كشف مسئولون في الشأن الطبي عن أزمة «تدريب» حقيقية تواجه طلبة وطالبات كليات الطب حديثي التخرج, مشيرين إلى أن فرص التدريب في القطاعات الصحية أقل بكثير من عدد الأطباء المتخرجين في حين بلغت نسبة تسرب الملتحقين بدراسة الطب إلى نحو 10%. وتأتي هذه «الأزمة» في وقت يطرح فيه مؤتمر يوم المهنة الطبي الثالث والمزمع عقده يوم الأربعاء 11 مارس الجاري تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض وتنظمه كلية الطب بجامعة الملك سعود أماكن عديدة للتدريب داخل المملكة أو خارجها. وقال الدكتور فيصل السيف المشرف على اللجنة المنظمة للمؤتمر إن هناك محدودية قبول المتخرجين في التدريب, فعدد المتقدمين من الأطباء العام الماضي لهيئة التخصصات الصحية بلغ 2000 طبيب في حين لم يتوفر لهم من مقاعد التدريب إلا 1300 طبيب وبالتالي هناك 700 طبيب لم يجدوا التدريب. ولفت إلى أن أكثر من 50 تخصصاً طبياً معتمداً حتى الآن في هيئة التخصصات الصحية وقد ولد هذا الحيرة لدى الأطباء وهو ما يحتم أهمية تزويد الطالب بكافة التخصصات التي تناسبه وفي نفس الوقت يفيد الوطن. وبين وكيل كلية الطب للشئون الأكاديمية الدكتور مسلم الصاعدي أن الهدف من مؤتمر يوم المهنة الطبي هو اطلاع خريجين كليات الطب على خيارات المستقبل واختيار التخصص ومكان العمل الأكاديمي أو المهني وتزويدهم بصورة واضحة حول متطلبات الدراسات العليا في تخصص الطب البشري وفروعه المختلفة , وإتاحة الفرص لهم للدراسة في الجامعات السعودية أو الخارجية ، مشيرا إلى أن هناك نحو 450 طالب وطالبة يتم قبولهم سنويا في كلية الطب بالجامعة. من جهته أكد الدكتور محمد الغنيم عضو اللجنة العلمية للمؤتمر مشاركة 40 متحدثاً محلياً في المؤتمر و4 متحدثين دوليين من فرنسا واستراليا وأمريكا وكندا ، ومن أبرز المشاركين العالميين البروفيسور فريد مراد من جامعة تكساس بالولايات المتحدةالأمريكية والحاصل على جائزة نوبل عام 1998م والدكتور حاتم سالم من جامعة موناش بأستراليا، ومستشارة التعليم بالسفارة الأمريكيةبالرياض كارن بوير، والمسئول عن برنامج الأطباء السعوديين المقيمين بفرنسا الدكتور فيليب أوبري. ويشمل البرنامج المعد محاضرات في مختلف التخصصات الطبية ويضم 30 ورشة عمل طبية وحلقات نقاش حول المهارات المطلوبة في طبيب المستقبل وكذلك الأبحاث الطبية. إلى ذلك أوضح عبد السلام مدخلي رئيس اللجنة التنفيذية أن المؤتمر يضم بين طياته ورش عمل حول التخصصات الطبية الأساسية التي ترتكز على التعريف بالتخصص، وتحديد مهامه، والتعريف ببرنامجه في المملكة من حيث عدد السنوات، والتفاصيل التقنية المهمة الأخرى، وواجبات وحقوق المختص، وإيجابيات وسلبيات العمل خلال مراحل السلم الوظيفي المختلفة، وكذلك الحديث عن التخصص في القطاعين العام والخاص، والجانب البحثي في مجال التخصص وتحديداً المملكة. وأضاف مدخلي أن هناك معرضاً سيقام في بهو مركز الملك فهد الثقافي، يشارك فيه حوالي 26 مؤسسة من المؤسسات المهمة ذات العلاقة بالمجال الصحي والعمل الطبي التطوعي وجهات الابتعاث بالمملكة.