بانتظار الابن الذي لم يلبث ان عاد الى حضنها حتى غيبته عتمة السجن، اسلمت والدة الاسير النائب ناصر عبدالجواد ابن قرية دير بلوط قرب نابلس بالضفة الغربيةالمحتلة ، روحها الى باريها، بعدما اثقل المرض كاهلها، ولم يكن غير اسمه على لسانها. ولفظت الحاجة رسمية عودة (73 عاما) أنفاسها الأخيرة أول من أمس متأثرة بنزف دماغي ألم بها قبل نحو الشهر، بعدما تمكنت من سماع صوت ابنها الدكتور ناصر الذي تحتجزه (اسرائيل) منذ 29 حزيران (يونيو) 2006، والعشرات من النواب رهائن في سجونها عقب أسر جنديها في غزة غلعاد شاليت. " في الاونة الاخيرة لم يكن غير اسم " ناصر" على لسانها رغم صعوبة النطق لديها نتيجة للجلطة الدماغية، التي اقعدتها، وكانت وكأنها تستشعر دنو اجلها تتمنى وتكثر من الدعاء من اجل ان تراه قبل ان يتوفاها الله"، قالت زوجة النائب الاسير عايشة احمد عبدالجواد في حديث ل"الرياض": " قبل يومين فقط من وفاتها تمكن ناصر من الاتصال هاتفيا بنا من سجنه، وما ان سمعت صوته حتى شعت عيناها بالفرح والدمع معا وانطلق لسانها بالدعاء له بان يفك الله اسره وجميع المعتقلين. ناصر الابن الرابع من بين ستة اشقاء ذكور وشقيقتين تحول فراقه مصدرا للحسرة والالم لوالدته التي غاب عنها اثني عشر عاما في سجون الاحتلال ، واطلق سراحه بعد انتهاء محكوميته في 25 يناير 2005. عاد ناصر عبد الجواد الى والدته حاملا معه شهادة النضال من اجل وطنه، وشهادة الدكتوراه التي تمكن، بمعاونة زوجته من الحصول عليها داخل السجن متحديا قيود السجّان ومسجلا سابقة في تاريخ الحركة الفلسطينية الاسيرة. خرج ناصر من سجنه اكاديميا وقائدا في حركة (حماس) وسرعان ما بات احد مرشحيها الفائزين في الانتخابات التشريعية الاخيرة. وبعد اقل من ثمانية عشر شهرا في احضان اسرته وبجوار زوجته ونجليه اويس واسيد واهله، كان على موعد جديد مع الاعتقال في سجون الاحتلال، ودون اي تهمة محددة. منذ عملية " الوهم المتبدد" التي اسر فيها الجندي الاسرائيلي والنائب عبدالجواد ومعه العشرات من المؤسسة التشريعية والوزراء يقبعون رهائن في سجون الاحتلال. لكن عملية تبادل الاسرى طالت ولم تحتمل والدته الانتظار باوجاعها فغادرت قبل ان تنعم بضم ابنها الى صدرها.