..إلى جانب العديد ممن ساهموا مع الناصر، وما قدموه من أعمال وطنية باسم وطنهم، ولأبناء بلادهم، أمام الله والقيادة الراشدة، تجاه أبناء بلدهم. كما استعرض الناصر عددا من الدورات وما صاحبها من مواقف، مشيدا بالعديد ممن أسهموا في حقل الإسهام في الأنشطة الثقافية..مستعرضا المحتفى به إسهام الدكتور العنقري من خلال لقاءاته بالطلاب المبتعثين..وما حصل عليه الناصر من دعم من معاليه مما جعله يعمل بكل ثقة،ويعمل من خلال مرجعية إدارية على يقين بأنها ستقف إلى جانبه فيما اتخذه من قرارات إدارية. وأضاف الناصر بأن الشهادة الحقيقية هي الشهادة الإنسانية،التي تترجم فيما نقدم لبعضنا البعض،وما تسطره شهادات الأيام للإنسان من مواقف الوفاء والنبل لبني الإنسانية عامة،ولأبناء وطنه بوجه خاص،من منطلق ما تدعو إليه قيادتنا الحكيمة من دعوات إلى اللحمة والمحبة،والإخاء. كما استعرض الناصر في كلمته العديد من النماذج التي وصفها بالنماذج المشرفة والمشرقة، التي طالما نقلها لمقام قيادتنا الراشدة التي لا تألو جهدا في دعمهم بكل ما يحتاجون إليه، وما تذلله لهم من الصعوبات التي قد تعترض مسيرتهم التعليمية،مشيدا بوزارة التعليم العالي فيما تبذله من دعم لمختلف المناشط العلمية والثقافية،للطلاب السعوديين في الخارج. واختتم الناصر كلمته بالشكر لمعالي وزير التعليم العالي،وللحضور من أصحاب المعالي والسعادة..حيث أعقب كلمته،حفل العشاء الذي أعد احتفاء بهذه المناسبة.