التعليم لدينا بالمملكة العربية السعودية يعاني الكثير من شؤونه . فلا مدارس على مستوى راق وعال يمكن تسميتها "مؤسسة تعليمية حقيقية" ولا معلم راض فلم اصادف معلما واحدا راضيا عن عمله إما مشكلة في درجته وتصنيفه أو راتبه أو مدير المدرسة أو المناهج أو الحصص بلا نهاية؟!!، ولا نجد موظفين مرتاحين في المدراس غير المدرسين ، ناهيك عن ما يحدث بالوزارة نفسها من شؤون، ولكن اليوم سأركز على جانب مهم وأساسي وفي صلب التعليم لدينا، وقد يراها البعض أنها قضية جوهرية لا تمس أو تناقش وهي كثرة المواد الدراسية خاصة الدينية واللغة العربية، لم يطرح هذا الموضوع للنقاش أو يشبع كحوار، حين ننظر لطلاب الابتدائي والمتوسط والثانوي ماذا يدرسون لن أستغرب هذه المخرجات من التعليم غير المناسبة وغير المجدية وكثير من أولياء الأمور ومن يملك القدرة أو جزءا منها يرسل أبناءه للخارج من المرحلة الثانوية فلا يدرسون المواد لدينا ، فحين نجد المرحلة الابتدائية والمتوسط والثانوي يدرسون أسبوعيا مواد دينية بهذا العدد الكبير لدرجة يصل عدد المواد في المتوسط والثانوي إلى 16 – 18 مادة دراسية أساسية، حين نلحظ مادة ( التفسير – التوحيد – الفقه – التجويد – الحديث – والقرآن الكريم ) ومع اقتناعي بدراسة القرآن الكريم كأساس مهم لا شك به بكل مراحل التعليم لأسباب كثيرة نجد مواد أخرى تقارب 5 مواد لا تقدم الكثير للطالب بشكل منفصل فلماذا لا تدمج بمادة واحده تسمى (علوم اسلامية) فماذا يهم الطالب أو الطالبة مادة التفسير للقرآن أو الحديث وهو بمرحلة متوسطة، هل نريد أن يكون مفسرا للقرآن أو للحديث راويا له وحافظا إلى آخر ذلك وأيضا مواد اللغة العربية (القواعد – النصوص – الإملاء – المطالعة – التعبير) وهذه خمس مواد أخرى مع قناعتي بمادة القواعد بكل مراحل التعليم لأهميتها كأساس مهم ، ويضاف مادة جديدة عوضا عن كل هذه المواد تسمى (علوم اللغة العربية) وحين نرى بهذا الختصار ليس لمجرد الاختصار سنلغي ما لا يقل عن 8 مواد تعليمية ونكرس وقت الفائض من هذا الإلغاء لمواد أكثر أهمية وحاجة للطالب والوطن ككل ، وأرجو أن لا نخرج بتفسيرات أن دعوتي هذه ستلغي وتقلب وتغير، الذي يريد أن يتخصص بأي علم يبدأ من المرحلة الثانية من الثانوي سواء شرعي أو علمي أو أدبي، له أن يتخصص ما يشاء من العلوم ويبحر بها بلا حدود فقد وصل مرحلة يختار ويقرر لكن أن يكون في الابتدائي والمتوسط كم هائل من المواد في النهاية لا يرسخ منها شيء ولن تجدي معه في عمله وعلمه مستقبلا فهل نذكر الآن مادة التفسير للقرآن الكريم ، وهل نحفظ عشرة أحاديث بصورة صحيحة بعد هذه السنوات، وهل نحفظ شعر الفرزدق وبشار بن برد الآن وغيره كثير وهذا هدر كبير واستنزاف لعقول الطلاب واستنزاف لميزانية الدولة وكم هائل من المعلمين بلا نهاية وحدود، وحين يتخرج في الجامعة نجده يعيش بطالة، فلا تعليم أنجده وساعده ولا لغة يمتلكها ويبدأ من جديد يؤهل نفسه.. الأطباء والمهندسون والطيارون في الخارج الذين يبتعثون هل يدرسون هذه المواد؟ أدرك أنه موضوع حساس ولا يطرح برؤيتنا ولكن لنكن عمليين حقيقة وندرك ما حولنا من مصاعب الابتدائي والمتوسط والثانوي حتى الأولى منه يجب أن تنتهي مسألة الحفظ والتلقين بلا نهاية ورجعة العلم يقوم على الاستنتاج والفهم والعلوم الحديثة، والذي يريد أن يتخصص أكررها له ذلك أيا كان العلم فهناك المستوى الجامعي والماجستير والدكتوراة وغيرها، لا يستوى أن نضع الطلاب والطالبات بنمط تعليمي واحد لا يتغير والعالم يتغير ونحن لا زلنا نناقش كم عدد حصص المعلم المفترضة؟!