استضاف المؤتمر العربي الاقليمي الثالث حول حماية الطفل ضيوفا من المهتمين والعاملين في المجال من كافة مناطق المملكة والعالم العربي والغربي، ليشاركوا في فعاليات المؤتمر عبر أوراق العمل وعبر المداخلات والحضور الشخصي... حيث اعتبرت الدكتورة سناء البذري مؤسسة جمعية الرسالة الزرقاء القادمة من لبنان الشقيقة ان حضور هذا المؤتمر يمثل نقطة انطلاقة قوية تحتاجها لرفد جمعية الرسالة الزرقاء في لبنان بوسائل انتشار تمكنها من تحقيق رسالتها وقالت: عملت مع منظمات انسانية عالمية كبرى كانت تعمل في لبنان منذ عام 1985 وحتى 2002 وعندما رحلت تلك المنظمات عن لبنان فكرت في مواصلة الرسالة الانسانية التي قمت بها سابقا من خلال منظمة انسانية تعمل برؤية اسلامية عربية فانشأت جمعية الرسالة الزرقاء برؤية مفادها «معاً من أجل عالم أفضل». ورسالتنا هي نشر الاسلام عبر التربية على السلام من خلال الحوار والدعم النفسي والإجتماعي وبناء القدرات. وتهدف الجمعية الى ايجاد جيل من الصغار يكونون بمثابة سفراء السلام لكل العالم ليكونوا بدورهم مدربين لاطفال مثلهم على مكافحة العنف والتعريف بوسائله وطرق الحد منه والتبليغ عنه، ايضا نهدف الى تنمية الموارد البشرية ولا سيما الشباب في مجال التوعية الاجتماعية والصحة النفسية وحقوق الانسان استناداً على المعايير والمواثيق الدولية وبناء القدرات الشبابية ونشر الوعي والثقافة النفسية، الصحية، البيئية والاجتماعية التي تعنى بحقوق الإنسان مع إيجاد أطر الحوار لوضع طاقات الناشطين في المجال الاجتماعي في خدمة المجتمع وتنميته، وذلك بالتعاون مع الجمعيات الوطنية والدولية التى تتعاطى نفس الشأن عبر تنمية القدرات البشرية للعاملين الاجتماعيين في الجمعيات والجامعات والمدارس من خلال دورات تدريبية. وتضيف البذري: هذه اول زيارة لي للمملكة ولا يمكنك تخيل مقدار سعادتي بهذه الزيارة فانا عندي قناعة تامة بأن السلام منبعه هنا كما ان الاسلام منبعه هنا لذا فان مؤتمر العنف ضد الاطفال حقق لي حلما لطالما تمنيته وانا اسعى الى ايجاد شراكة محلية وانشاء فرع لجمعية الرسالة الزرقاء هنا لتتواصل الاهداف وتتكامل فسعينا واحد وهدفنا واحد.. وتقول: لقد أسرني الشعب السعودي بوعيه واخلاقه وثقافته وتواضعه ويسرني ان أقدم تحياتي الى صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة التي حرصت على التواجد الدائم معنا وبيننا واسبغت من لطفها ورقتها وتواضعها الكثير من الاهتمام بنا فلها جزيل الشكر. من جانبها قالت السيدة خلود علي الانصاري باحثة البرامج والمشاريع بالمركز الثقافي للطفولة بدولة قطر الشقيقة: نحن كمركز ثقافي نعمل ضمن منظومة عمل موحدة تبنتها سمو الأميرة موزة بنت ناصر المسند حرم أمير البلاد ورغم ان مؤسستنا تثقيفية بالمقام الاول الا اننا ايضا نتعامل مع العنف من خلال استقبال الحالات التي تعرضت للعنف وحظيت باستقبال أولي في دور الرعاية الصحية لنتولى نحن في مركزنا عملية إعادة التأهيل وزيادة الوعي من خلال الدورات والبرامج الثقافية المركزة التي تعمل على الجانب النفسي والمعرفي لدى الضحية واكثرهم من الاطفال لنعيد بناء معنوياته من جديد، وقد تستغرق عملية اعادة البناء شهور طويلة يتخللها تدريس لمناهج المدارس ولكن بطريقة مرحة حتى يعود الطفل ضحية العنف الى الحياة وحب الحياة ويسهل عليه التعامل مع الناس مرة اخرى.. وتضيف الانصاري: نحن لا ندعي الكمال ولكننا نحقق نسبة علاج نفسي تثقيفي تصل الى 80% ويخرج الطفل من عندنا شبه متعافى لكن يبقى الدور على اسرته لاستكمال ما تبقى من علاج نفسي له وهو دور لا يمكن اغفاله ولا ينبغي.. وحضوري لهذا المؤتمر يأتي استجابة لسعينا الدائم وراء الاستفادة من خبرات الشعوب في مجال مكافحة العنف وحتى الآن اشعر ان الاستفادة كبيرة والاجواء كلها مرضية. ومن القصيم تحدثنا السيدة لولوة النغميشي رئيسة الخدمات الاجتماعية بجمعية الملك عبد العزيز الخيرية النسائية عن دور الجمعية في ايواء وحماية المعنفين من النساء والاطفال قائلة: «لدينا عدد من السيدات من ضحايا العنف في الجمعية يسكنون في مساكن الجمعية لحين افتتاح دار الايواء الاسبوع القادم بالقصيم، وتتراوح حالات العنف بين عنف جسدي وجنسي واجبار على الزواج، ونحن نتسلم الحالة من الجهة الرسمية سواء اكانت اقسام الشرطة او الحماية ونقوم بدراسة حالتهم ومن ثم نساعدها ونسهل لها امورها وندعمها ماليا ونرافقها في جلسات المحكمة اضافة الى اعادة تهيئتها نفسيا واجتماعيا عبر البرامج والدورات المناسبة ولا تنتهي مهمتنا مع المعنفين الا بالصلح بينهم وبين مصدر العنف ايا كان سببه، والصلح يشمل ايجاد البيئة الملائمة والابتعاد عن مصادر الخطر او المصالحات العائلية في حالات العنف الجسدي او القهر النفسي، وموضوع هذا المؤتمر يدخل في صلب اهتماماتنا فنحن حريصات على التواجد في بؤرة الحدث للاطلاع على احدث ما يستخدمه العالم من تقنيات للتعامل مع العنف بكافة اشكاله واطرافه». وتقول السيدة نورة المالكي المدير التنفيذي المساعد لمؤسسة الوليد بن طلال الخيرية نحن جهة داعمة بالاساس نقوم بدعم المشاريع الخيرية التي تتقدم بها جهات الاختصاص من جمعيات خيرية او جهات رسمية لتولي حالات بعينها ومنها المتعرضين للعنف الاسري، ولاننا نعمل منذ اكثر من خمسة عشر عاما فاننا اكتسبنا خبرة الارشاد والتوجيه واصبحت ضمن خدماتنا توجيه النصيحة للمحتاجات الى معرفة لمن يذهبون واين يلجأون، ولقد قمنا في الفترة الاخيرة بتمويل قرابة 25 مشروعا انسانيا ضمن اطار تنمية الموارد البشرية ونحن حاليا بصدد افتتاح مصنع نسائي كل العاملات فيه من اللواتي كن بحاجة الى مساعدة ليصبحن منتجات عوضا عن كونهن متلقيات مساعدة ومحتاجات، وحضورنا لهذا المؤتمر يأتي في سياق اهتمامنا باوراق العمل وورش العمل المتميزة وسعيا لابراز الدور الانساني التنموي الذي تقدمه المؤسسة.