توقع خبراء متخصصون في مجال البث الفضائي استمرار النمو في الطلب على سوق البث والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية في الإمارات والمنطقة بمعدل نمو يتراوح بين 5 و10% سنوياً، بالرغم من التأثيرات التي خلفتها الأزمة المالية العالمية على القطاعات المرتبطة بهذا المجال، مؤكدين أن هذه التداعيات اقل حدة على أسواق المنطقة مقارنة مع غيرها من مناطق العالم. وأشار مشاركون في معرضي ''كابسات'' و''ستالايت'' اللذين انطلقا أمس الأول في دبي وافتتحهما الشيخ حشر آل مكتوم مدير دائرة إعلام دبي، الى أن منطقة الشرق الأوسط ما تزال تمتلك مقومات الحفاظ على معدلات نمو جيدة في سوق البث التلفزيوني عبر الأقمار الاصطناعية والصور عالية الوضوح، والتي يمكن تطويعها للاستفادة منها في مجالات أخرى تتعلق بالدعاية والإعلان والتسويق، لافتين إلى أن دولة الإمارات تتصدر دول المنطقة في الاهتمام بالتقنيات الحديثة في هذا القطاع. وتقدر تقارير صدرت خلال معرض ''كابسات'' حجم سوق البث الفضائي المتوقع في عام 2012 بنحو 36 مليار دولار بنمو سنوي متوقع في حدود 9,8% للسنوات الأربع المقبلة، فيما تقدر عائدات البث عبر الأقمار الصناعية في الشرق الأوسط بحوالي 752 مليون دولار. وأظهر تقرير صادر عن الاتحاد الدولي لمنتجي أنظمة ومعدات البث الإذاعي ''إي ايه بي ام'' أن القيمة الكلية لقطاع السوق تقدر بنحو 11,6 مليار دولار حالياً، إلى جانب معدل نمو سنوي للسوق يبلغ 11% تقريباً، ويتوقع الاتحاد أن تبلغ قيمة سوق تقنيات البث والإعلام 17,5 مليار دولار بحلول عام 2010. وبينت دراسة أجرتها مؤسستا ''يوركونسلت'' و''لندن ساتلايت اكتشينج'' أن كافة محطات البث عبر الأقمار الصناعية في المنطقة تقريباً عاملة، ما يعكس ازدياد الطلب على مزيد من سعات البث في المنطقة، كما أظهرت الدراسة أن هذا الطلب قد نما بنسبة 12% سنوياً خلال الخمسة أعوام الماضية، وأن عائدات تأجير قنوات البث عبر الأقمار الصناعية قد نمت بمتوسط سنوى بلغ 17% منذ عام 2003 حتى وصلت إلى 752 مليون دولار في عام 2007. وبين التقرير الذي خلصت إليه الدراسة أن 42% من البث بتقنية ''كيه يو باند'' في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد استخدمته التلفزيونات والإذاعات، في حين استخدمت النسبة الباقية في الاتصالات الصوتية والبيانية. وأقيم معرضا كابسات و''ساتلايت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا''، في وقت متزامن في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض واختتمت فعالياتهما يوم الخميس الماضي لمدة ثلاثة أيام، مستقبلين ما يربو على 650 شركة عارضة والآلاف من الزوار من مختلف أرجاء العالم. وعلى هامش معرض كابسات تم تنظيم مؤتمر كابسات للبث الإذاعي، تحت عنوان ''التوجه للتقنيات عالية الوضوح- خطط الشركات والخيارات التقنية''، وذلك كجزء من برنامج تبادل المعرفة الذي ينظمه الحدث بالاشتراك مع اتحاد إذاعات آسيا الباسيفيك واتحاد إذاعات الدول العربية والاتحاد الدولي لمنتجي تقنيات البث الإذاعي. ويناقش المؤتمر القضايا المتعلقة بعملية اتخاذ القرار فيما يختص بالتلفزة الرقمية المعيارية الوضوح والتلفزة الرقمية عالية الوضوح والخدمات الإذاعية الرقمية، بهدف تزويد المشاركين فيه بالمعلومات المهمة والتجارب الواقعية في مجال التقنيات المعيارية الوضوح وعالية الوضوح، سواء من المنطقة أو خارجها، حيث قدم الرئيس التنفيذي لمؤسسة أبوظبي للإعلام إدوارد بورجيردينج الكلمة الرئيسية في المؤتمر ناقش خلالها التحديات التى تواجه قطاع الإعلام الرقمي وعدداً من القضايا الملحة في هذا القطاع. وحقق معرض كابسات نمواً قارب العشرة بالمائة مقارنة بالعام الماضي، في وقت أظهر فيه استطلاع إلكتروني للرأي أجراه موقع ''مجلة ديجيتال ستوديو'' على الإنترنت أن 70 بالمائة من الرواد والخبراء في قطاع الإعلام الرقمي والاتصالات عبر الأقمار الصناعية يريدون زيارة الحدث في دورته الخامسة عشرة، الذي يشهد مشاركة 550 شركة عارضة من أكثر من 50 دولة منها 60 شركة تشارك للمرة الأولى، منها شركة أبوظبي للإعلام، و''ايه في بلس جلف للبث''، و''موبايل تكنولوجي''، و''موبيشن''. أما معرض ساتلايت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي أطلق هذا العام استجابة للطلب المتزايد في قطاع البث عبر الأقمار الصناعية في المنطقة، فيضمّ أكثر من 100 شركة عارضة من هذا القطاع، منها عرب سات، ويوتل سات، والياه سات، إلى جانب سمارت سات التي تأسست حديثاً في مدينة دبي للاستوديوهات كأول شركة خاصة عاملة في قطاع الأقمار الصناعية في المنطقة. واعتبر هلال سعيد المري، الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، أن نجاح هذين الحدثين الكبيرين يؤكد قدرة دبي على تقديم خبرة عالمية المستوى للزوار والعارضين في كافة القطاعات الرئيسية. وأضاف: ''شهد الحدثان هذا العام زيادة في عدد العارضين الدوليين رغم التباطؤ الاقتصادي الراهن في العالم، ما يعتبر دليلاً إضافياً على حقيقة تطلع الشركات إلى الأسواق الناشئة مثل منطقة الشرق الأوسط''. ومن أبرز الفعاليات التي ضمها معرض ''كابسات'' هذا العام برنامج التبادل المعرفي، الذي يتناول الازدهار الكبير في قطاع البث، وهو البرنامج الذي حظي عند إطلاقه العام الماضي بقبول ونجاح كبيرين. ويشتمل برنامج التبادل المعرفي على ''مؤتمر كابسات للبث ''2009 الذي يتيح الفرصة أمام الخبراء لمناقشة القضايا الرئيسية التي يواجهها قطاع الإعلام الرقمي، والتي من المهم أخذها في الاعتبار عند اتخاذ القرار حول التحول إلى تقنيات الوضوح العالي والتلفزة المتنقلة. وشهد مؤتمر العام الحالي إلقاء إدوارد بورجردينج، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للإعلام، الكلمة الرئيسية في المؤتمر وعنوانها: ''مكعب الجليد المنصهر: تقنيات الأعمال التناظرية في العالم الرقمي''، إلى جانب جلسة نقاش تجمع رؤساء التقنية.